د.عبد الجواد حجاب يكتب: الفوضى فوضى حتى لو كانت بناءة

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011 10:42 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: الفوضى فوضى حتى لو كانت بناءة أوباما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إحداث فوضى فى مجتمعاتنا العربية خطة قديمة لأعدائنا فى الخارج والداخل. هذه الفوضى أول من وعدنا بها كونداليزا رايس وزيرة خارجية جورج بوش الابن منفذ سياسات اليمينيين الجدد فى الحزب الجمهورى، هذه الفوضى أيضا وعدنا بها الرئيس المخلوع فى حالة الإصرار على رحيله كبديل للاستقرار الذى من علينا به أثناء فترة حكمه على مدى ثلاثة قرون.

بعد نجاح ثورتنا المجيدة وبدأت الثورة المضادة التى خطط لها الحزب الوطنى المنحل وجهاز أمن الدولة المنحل بدأت بأعمال بلطجة فى كل شوارع وطرقات مصر واعتداء وتحريض وصل إلى ذروته مع قرب بدء محاكمة الرئيس المخلوع وكبار رجالات دولته السابقة. ومع انتهاج المجلس العسكرى سياسة خارجية استقلالية.

فوضى كونداليزا رايس هى نفس فوضى فلول النظام السابق والتى وصلت إلى ذروتها فى سيناء الحبيبة حيث تتواجد فلول إمبراطورية الهارب حسين سالم الصديق الصدوق لدولة إسرائيل، حيث قام مسلحون بالاعتداء على قسم شرطة العريش ومحاولات تفجير أنابيب الغاز وإطلاق إشاعات فى الصحافة الإسرائيلية تؤكد أن الجيش المصرى فقد سيطرته على سيناء وأن سيناء وقعت فى براثن تنظيم القاعدة، وكل ذلك تمهيدا لاحتلال سيناء مرة أخرى انتقاما من مصر الحرة الجديدة التى هى على وشك الولادة.

وبسرعة شديدة تحرك الجيش المصرى الباسل ونشر فواته فى العريش والشيخ زويد للسيطرة على الوضع فى سيناء الحبيبة، تماما كما فعل مع كل محاولات خلق الفوضى الخلاقة فى كل مدن مصر.

نفس الفوضى التى تخطط لها الإدارة الأمريكية الحالية عندما ضخت أموالها ودولاراتها فى جيوب بعض ضعاف النفوس من منظمات المجتمع المدنى وبعض الأحزاب بكل أسف وبدون علم الحكومة المصرية، مما أدى بالمجلس العسكرى الإعلان عن البعض ممن يحصل على تمويل أجنبى وهذا لا يمكن تسميته إلا أنه نوع من أنواع العمالة للأعداء، وطبعا بهذا التمويل قام البعض بالتحريض على المجلس العسكرى وعلى الفور قامت الحكومة المصرية بفتح تحقيق فى هذا التمويل المشبوه مع رفضها أى دعم خارجى للحركات السياسية تحت زعم دعم الديموقراطية، مما أغضب الأمريكان وانهالت الصحف الأمريكية بصب جام غضبها على المجلس العسكرى والحكومة وسحب بعض المسئولين من سفارتها فى مصر.

الفوضى هى ألد أعداء ثورتنا، الفوضى هى السبيل الوحيد لفتح الطريق أمام التدخل الأجنبى فى شئوننا الداخلية طبعا تحت شعارات مساعدة الشعب المصرى وشعارات حماية الأقليات، هذه الفوضى هى الطريقة الوحيدة لإعادة إنتاج نظام لا يختلف عن النظام المخلوع.

الفوضى هى الطريقة الوحيدة لتضييع هيبة المجلس العسكرى المتهم بأنه وراء ازدياد مشاعر الكراهية للأمريكان فى مصر.

الفوضى هى الطريق الوحيد لتعطيل عجلة الإنتاج لإفقار الشعب وحدوث ثورة الجياع التى لا تبقى ولا تذر، الفوضى ماهى إلا ثورة على الثورة ومن يحمى الثورة.

والسؤال المهم هل قبول تمويل أو تدريب من دولة أجنبية دون علم الدولة هو فى صالح مصر وثورتها وهل التحريض على المجلس العسكرى هو فى صالح مصر وهل الاعتراض على كل قرار والفوضى السياسية التى نعانى منها وخاصة أن موعد الانتخابات البرلمانية قد اقترب هل ذلك فى صالح مصر؟.

بكل صراحة أنا ومثلى الكثيرون فى خوف شديد على ثورتنا العظيمة من إرهاصات الثورة المضادة وإرهاصات الفوضى الخلاقة وتردد الحكومة فى قرارات التطهير وقوانين محاربة الفساد وأيضا الاستقطاب الحاد بين القوى السياسية الفاعلة فى الدولة ومحاولات الثورة على الثورة وأعتقد أننا جميعا نشاهد الدخان المتصاعد للفوضى سواء خلاقة أو بناءة.

ومن هنا أقول للجميع هيا بنا ننحى المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، هيا بنا نلتف حول قيادة المرحلة الانتقالية وهو المجلس العسكرى، هيا بنا نتقدم إلى الشعب ببرامجنا لنترك له الخيار الحر فى انتخاب نوابه عن طريق صناديق اقتراع شفافة ليتم الانتقال السلمى للسلطة إلى حكومة وبرلمان الإرادة الشعبية ليبدأ الطريق الطويل والشاق لبناء مصر الجديدة الحرة الديمقراطية. اللهم جنبنا شر الفوضى حتى ولو كانت خلاقة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة