نهلة مطر: معرض "المدينة الشبح" يوثق "أصوات القاهرة" لأول مرة فى مصر

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011 01:48 م
نهلة مطر: معرض "المدينة الشبح" يوثق "أصوات القاهرة" لأول مرة فى مصر مركز سعد زغلول الثقافى
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الدكتورة نهلة مطر الأستاذ المساعد بقسم النظريات والتأليف فى كلية التربية الموسيقية، إن معرض "المدينة الشبح" الذى تشارك فيه حاليًا مع مجموعة من الفنانين المصريين والسويسريين يوثق أصوات القاهرة ويحفظ ذاكرتها الموسيقية لأول مرة فى مصر، موضحة خلال اللقاء الذى تم تنظيمه أمس بمركز سعد زغلول الثقافى وأداره سيد محمود الكاتب الصحفى بالأهرام أن الذاكرة الثقافية تنتقل عبر أشكال الأدب الكتابية، لكن بالنسبة للعادات والتقاليد، فالأشكال الفنية أجدر على نقلها، ومن هذه الأشكال الموسيقى.

ولفتت مطر إلى أن المستمع يرتبط بالموسيقى عبر شعوره ببنائها الانفعالى، مؤكدة على أن المستمع العادى تلقائيا يستجيب لها، فى حالة استطاعة العازف لها أن ينقل صدقه الفنى عبر ما يعزفه.

وتناولت مطر خلال الندوة استخدام بعض الآلات الإيقاعية فى إيطاليا التى كان لأصواتها غير المعتادة دورا فى تطوير الموسيقى، وضربت مطر المثل بصوت القطار، لافتة إلى أن هذا الصوت تم توظيفه فى موسيقى الروك أند رول والميتل والجاز، وهو ما جعل للضوضاء دورا فى الموسيقى الحديثة، وتوظيفا يعبر عن إيقاع الحياة المختلف.

وتحدثت مطر عن بدء فكرة " التجهيز الصوتى" وإستخدام هذا التجهيز فى إقامة معارض صوتية لافتة إلى أن هذا التجهيز يهدف لتوثيق ذاكرة المدينة الصوتية، مشيرة إلى أن الأصوات المحيطة بنا يجرى تصنيفها إلى أصوات رئيسية تصحبنا دائما، ولا نشعر بها إلا عند اختفائها، وأصوات أخرى تأتى فى شكل إنذارات مثل " أصوات المنبه"، وثالث تصنيف هو أصوات "الحنين" أو " الروحانية" مثل أصوات الرعد ، ورابع تصنيف لها هو الأصوات التى تدل على المكان، مثل أصوات " الكاتدرائية" الذى يدل على مكان العباسية.

وأشارت مطر إلى أن الأصوات الموجودة فى معرض " المدينة الشبح" متنوعة، فمنها أصوات بها نوع من التوثيق لذاكرة القاهرة الصوتية، وأصوات أخرى تم معالجتها حسب رؤية الفنان الذى قام بتسجيلها وحسب فهمه لها.

يذكر أن الفنانين استخدموا أصوات " الكلاكسات" و" المظاهرات" و" سارينات المترو" وخبطات بائع العرقسوس، بعد معالجتها صوتيا، وإضافة بعض المقطوعات الموسيقية لها، وجعلها ضمن منظومة يسمعها زائرو المعرض، عبر سماعات موزعة فى جنبات قاعاته، وخطط الفنانون المشاركون فى هذا المعرض، أن يبدأ زائر المعرض الاستماع لهذه الأصوات، بدخوله فى ممر تم تصميمه على هيئة نفق، تتوزع السماعات بين جنباته، وينتهى هذا الممر بقاعة أكبر يسميها الفنانون " بقدس الأقداس".

الفنانون المصريون المشاركون هم نهلة مطر ومروان فوزى وطارق مأمون ودعاء قاسم مع مجموعة من الفنانين السويسريين تحت رعاية المؤسسة الثقافية السويسرية "بروهيلفتسيا" ويقدمون خلاله مشروع "الذاكرة الثقافية الموسيقية" الذى يقومون خلاله بعمل تجهيز تصوتى للذاكرة الصوتية لمدينة القاهرة من خلال منظور متنوع للمؤلفين المصريين والمؤلفين السويسريين، ويستمر المعرض لمدة شهر.


حاولنا أن نبحث عن أصوات تعبر للناس عن أشياء لأن القاهرة ثرية جدا بكل الأصوات هكذا تؤكد نهلة مطر لافتة إلى أن أكثر الأصوات التى يمكنها أن تكون مثيرة للإزعاج، هى الأصوات التى من الممكن أن يتلقاها الناس على أنها مقطوعات موسيقية، قائلة: جمعنا أصوات كثيرة لأن جزءا من المعرض يهدف لتوثيق أصوات القاهرة، ولا نهتم فقط بأن نقول إن هذا الصوت ينتمى للعام الفلانى، بل أيضا مكان الصوت الجغرافى، وعندما ذهبنا للتسجيل فى مقياس النيل، سجلنا لمراكبى بيخبط على قاربه من أجل صيد السمك، وهذا صوت قديم ينتمى لمصر الفرعونية لأنها نفس عادة القدماء فى صيد الأسماك، فهذا التسجيل سيوثق لهذا العادات المصرية وللمدينة.


وعن اسم المعرض، تقول مطر: المدينة الشبح نعنى به المدينة المختفية داخلنا، وهى المدينة القديمة التى كانت موجودة أيام الفراعنة، فهو التصور الشخصى للمدينة، كما يشعر بها كل فنان فى المعرض.

وعن مشاركة الفنانين السويسريين تشير مطر إلى أنهم قاموا بتأليف مقطوعات موسيقية عن رؤيتهم لأصوات القاهرة، ومن ذلك قامت الفنانة فرانشيسكا باومن بتأليف مقطوعة موسيقية مع "الكلاكسات" التى سمعتها فى القاهرة، أما ألفريد تسيمرلين فقدم مقطوعة موسيقية عن شروق الشمس فى مصر وفى زيورخ، من أصوات مصرية وسويسرية، بنغمة عالية التردد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة