لأننى من هؤلاء الذين ينظرون إلى النصف الفارغ فى الكوب، ويؤمنون بوضع السيناريوهات الأشد قتامة أولاً، لأننى من هؤلاء الذين يسميهم البعض متشائمين فلم أسمح لنفسى بالفرحة عقب سماعى قرار التنحى لأكثر من يوم تبادلت خلاله المكالمات مع الأصدقاء، مؤكدة أن المصريين لا يقدرهم قادر، وأنهم دوما يأتون بما لا يتوقع أحد.
هكذا فعلها المصريون وأعادوا للعالم كلمة مصر يتم ترديدها فى كل مكان، وأصبحت مصر من جديد أيقونة للتظاهر السلمى والحصول على الحق فقط بالعزيمة ووحدة الصف.
على طريقة أهل السينما cut ونبدأ من جديد، لن نخوض فى تفاصيل الشهور الماضية، كل منا يعرفها عن ظهر قلب، ولن نتطرق لهذا الاعتصام الأمنى الذى حل محل اعتصام أسر الشهداء، كل هذه أمور يتحدث فيها الجميع، لكنه بات لدى فكرة ربما خيالية أكثر، ماذا عن ميدان التحرير؟، هذا الميدان الذى تحول إلى رمز للحرية فى كل مكان فى العالم، وكيف أصبح ثكنة عسكرية، وسوقًا للباعة الجائلين، وأتساءل بداخلى ماذا لو طار الميدان بعد أن قال للجميع ارحمونى بقى.
كما أن المصريين لا يتوقع أحد رد فعلهم أيضا لا أحد يمكنه أن يتوقع استكمال أفعالهم، فالذين قاموا بالثورة يتكاتفون الآن بنفس القوة والوحدة لهدمها.
القوى الوطنية مشغولة بانقساماتها وتنظيماتها، والاعتصامات داخل الميدان وهل نفضها بالقوة أو نعلقها، وإلى آخر الانشغالات التى لا تبنى بلدا يحتاج إلى عمل فى البنية التحتية فى كل قطاعاتها.
ودعونا نفكر سويا، ماذا أعدت القوى السياسية والميدانية للانتخابات التى تقترب؟ وماذا سنفعل اذا فازت التيارات الإسلامية على اختلافاتها بالانتخابات؟ هل سيتم رفضها كما نرفض نتيجة الاستفتاء؟ ماذا فعلت القوى الوطنية والمدنية وجمعيات حقوق المستهلك فى مراقبة الأسواق للحد من الارتفاع الجنونى للأسعار دون مبرر حقيقى سوى تباطؤ الشرطة فى ردع التجار.
ماذا نفعل غير الأحاديث التليفزيونية التوينات والتويتات واستكمال الاحتفاء بالفيس بوك كمدشن لثورتنا؟ وأخشى أن تتحول الثورة لمجرد هوجة والفارق بينهما كبير لو نعلم.
هل نحتاج لقوم آخرين ينظمون بلدنا ويقرءون على القوى الوطنية مواثيق الوطن؟ ألا يوجد عقلاء مسمعون القول بيننا؟ قرأت العديد لأساتذة ينصحون ويرشدون ولا أحد يستمع لهم، مجرد مقالات تملأ مساحات من صفحات الجرائد ولا شيء.
أمامنا عدد من المواقف التى لا تقبل التكذيب
- ظهور مكثف لفلول النظام السابق وتوابعه فى كل وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة، وسواء سخرنا منها أو استمعنا لها فهى باتت موجودة بالفعل، وهناك أناس فى القرى البعيدة والنجوع الفقيرة لا يعرفون من الثورة غير غلاء الأسعار وأحاديث عن فوضى قادمة ومجاعات وضيق رزق أكثر مما هم فيه.
- محامو الرئيس السابق يجتهدون لتقسيم الجرائم وتلفيقها للجميع.
- انقسامات القوى الوطنية والسياسية لمجموعات صغيرة والانقسام مستمر.
- الأخطر من وجهة نظرى أن الناس فى الشارع باتوا يسبون الثورة ويلعنون أبو اليوم الذى حدثت فيه، وقد سمعت بنفسى ذلك من بعض السائرين إلى جوارى فى ميدان الأوبرا بالقرب من محطة مترو العتبة، وقبلها بيومين وجدت سيدة محترمة ومعها طفلان تسب، وتلعن فى الثورة والموجودين فى التحرير، ويبدو أنها تعرضت لثمة مضايقة ربما من أفراد الأمن المسئولين وقتها عن تأمين المعتصمين، لكن هذه النماذج ليست الوحيدة بالتأكيد وهناك الكثيرون لم أسمعهم وربما سمعها غيري.
والآن أضم صوتى لهؤلاء الذين يقولون إن الثورة فى خطر، بل هى الآن فى أشد مراحلها خطورة، انظروا أيها النخبة حولكم وانظروا ماذا أعددتم للانتخابات هل وجدتم فى الشارع؟ هل عرفكم أحد؟ هل جهزتم برامجكم الانتخابية؟ هل.. هل... هل..؟
هل يطير ميدان التحرير برموزه وخيره حاملا معه ما تبقى من أمنيات الحرية والعدالة الاجتماعية، ويتحول لمجرد ميدان بلا روح قطعة أرض تتوسط المدينة الكبيرة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السباعى المحامى
خواطر ادبيه حول انجازات اثورة25يناير
عدد الردود 0
بواسطة:
احنا الاغلبية الصامتة
وانا كمان
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل حسان سليمان
هؤلاء العملاء من 6 ابليس وغيرهم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بيومي
الثورة فرصة إما نستغلها و إما نضيعها