أشرف نبوى يكتب: أنفلونزا الثورات

الأربعاء، 17 أغسطس 2011 12:25 ص
أشرف نبوى يكتب: أنفلونزا الثورات الثورة فى إسرائيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعدما شاع موضوع أنفلونزا الطيور ومن بعده أنفلونزا الخنازير وما استتبعه من هياج عالمى وإرهاب إعلامى منظم قصد من ورائه تصريف المخزون الدوائى للقاح بأسرع ما يمكن لتحقيق بعض المكاسب لزمرة من المنتفيعن فى دول يفترض أنها تتمتع بالاحترام، ورغم تحذير العقلاء من العلماء الأجلاء من أن هذا حق يراد به باطل إلا أننا انسقنا وراء أكاذيبهم وسرنا على النهج وساعدنا فى نصب مولد الخداع لينفض بعد أشهر قليلة وكالعادة يصمت الإعلام فتنتهى القضية، وهذا سيناريو يتكرر كل فترة، خاصة إذا تراكمت الأسلحة التقليدية لدى بعض الدول فيتم البحث عن منطقة معينة لتصريف هذا المخزون جبريا بافتعال أزمة واتهام للنظم فى تلك البقعة بالاستبداد ليتم التدخل العسكرى الذى لا يكون أبدا مجانيا، وتنتهى القصة ويتم قبض الثمن من دماء الشعوب وخيرات بلادها، هى لعبة سياسية وقحة بالدرجة الأولى وتتكرر، ولأن الإعلام صار سلاحا أقوى من الجيوش فهو قادر على لعب دور مؤثر فى الأقناع سواء عن قصد أو بدون حين يكون هاجسه محاولة اقتناص أكبر عدد ممكن من المشاهدة أيا كانت السبل، فإن توجيه الإعلام لتنفيذ أى مخطط صار من السهولة بمكان يغرى أى نظام أو أى دولة بالتلاعب لتنفيذ مخططاتها، لكن يبدو أن السحر انقلب على الساحر هذه المرة، فقد رأينا الثورات الشعبية تندلع بلا سابق إنذار بعدما تعبت الشعوب من ممارسة فضيلة الصبر على حكامها، وتناثرت شظايا الثورات هنا وهناك فأصابت من أصابت وسلم منها من سلم ولو مؤقتا، وكأنى بها أنفلونزا جديدة فقد تسربت العدوى لأنظمة ودول كانت تتحدث عن هذه الثورات وكأنها تتحدث عن كوكب آخر بعيد، تلك الأنفلونزا إن صح التعبير انتشرت وطالت دولة عريقة ديمقراطيا مثل إنجلترا فوجدنا هذا الهياج والانفلات الأمنى غير المسبوق وأعمال السلب والنهب والبلطجة من شعب كان يباهى دوما بعراقته، ومن قبلها أصابت عصب الكيان الصهيونى فى مقتل حين خرجت المظاهرات والاحتجاجات حاملة معها إرهاصات الثورات العربية، بل ورافعة بعض شعاراتها مما حدا ببعض المراقبين للتخوف من تفشى هذا الفيروس على حد زعمهم إلى باقى دول العالم وهو فى نظرهم فضيلة إذا حدث بعيدا عنهم وفيروس قاتل يجب القضاء عليه إن طال مناصبهم واقترب من كراسيهم وأنظمتهم التى لا تقل فسادا عن باقى دول العالم وإنما يحميها اقتصاد قوى وترسنة أسلحة عاتية، والمتابع الفطن لأحوال العالم يرى ترنح المارد الأمريكى ويدرك أن اقتراب سقوطه بات وشيكا ولأنه نشب أظلافه فى اقتصاديات الكثير من الدول وجعلها ترتبط به ارتباط الأم بوليدها فإن سقوطه سيعنى انهيارا اقتصاديا يحاول الكثير تجنبه، لكنها مسألة وقت ليس إلا وما نحاول تأجيله سيحدث عاجلا أو آجلا، ووقتها سيجد فيروس الثورة طريقه إلى أكبر وأغنى وأقوى دول البسيطة، فهذا الفيروس الذى صنع نفسه بنفسه ولم يعمل صانعو القرار فى العالم له أى حساب أقوى من أن يوقفه شىء فهو وليد احتقانات شعبية ومظالم جائرة حدثت وتحدث، وليس كما هى حال الفيروسات المفتعلة والتى كان يعرف أصحابها سلفا كيف ومتى يطلقوا صيحات التحذير من شرها وكيف ومتى يصمتوا حين تنتهى قصة الفزاعة وتتحقق مآربهم، اليوم صنعت الشعوب الفيروس ولن يكون بمقدور أيا كان أن يوقف زحفه أو أن يحد من قوته ولعلى أرى أن هذا الفيروس سيكون قادرا على تطهير العالم من كل فساد بعد أن ينجح فى القضاء على بؤره ومن ثم يختفى تلقائيا كما ظهر تلقائيا بعد أن يكون حقق حلم الملايين فى مشارق الأرض ومغاربها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة