برنامج العصابة الذى تقدمه داليا أبو عمر على تليفزيون الحياة، يذكرنا بتجربة برنامج "لقاء مستحيل"، الذى أذاعته الحياة العام الماضى، والذى اعتمد بشكل كبير على افتعال الضيوف والتمثيل والمزايدة على المواقف، والواقع أن هذه النوعية من البرامج تمثل تياراًً من البرامج التليفزيونية تتطلب من مشاهدها أن يلغى عقله، وألا يحاول فهم أى شىء.
برنامج العصابة يعتبر بشكل كبير استنساخاً لبرنامج "مذيعة من جهة أمنية"، وهو البرنامج الذى تنازعت داليا عمر على ملكية فكرته مع "هبة الأباصيرى" فى واقعة شهيرة كان "أسامة الشيخ" أحد أطرافها، ولا نعرف نحن الآن ما سبب اجترار فكرة مر عليها حوالى 4 سنوات، كما أنها لم تنجح أصلاً، حتى مع تغيير الصيغة من الجهة الأمنية إلى العصابة.
ومع ذلك فالدور الذى تتقمصه داليا، مازالت تحتفظ فيه بشخصية المحقق على خلاف فكرة البرنامج، والتى لا تتعدى أكثر من "إفيه" أشبه بالنكتة المعادة، وتبدأ بمشهد تمثيلى مفتعل، فى سيناريو مكرر فى كل حلقة ومختلقا لاختطاف الضيف، الأمر الذى أثر بشدة على حجم القبول للبرنامج من ثوانيه الأولى، خصوصاً عندما يسأل الضيف "انتوا مين" فتجيبه داليا بسذاجة بالغة "إحنا العصابة"، وتدير الحوار بأسلوب به تعنيف ومحاولة لافتعال اشتباكات، يتنافى مع احترام الضيف والمشاهد على السواء، بأن تظل تتجول حول الضيف فى حركات تؤذى العين.
وبعد هذا يسير الحوار فى طريقه الطبيعى كبرنامج حوارى لا يختلف فى أسئلته أو أدائه عن غيره من الحوارات، فما الفائدة من هذه التمثلية التى لا تصلح لقصة فيلم كارتون؟ مثل حلقة "هانى رمزى" الذى ظل يندهش بمبالغة ساذجة عندما يكتشف أن داليا عمر قامت باختطافه بعد أن تدخل عليه وتقول له نفس الحوار الذى تقوله لكل الضيوف.
وهنا يصبح البرنامج مثل الذى رقص على السلم، فعملية التمثيل والافتعال فى بداية الحلقة كسرت حاجز الصدق مع المشاهد، فطالما الضيف يمثل من اللحظة الأولى فما الدافع لأن يصدقه المشاهد على مدار الحلقة.
ومن ناحية أخرى، لم يحقق البرنامج الإبهار الذى يستحق أن تضحى بواقعية الحوار، ذلك الذى بات مشكوكا فى مصداقيته، خاليا من أى قيمة، الأمر الذى يتنافى مع التغيير السياسى والفكرى الذى تمر به مصر، كما أنه ليس كوميديا، ناهيك عن العبارات الاستفزازية التى تتعمد داليا استخراجها من الضيوف، مثل هشام عباس عندما قال كنت بتفرج على الثورة من فوق الكوبرى وأنا مشجع للثورة كأنه يتحدث عن فريق لكرة القدم.
كما توضح داليا، أن البرنامج سبب استضافته لهؤلاء النجوم تحديداً أنهم بعيدين عن الإعلام، وأن البرنامج يرغب فى إجراء الحوار معهم على الرغم أن معظم ضيوف البرنامج من الضيوف المنتشرين فى بقية البرامج، وكلما بدأ الحوار فى طريق منضبط من الحوار أفسدته ببعض الحركات الاستعراضية المصطنعة عندما تشبه مفتش المباحث الذى يستجوب المتهم، وهو من إعجاز البرنامج أن اسمه العصابة ومذيعته تتقمص دور الضابط.
على الأرجح، فإن داليا مذيعة مبتدئة وخبرتها متواضعة، كانت ضحية للمعدين، خصوصاً أن الحوار يتخلله بعض الإجابات المعروف للجميع أنها كاذبة.
"العصابة" يذكرنا بـ"لقاء مستحيل".. فن الضحك على المشاهد
الثلاثاء، 16 أغسطس 2011 08:44 ص
المذيعة داليا أبو عمر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شادي
اصلي
عدد الردود 0
بواسطة:
اماني
فعلا عندك كل الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
انا لما شفت البرنامج (بيض............ سقطت فى الشراب )
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية مسلمة ليبرالية
برنامج جميل و المذيعة كويسة اوى.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري غلبان
برنامج العصابه
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
ده برنامج فيه مصلحه للمزيعه
عدد الردود 0
بواسطة:
اماحمد عراقى عبد الرحمن
اشرب طبيعى تتكلم طبيعى
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد المصرى
دى وجهات نظر