محمد الحفناوى يكتب: إعلانات.. ولا عبط!.. الله يخرب بيوتكم

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011 12:14 ص
محمد الحفناوى يكتب: إعلانات.. ولا عبط!.. الله يخرب بيوتكم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبارات مستفزة قد تشعرك بالغثيان أولا عند سماعها لأول مرة، وثانيا لتكرارها لأكثر من مرة فهى بلا معنى بلا طعم بلا لون بلا رائحة.. على شاكلة استرجل واشرب العلقم.. أكبر وخرف.. ما هذه العبقرية التى ابتكرتموها أيها العباقرة الأفذاذ؟ بالفعل لقد مليت وسخطت على هذا المنتج، وأعتقد أن السادة المشاهدين لن يقتربوا من هذه المنتجات المملة، لأنهم أخذوا جرعات فوق مستوى تحملهم عن طريق الإعلانات التافهة، وتكرارها، وأنا من هؤلاء الذين يستفزوا استفزازا بلا حدود، لدرجة أننى أبحث عن شىء ما بجوارى لأقذفه على جهاز التليفزيون المقزز لأحطمه من شدة غيظى قبل المسلسل وبعد المسلسل وقبل الفاصل وبعد الفاصل.

نوع جديد من الإعلانات يستفزك ويجعلك عايز تكسر التليفزيون أو أضعف الإيمان تكتم الصوت فى تليفزيونك، حتى لا تسمع العبط فاعلان من الإعلانات عن أحد منتجات المياه الغازية، يطلع علينا ويقولك تشرب كوكا يعنى تشترى أرض، يطلعلك فيها بترول، يعنى تخطب نفيسة وتصاحب زنوبة، يعنى يبقى اسمك زعبولا، تقوم تلاقى نفسك كمبورة، حاجات عبيطة لا علاقة لها بالمنتج الذى يعلنوا عنه، والنهاردة لقيت إعلان جديد ليس أقل سخافة من الأول، حيث يقول هيثم بيكلم سوسو لأن ساب زيزى علشان بتحب تمورة، و(رأس السنة بالنسبة له ماتسواش أى تلاتين لزمة)، بالزمة والدين العبارة اللى بين قوسين دية معناها إيه؟ أو إيه المقصود بيها؟ وراح الجامعة وقعد جنب عزيزة علشان مش ساكنة فى الجيزة، لأنه ويمد كلامه ويقول رااااجل علشان بيشرب مية الطورشى.

وأريد من يدلنى هل الرجولة اليوم تقدر بالبطاطس؟ فقد ولى عهد شهامة المصريين، والحكم على رجولتهم بعدما كانوا يميطون الأذى عن بنت حتتهم، أو بنت منطقتهم عندما يتعرض لها أحد الأشقياء، أو إذا تعرض أحد الجيران لضائقة ما فيتسابق الجميع لمساعدته ومد يد العون إليه بكل رجولة فى الزمن الماضى، وأصبحت الرجولة الآن تقاس بالبطاطس العادية، التى كانت جدتى وأمى تقوم بتحضيرها لى وأنا طفل صغير فقد كنت أعشقها.. الآن أصبحت دليلا على أنى لم أبلغ أو أنى طفل غير مكتمل الرجولة، وعندما أتناول بطاطسهم سأكون رجلا بجد؟ والله إنه لعجب العجاب، أن نرى مقاييس الرجولة بالمأكولات والمشروبات.

صدقونى إننى كنت أشرب أحد المشاريب منذ زمن ليس بالقريب، وكنت منتظم فى تناوله، ولكن عندما ظهرت إعلانات استرجل واشرب منقوع البراطيش توقفت عن تناوله، لأن أصدقائى صاروا يمزحون معى ويقولون لى أنت من يوم ما شربت هذا وانت استرجلت، فقررت ألا أتناوله مرة أخرى حتى لا أكون مصدر سخرية بسبب ذاك الإعلان القمئ.

لقد كنا نستمتع منذ صغرنا بالإعلانات التليفزيونية الهادفة بعيدا عن... ده صاحبنا اللى ما عندوش بوكسر وده قريبنا اللى بينام من غير مايتغطى، ولذلك تأتيه كوابيس مزعجة.. وبعيدا عن الإسفاف وخدش المشاعر.. عند ما كنا نجد فؤاد المهندس بإعلان معجون الأسنان.. وإعلان أجرى بسرعة ياواد يا حسين...وإعلان تنظيم الأسرة حسانين ومحمدين فقد كنا نسعد بأغنى تلك الإعلانات التى كانت فى الزمن الغالى الجميل.

وأخيرا أقول كفانا تكرار ممل ومزرى يبعث على القرف والاشمئزاز، فالمثل يقول يابخت من زار وخفف، فليس بالتكرار نصبح كبار أو يشترى الزوار بل بالتكرار نقتل نسبة المشاهدة وأرجو أن أعرف من الجميع هل أتجنى على هؤلاء أم أننى محق، وأخيرا أقول لهم استرجلوا وحلوا عننا.. كرهتونا فى نفسنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة