شهدت الثقافة المصرية حالة من التأخر وأصبحت عرضة للأهواء والتقلبات السياسية والفكرية، فمع تغير التيارات الفكرية تتغير الثقافة المصرية، حتى غابت الهوية الثقافية المصرية، ولكن حتى تكتمل الثورة المصرية فيجب أن تكون هناك ثورة ثقافية تضع ملامح الهوية الثقافية المصرية وتضع مبادىء راسخة تحكم هذه الهوية وتحافظ عليها من تقلبات التيارات الفكرية القادمة.
يقول الكاتب والروائى أحمد صبرى أبو الفتوح إن حرية الفكر والتعبير والثقافة بشكل عام مرهون بالحفاظ بحرية المجتمع وتطبيق الديمقراطية بمعناها الحقيقى، فإن الحرية السياسية ستؤدى الى حرية فكرية والتنوع الثقافى.
ويرى أبو الفتوح أن المشكلة التى قد تواجه حرية الثقافة المصرية فى المستقبل هى قفز تيار معين الى سدة الحكم لا يؤمن بالحرية الثقافية، ويعتقد أن أنه يملك الحقيقة دون غيرها ولا يقبل الاختلاف فى الفكر والرأى ولا بحرية التعبير، لذلك فدور المثقفين الآن هو العمل على ترسيخ مبادىء الحرية فى المجتمع وان يدافع عن حقه فى حرية الفكر والتعبير، مناشدا الدكتور عماد أبو غازى ليبحث أمر إصدار وثيقة تتضمن رؤية المفكرين والمبدعين المصريين حول الهوية الثقافية المصرية وكيفية الحفاظ عليها.
ويرى الفنان والناقد التشكيلى عز الدين نجيب، أحد المشاركين فى مبادرة " نحو دستور ثقافى مصرى 2011" ، أنه يجب حماية الثقافة المصرية وتكون لدينا هوية ثقافية ثابتة لا تتغير بتغير الحكومات أو بتولى الحكم تيارات معادية للحريات وتقيد المثقفين والمبدعين.
ويضيف نجيب لذلك فقد وضعنا وثيقة حاكمة للدستور الثقافى المصرى، وهى مناسبة لكل العصور فقد تم وضعها بمراعاة الحياة الثقافية المصرية خاصة فى الثلاثين سنة الأخيرة التى شهدت انتكاسة كبيرة فى عصر الرئيس المخلوع، كما أنها تراعى جميع التيار والمؤسسات حتى أننا وضعنا فى اعتبارنا مبادىء مؤسسة الأزهر، لأننا لسنا فى صدام مع أحد.
ويوضح نجيب أنه قد تم تشكيل أمانة عامة من 9 أشخاص تكون مهمتها وضع برنامج تنفيذى لهذه الوثيقة، وتكون على اتصال بكل الجهات المعنية بشئون الثقافة ومؤسسات المجتمع المدنى، وترصد الأنشطة الثقافية ولمنع أى محاولة للمصادرتها أو قمع حرية الثقافة، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تُقدم هذه الوثيقة للجنة وضع الدستور الدائم للبلاد، وتكون هناك آليه ليتضمنها الدستور القادم.
ويقول الكاتب سعيد الكفراوى الثقافة وليدة مناخ بمواصفات محددة، مناخ يتسم بالحرية والديمقراطية والتنمية والتقدم، فالثقافة يجب أن تكون معبرة عن وجدان الأمة ن تكشف عن المضىء فى تاريخها، وتحتفى بما هو جيد فى الفن والأدب والوعى المصرى.
ويضيف الكفراوى أن الثقافة حتى تكون ثابتة وراسخة لا تتآثر بالأهواء الشخصية والتقلبات السياسية وتغير القيادات، فلابد أن تكون مدافعة عن الحرية والحق وتهتم بوعى المواطن المصرى، ومعبرة عن المتغيرات التى تحدث فى الواقع المحيط بها، موضحا أنه بعد إجراء الانتخابات ووضع دستور جديد حاكم لشئون البلد، سنتمكن من تحديد هوية ثقافية مستنيرة تدافع عن القيم الرفيعة، تعيد أمجاد الأمة التى صنعتها على مر العصور.
ويقول محمود مدبولى، مدير دار مدبولى للنشر والتوزيع، إننا لم نكن نتمتع بديمقراطية حقيقية وإنما كانت الرقابة تفرض نفسها كثيرا، وحتى يمكننا أن نحافظ على هوية ثقافية حقيقية وراسخة على مر العصور يجب أن يكون هناك خطة لتثقيف الأجيال القادمة بشكل صحيح، والاهتمام بالثقافة فى المناطق العشوائية.وتكون هناك مراعاة للحرية الرأى والفكر والتعبير، مؤكدا أن الرقابة يجب أن تقتصرعما يعيب فى الذات الالاهية ، ولكن حرية الفكر والرأى والتعبير لا يمكن أن تحكمها رقابة.