جففت دموعى.. وغادرت تعاستى.. وركبت جناح الطمأنينة.. وأزلت عنى جراح الآلام وغدر الزمن.. وتصديت لرياح الذكريات.. وجلست قرب شاطئ الأمنيات.. أمد جسور المودة والمحبة لكل من هو آت.
كان البحر هادئا والسفن تظهر براعة فى الإبحار وأنا أتأمل هذه المناظر بانبهار قررت أن أنطلق.. أهيم فى الطرقات وأقدم التهانى والتبريكات وأعزف بلسانى جميع النغمات وأهمس فى أذن العاشقين بأحلى الكلمات.. كانت طرقاتى أرصفتها مزركشة بأشجار خضراء وراياتها مرفوعة لعنان السماء وأبناؤها يصدحون المواويل بكل كبرياء وهمست لهم بلا استحياء:
ارتموا يا أحبائى على قلبى المشتاق.. ارتموا بلا حياء.. قلبى معكم وما تعود على الكذب والخداع.. لم أكن أعلم أنكم تحبونى لدرجة الفناء.. ولو رجع بى الزمن لاخترتكم أنتم دون رياء أنتم كل الحياة فأنا منكم ولكم.. حبكم سحرنى وشجاعتكم أبهرتنى واتحادكم أسعدنى.. العمر بدونكم لا يحيا والكرامة من بعدكم لم يعرفها أحد.. كيانى هام بحبكم ونفسى تاقت لرؤيتكم..
ومن أنت يا فتى؟؟ ألا تعرفنى أيها الفارس الهمام؟؟ مر على رأسى الكثير.. فمن أنت من بين هؤلاء؟؟
أنا المستقبل المنير..أنا شعاع الأمل.. ونوركم الذى سيبعدكم عن كل المحرمات، بزغت شمسى من جديد وستتمرغون بضيائها وتتنعمون بدفئها وتتنشقون من نسيم عبيرها.
سأكون لكم باقة أفعال دون كلمات.. وعواطف دون مجاملات.. وآمال دون مغريات، سأشارككم أفراحكم وستطيب نفسى بلقياكم سأمحو عنكم أيام الحزن والأسى.. لن أدعكم تنظروا إلى الخلف.. ولا إلى سنوات الضياع.. ولا إلى آهات التعب والحرمان.
كان الماضى يمشى خلفكم بخبث وظلم وقهر ويختفى عندما تحتاجون إليه لأنه صديقكم المزيف، أما أنا.. مستقبلكم.. صديق ثورتكم سأضمكم وأطير بكم بعيدا بعيدا إلى دنيا الواقع إلى دنيا الأمل والأمان.. لن أخذلكم بعد الآن لأن حبكم أعاد لى نبض الحياة المزركش بالكبرياء..
سأصونكم.. وأحميكم.. وأرفع عنكم البلاء.. أقسمت بحبكم وبطهارتكم وإيمانكم بقضيتكم.
لن أترككم إلى ساعة الله يشاء.. سامحونى جبنى فى الماضى خذلكم وخوفى الزائد عليكم جرحكم ووقوفى بجانب الباطل أضعفكم وتباطئى جعلهم يدوسون عليكم بأقدامهم.
لكن الآن أتضرع إلى الله أن ينسينى تلك الأيام لأغير قدركم المشؤوم إلى أمل منشود يحقق لكم السعادة والهناء
ساعات وساعات وأنتم تسألوننى من أنا.. فمن أنتم؟؟
نحن أبناء مصر.. أبناء الثورة.. التى ردت كرامتنا وطابت بها نفسنا وجاهدنا فيها بمالنا وشهدائنا وأرواحنا.. لبسنا أكفاننا.. وتزينا بدمائنا.. وتحدينا الموت..لأجلها أدمنا على سحرها وجعلنا كرامتها فوق الجميع ومزقنا أشواكها و سالت دمائنا..
وزرعنا بستانها وحمينا ديارها وهمسنا لها بزقزقة العصافير
كلماتنا قليلة وأفعالنا صلبة .. عواطفنا جياشة لكنها كانت مغلفة بالظلم والمرارة والقسوة.
الفقر كان صديقنا ورغيف العيش همنا وقسوة الحياة شعارنا والذل والإهانة طريقنا وهدر الكرامة هو رأس مالنا.. لكننا الآن تحررنا.. وبالكرامة تجرأنا وعلى الأوغاد انتصرنا..
عرفتكم يا أحبائى.. صورتكم فى الميدان سحرتنى وتضامنكم أسعدنى وعشقكم للحرية أذهلنى.. والسلطان أقلق مضجعى.. تماثلت الآن للشفاء وجعلت حبكم هو الدواء.. وأعاد للهوى رونق الحياة وهدانى لجادة الصواب.. لن يفرق بيننا سوى خالق السماء.
وبعد ساعة مريرة من الكلام أطلقت صفارة الأمان وزاد التعارف والامتنان وقسمنا معا على رحلة الزمان وسنقف بالمرصاد لكل آثم خوان.. لكل من سيغدر بنا فى هذا الزمان حتى ولو كان السلطان لن نسكت ولن نخاف ولن نرضى بالهوان.
فالساحة ساحتنا ومصر هى أمنا والعدل هو شعارنا والمستقبل والأبناء هم ضماننا ورحيل الأوغاد هو مطلبنا والأمن والأمان هو شعارنا.
يدا بيد سنغرس الحب والأمل والحياة.. مع أبناء مصر.. مع مستقبلهم ليرفعوا اسم أم الدنيا شامخا...
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
abdellatifAhmed foud
اطمنى يا سحر
خير ان شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود كرم الدين محمود
لأول مرة تعجز كلماتي عن التعليق
عدد الردود 0
بواسطة:
رولا البني
ما أجمل كتاباتك
عدد الردود 0
بواسطة:
بديع باشات
قمة الروعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
مقال غاية الابداع والرومانسيه
عدد الردود 0
بواسطة:
شامية
تناغم ساحر ومتقن ..
عدد الردود 0
بواسطة:
hanan.m
حلوووووووووووووة أوي
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو فادي
معجب جدا جداااااااااااااااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
بارك الله بك وبكتاباتك الجميلة
عدد الردود 0
بواسطة:
صيدلى مصرى
كلامات رقيقة
كلمات بسيطة جميلة معبرة
عبارات جميلة