د. مصطفى النجار

فوضى القصاص.. من يحمى المصريين؟

الأحد، 14 أغسطس 2011 03:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت تفاصيل هذه الجريمة الدامية التى حدثت فى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث اشترك أهالى حى المنشية مع عدد من البلطجية لوضع نهاية بلطجى آخر يهدد الأهالى، وتجمع حوالى 60 بلطجيّا و100 من الأهالى لوضع نهاية بلطجى هارب من سجن ليمان طرة فى أحداث ثورة 25 يناير على ذمة عدد من القضايا، وبمجرد خروجه من السجن بدأ يفرض سيطرته على أهالى حى المنشية، وعلى المارة، ويستولى على أموالهم ويسخرهم فى أغراضه عنوة.

وقام الأهالى بمحاصرة منزله بعد أذان المغرب بساعة، فقذفهم بزجاجات المولوتوف، وأطلق أعيرة نارية عليهم، فتسلق بعضهم المنازل المجاورة حتى وصلوا داخل منزله من السطح، وبمجرد مشاهدته لهم اختل توازنه وسقط من الدور الثانى، ليسقط بين أيدى الثائرين، الذين انهالوا عليه بالآلات الحادة، من سكاكين وغيرها، وقطعوا يديه وقدميه، وطافوا به شوارع الحى وشوارع دسوق، وهم يهللون ويطلقون الأعيرة النارية للابتهاج بقتله، ثم قطعوا رأسه.

هكذا الخبر دون أى إضافة، ثم بمتابعة الحادثة رفضت الجمعية الشرعية بدسوق تغسيل «البلطجى»، تطبيقًا لحد الحرابة.. انتهى الخبر.

وضعت يدى على رأسى وأغمضت عينى وفتحتها مرة أخرى لأتأكد، هل أنا فى الواقع أم أشاهد فيلمًا دمويّا مخيفًا، نعم يحدث هذا فى مصر بعد الثورة، وتذكرت حينها فتوى نسبت للشيخ عصام تليمة بأن من حق أهالى الشهداء أخذ ثأرهم بأيديهم إذا لم يأخذ لهم ولى الأمر بثأر أبنائهم ممن قتلوهم، وهى الفتوى التى صدمت الكثيرين بما تحمله من خطورة بالغة.

إن خطورة هذه القضية تكمن فى السكوت عنها مما قد يجعلها عرفًا وواقعًا تنمحى به سيادة القانون، وتصبح الغلبة لمن غلب، والانتقام لمن قدر، قد يكون هذا مقبولاً فى مجتمعات قبلية وبدائية، لكن حضارة مصر وتاريخ شعبها لا يسمحان بحدوث مثل هذه المآسى.

ولكن دون أن نلتمس العذر لمن فعلوا ذلك فإن المسؤولية الحقيقية تقع على من سمحوا بالتسيب الأمنى، وجلسوا يشاهدون المصريين تتم سرقتهم والاعتداء عليهم، وكأنهم يعاقبونهم على نجاح الثورة، ويقولون لهم: ذوقوا ما فعلت أيديكم.

مازال غياب الشرطة وتقاعس الكثيرين من أفرادها عن العمل خطيئة فى حق الوطن، كل المبررات التى نسمعها منذ قيام الثورة لتأخر عودة الأمن للشارع لم تعد مقبولة، ولا يمكن أن نصدقها، إن جرائم البلطجة والسرقة بالإكراه والاختطاف مقابل الحصول على فدية أصبحت جرائم يومية فى كل أنحاء مصر.

حدثنى بعض سكان منطقة المطرية والمنزلة بمحافظة الدقهلية عن جرائم خطف المواشى والسيارات من خلال تشكيلات عصابية تشبه الميليشيات المنظمة التى تخرج فى جنح الليل لتمارس جرائمها، بل وبلغت بهم الوقاحة والفجور أن يخرجوا على الناس فى نهار رمضان ليمارسوا السلب والنهب من المواطنين الأبرياء.

وأكد لى هؤلاء الأهالى أنهم الآن يسعون لشراء كميات من السلاح والذخيرة لحماية أنفسهم وأبنائهم وبيوتهم، وهكذا رد فعل الناس الطبيعى فى ظل تقاعس من عليه مسؤولية حمايتهم وتأمينهم ضد اللصوص والمجرمين.

إن جريمة فتح السجون لإخراج المجرمين ليعيثوا فسادًا فى الأرض هى مسؤولية الداخلية التى سيظل هذا عارًا فى جبينها لا ينساه المصريون، ولن ينسى المصريون ما يحملونه من كراهية لجهاز الشرطة إلا إذا رأوا اليوم اتجاهًا عامّا داخل الشرطة لإعادة الأمن والانضباط الى الشارع، لا ننكر أن هناك نماذج مشرفة من رجال الشرطة التى تبذل حياتها من أجل القيام بواجباتها، ولكن فى المقابل مازال العدد الأكبر لم يقم بمسؤوليته حتى الآن بدليل هذا الانفلات الأمنى المستمر.

إن الوقت يمر، والمشاعر السلبية تجاه الشرطة بسبب الانفلات الأمنى فى تزايد، ولن تعود الثقة بين المواطن ورجل الأمن إلا إذا شعر المواطن بالأمن، لأنه الاحتياج الإنسانى الأول عند الإنسان، نأمل أن تكون هذه الأحداث المفجعة حافزًا لرجال الشرطة للعودة بقوة قبل أن ينسى الناس سيادة القانون وتصبح السيادة للقوة وحدها.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

ali

تحليل ناقص

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الشهداء

عدد الردود 0

بواسطة:

ashraf4760

هات الشريط من بدايته

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب

ehab_fathi@hotmail.com

عدد الردود 0

بواسطة:

د.ناريمان

انتم السبب

عدد الردود 0

بواسطة:

mohsen

تعليق

عدد الردود 0

بواسطة:

mohsen

التعليق 2 و 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مفروس

ارحمنا منك

عدد الردود 0

بواسطة:

مفروس

ارحمنا منك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة