اختلف شكل شارع المعز كلياً عما كان عليه خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بعد ترميمه وافتتاحه كأكبر متحف مفتوح، بسبب الغياب الأمنى، وأصبح أقدم شوارع القاهرة مهددا بالاغتيال كل يوم، مع مرور سيارات نقل وتحول ساحات المساجد الأمامية إلى موقف سيارات مفتوح وكافيتريات عشوائية تشوه شكل أول متحف مفتوح فى العالم للآثار الإسلامية.
عامل فى محل باراز يقول إنه لم يعد يشعر بروح الشارع كما كانت، وأكد أنه رأى قطعة من حجر فى واجهة مسجد السلطان برقوق تسقط بعد مرور سيارة نقل، بالإضافة إلى قشور من واجهة المسجد.
سقوط الحجر أمر ممكن بعامل الرطوبة، ولكن الاهتزازات بسبب حمولة السيارات يزيد نسبة تأثر المنشآت الأثرية.
وبرر الدكتور مصطفى أمين، رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار، الواقعة بقوله، إن التأثير الأكبر بسبب الرطوبة، وأنه تسقط قشور من الأحجار أو قطع منها بفعل الرطوبة، وأن الاهتزاز ناتج من مرور السيارات، وأن هذا التأثير يمكن معالجته أو تغيير الحجر بالكامل بنفس النوع.
وتمنى أمين أن لا تؤثرعودة مرور السيارات بكثافة فى الشارع على سلامة المساجد الأثرية، وقال، "لن يحدث شىء لأنه عند ترميم الشارع لأول مرة تم إصلاح البنية التحتية للشارع وتغيير جميع مواسير الصرف بالمنطقة، ولكن كثرة استخدام السيارات يمكن أن يؤثر، فالعادم ومخلفات الوقود يؤثران على سلامة واجهات المساجد والشكل الحضارى لها.
وضع الشارع الأمنى وغلق المساجد مبكرا، لم ينفه مصطفى أمين وقال: أعترف أن التواجد الأمنى قليل فى المنطقة، وهذا بسبب حالة التسيب التى تعيش فيها البلاد، وليس شارع المعز فقط، فلا توجد سيطرة على أى شىء.
وأضاف "الحل الآن أن تقام نقطة شرطة عند مدخل باب الفتوح وأمام ساحة مسجد الحاكم بأمر الله، للتحكم فى حركة الشارع والتعامل مع الجمهور وأهالى المنطقة، لأن أمن المنشآت لا يستطيعون التعامل مع المخالفين أو من يحاول التعدى على ساحات المساجد الأثرية، لأنهم أثريون وغير مسلحين، وليسوا رجال شرطة، مشيرا إلى اتفاق مع وزير الداخلية منصور العيسوى لإعادة الشرطة إلى شارع المعز.
أهمية شارع المعز وروحانياته فى رمضان دفعت مجموعة النشطاء لإطلاق جروب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بعنوان "أنقذوا شارع المعز" واشترك فيه ما يقارب ألفى عضو، وتقول بسمة عاشور، منسقة فى الجروب، إنها من خلال عملها كمصورة حرة لم تعد تستطيع العمل فى شارع المعز، بسبب الزحام وحالة الانفلات الملحوظ الذى تعيش فيه البلاد.
وعرضت المجموعة إقامة ندوات توعية فى المنطقة، واقترحوا استضافة شخصيات عامة، مثل الشاعر عبد الرحمن الأبنودى أو الفنان محمد صبحى أو جمال الشاعر، وأحد القيادات الأمنية ليرى واقع الشارع.