صدر حديثًا العدد لمجلة العربى الكويتية، وفيه أفردت المجلة مساحة كبيرة عن الثورات العربية، حيث خصص الدكتور سليمان العسكرى، رئيس تحرير المجلة، مقاله الافتتاحى للحديث عن التهديدات التى تواجه الديمقراطية فى مجتمعات الثورة نتيجة الاستغلال السياسى للدين، من قبل بعض التيارات الدينية. وفى حين يؤكد "العسكرى" على حق التيارات الدينية فى ممارسة العمل السياسى، ويثمن ما تحملته التيارات الدينية فى مواجهة الفساد والقمع أثناء حكم الأنظمة السابقة على الثورات العربية، فإنه يؤكد على أن من حق المواطن العربى فى عصر الثورات ألا يتعرض للضغوط ذات الطابع الدينى فى مجتمعات متدينة أو تميل إلى التدين بالفطرة، وبالتالى فإن استخدام سلطة الدين للتأثير عليهم لمصلحة قوة سياسية دون غيرها، هو استمرار لمسارات سلبية تكرس ألوانًا من الضغوط على أفراد المجتمع العربى.
كما يتضمن العدد مقالاً مطولاً للدكتور عماد عبد اللطيف، الباحث المتخصص فى البلاغة وتحليل الخطاب بجامعة القاهرة، عن "جماليات الثورة المصرية". يتضمن المقال تحليلا لبعض أبرز الشعارات والصور والأيقونات واللافتات والهتافات التى أبدعتها الثورة المصرية. ويدرس دور هذه الإبداعات فى حسم الصراع بين نظام مبارك والثوار لصالح الثورة المصرية. كما يحلل كيف أسهمت هذه الإبداعات فى تحويل الثورة المصرية إلى حدث جمالى وإبداعى، بما أعطى للثورة المصرية موقعًا خاصًا متميزًا بين ثورات العالم على مدار عصوره. ويركز المقال على التغيير الذى أحدثته الثورة فى علاقة المصريين برموزهم الوطنية؛ خاصة العلم المصرى والأناشيد الوطنية. كما يدرس الدور الذى لعبه ميدان التحرير بوصفه فضاءً بلاغيًا فى حسم نتيجة الثورة لصالح الثوار. ويتعقب الوظائف الخطابية المختلفة للتسميات المختلفة لأيام الثورة وفعالياتها.
ويتضمن العدد أيضًا مقال عن الثورة التونسية للدكتور آدم فتحى، الإعلامى والباحث التونسى، عنوانه "ثورة تونس ..خريف الأباطرة". يرصد فيه بعض ملامح الثورة التونسية عبر تساؤلات من قبيل: هل يمكن لهذه الثورة أن تفشل؟ هى ثورة شباب؟ ما نصيب نظرية المؤامرة كمفسر لحدوثها؟ هل هى ثورة بلا قيادة؟ وغيرها من التساؤلات المهمة.