طه القرنى ينهى لوحة لـ "جمعة السلفيين"

أنهى الفنان التشكيلى طه القرنى جزءاً جديداً من جدارية الثورة التى يعكف على توثيق أحداثها.

وقال القرنى، لـ"اليوم السابع"، إنه يدرس الطريقة الأمثل للتعامل فنيا مع مشهد محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، وبدأ فى الرسوم التحضيرية لها، معلنا عن الجزء الخامس عشر من جدارية الثورة ليصور انفعاله بأحداث جمعة 29 يوليو ونزول الجماعات السلفية إلى ميدان التحرير.

وأضاف أنه لم يتصور أحد من المثقفين أن يتحول ميدان التحرير إلى ساحة لإظهار قوة السلفيين أو أى فصيل سياسى أو دينى آخر، لأن الدعوة كانت لجمعة للتوافق ولم الشمل بين جميع التيارات، ولكن ما حدث بداية من يوم الخميس، توافد على الميدان الآلاف من السلفيين موحدين الزى بهتافات تطالب بدولة دينية ودستور دينى.

ورصد الفنان التغيير فى شكل متظاهرى ميدان التحرير قائلا "رسمت وأنا أتخيل نفسى كشاهد على مليونية السلفيين، فلم يكن بالميدان غيرهم تقريباً، وللحظة أعادوا إلى لقطات من الزمن القديم لأن كلنا سلفيون من حيث إتباع الرسول الكريم، مع الاجتهاد وليس النقل فقط".

وفى اللوحة تجد الميدان مكتظا بوجوه ممتلئة، ولحى كثة، وأجسام ترتدى الأبيض، ويبدو أن الفنان قد بالغ فى تصوير علامات الغضب على وجوه أبطال لوحته، ليقول رأيه فيما شاهد فى ميدان التحرير فى هذا اليوم، واهتم القرنى بتفاصيل الوجوه حتى للأبطال الثانويين للوحة فى الصفوف الخلفية أكثر من باقى جداريته التى كان يهتم بالوجوه القريبة، ويعتمد على التكرار فى الخلفيات.

أعلى اللوحة ارتفعت لافتات وشعارات ترددت يوم جمعة 29 يوليو، وكتب هتافات المتظاهرين السلفيين "أنت خايف ليه من شرع الله"، "دستورنا القرآن"، والوجه الوحيد المختلف فى اللوحة لشخص حليق الذقن تقترب ملامحه من ملامح الفنان نفسه يجلس على جانب اللوحة فى حزن، ونكس علم مصر على يده أمام ارتفاع الشعارات الدينية، وكأنه يضع نفسه شاهدًا على الحدث، ويقول إن مصر حزينة لما حدث فى ميدان التحرير.