أحمد بدر نصار يكتب: ثورة بين الاغتيال والانتصار

نتفق على أن المشهد التاريخى الذى شاهدناه جميعا على شاشات التلفاز يومى الثالث والخامس عشر من أغسطس الموافق الثالث من رمضان أحد مكتسبات الثورة التى أبهرت العالم يوم 25 يناير وزادت انبهاره يوم أن رأت مبارك رئيس أكبر دولة عربية فى القفص محمولا يستمع إلى النيابة وهى تلقى التهم عليه.. لكن اليوم علينا أن نتفق جميعا أن ثورتنا لم تنجح بعد وإن كانت حققت أبرز هدفين لها التنحى ومحاكمة مبارك أمام مسمع ومرأى العالم ومن هناك فإن ثورتنا لن تترك بسلام، فهناك كلاب ضالة تعيش خارج وداخل مصر لا تريد للثورة أن تنجح، بل هناك حملات إعلامية ومخططات مخابراتية خارجية لتشويه هذه الثورة العظيمة التى ستخرج جيلا مصريا جديدا، جيل سيعود بمصر إلى مجدها ليضعها فى مكانها الصحيح والتى تستحقه فثورتنا تتعرض لمحاولات اغتيال على أعلى مستوى من التخطيط والمؤامرات فهم لا يريدون بمصر أن تقف على قدميها أو تتنفس الصعداء بعد عصر الانحطاط الذى عاشت فيه عقودا وعقودا من الزمان هناك حملات إسرائيلية وأجنبية لتشويه واغتيال ثورتنا العظيمة وإن كان منهم من يخرج فى وسائل الإعلام مبتسما ومبديا سعادته بالثورة المصرية فالذى نراه على المسرح غير الذى يدبر ويقال فى الغرف المغلقة وعلينا أن ننتبه لذلك فنحن لا نعيش وحدنا فى هذا العالم والحل للحفاظ على ثورتنا والتى تعتبر أعظم ثورة ستكتب فى صفحات التاريخ هو العمل والتكاتف ودعونا من مسألة مدنية أو دينية أو علمانية.. عار علينا أن نختلف على فروع ومصر مازالت مجروحة أرجوكم دعوا هذه التفاهات ولنعتصم جميعا مسلمين وأقباطا.. سلفيين وصوفيين.. إخوان وإسلاميين.. تحت راية واحدة هى نهضة مصر فثورتنا بين الاغتيال إذا تركناها تتألم ونحن نختلف فى الفروع وبين الانتصار إذا اتخذنا من الاتحاد شعارا لنا وقوة لنا.. واعلموا أن مصر هى ميزان المنطقة العربية كلها بل هى ميزان الأمة الإسلامية والعربية كلها.. أرجوكم دعوا المراهقة الفكرية والمراهقة العقلية وعلينا أن ندرك أن هناك من يتربص بنا لكى ينقض علينا فى أقرب فرصة تسمح له بذلك ثم نبكى على اللبن المسكوب، مصر لم تعد تتحمل آن الأوان أن نعمل، أن نتكاتف من أجل أن تسترد مصر قوتها بعد ضعف دام أكثر من 30 عاما وهى تدمر وتنهار وتنهب ثرواتها بلا رحمة ولا هوادة.