الشموع المعطرة تضفى على المكان أناقة ورومانسية بأشكالها الكثيرة المتنوعة، ولكنها بطعم السرطان ولا يخلو منها أى من منازلنا، فهى من المنتجات الشائعة الاستعمال فى كل دول العالم من منتجات تكرير البترول، وهو شمع البرافين ويتواجد بكميات كبيرة فى مصر ورخيص الثمن لكن هل يمكن أن تكون هذه الشموع الرقيقة وسيلة لنقل أخطر الأمراض مثل السرطان؟ نعم هذا ما أكدته دراسة علمية أجريت فى جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
أثبتت الدراسة أن الدخان الناتج عن احتراق الشموع المعطرة يحتوى على نسبة كبيرة من السموم، مما يجعله خطيراً مثل دخان السجائر. ومن النتائج المثيرة التى أظهرتها الدراسة أيضاَ عندما قام الباحثون بحرق كمية من الشموع المعطرة فى المعمل أنهم وجدوا أن المواد الكيماوية الناتجة عن احتراق الشموع المعطرة تحتوى على العديد من المواد الخطرة التى تسبب الإصابة بالسرطان.
ومن داخل إحدى الورش الصغيرة للشمع بمحافظة الشرقية يقول صابر إبراهيم الصعيدى أحد العمال فى مجال الشمع لأكثر من 30 عاما قائلا: "الشموع المعروفة عادة هى شموع ذات الشكل الأسطوانى، كما توجد أشكال فنية متنوعة أخرى فهناك شموع الإضاءة التقليدية وتستخدم للإنارة فى المنازل والمساجد والكنائس والمطاعم والأفراح، وتتدرج الأشكال والأحجام من قطر3مم إلى قطر40مم والأطوال من 40مم إلى 1000مم تبعا لغرض الاستخدام، إضافة إلى شموع الزينة وهى ذات رائحة مميزة بأنواع العطور المختلفة وتستخدم لأغراض الزينة وتكون الروائح المضافة إما بغرض إضفاء رائحة طيبة للمكان أو لطرد الحشرات الطائرة، ويكون المنتج فى هذه الحالة مرتفع الثمن عن المنتجات التقليدية ويتخذ أشكالا متعددة تشكل على هيئة مجسمات إنسانية أو نباتية أو حيوانية أو أى تشكيلات فنية أخرى، وأخيرا شموع الهدايا والتحف وترتبط عادة بمنتج آخر لاحتوائها على الفضيات والخزف والزجاج، أى أن المنتج الشمعى هو جزء من المنتج العام حيث يساعد فى إضفاء قيمة جمالية ولونية لمنتجات أخرى ويساعد فى سهولة تسويقها وتعدد استخدامها.
ويكشف مصطفى عواد تاجر شموع بالأزهر أن مصر تستورد كمية كبيرة من شموع الزينة برغم وجود المادة الخام بكثرة ووفرة وبسعر منخفض، ويتم الاستيراد للمنتج كاملا ومصنعا أو للمادة نصف المصنعة بمفردها، وهو ما يؤكد احتياج السوق المحلى لمنتجات الشموع بشكل كبير، ويتم استيراده من المجر واليونان وفرنسا والصين ولكل منها سعره الخاص وجودته، حيث إن الشمع المجرى والفرنسى من أجود الأنواع وأكثرها صلابة ولمعان ولذلك فهو الأعلى سعراً.
وأضاف عواد أنه يوجد فى مصر عدد ضئيل جداً من المصانع التى تنتج الشموع بأنواعها بالرغم من احتياج السوق المحلى لهذا المنتج فلا تزيد عدد المصانع الموجودة عن 30 مصنعا صغيرة الحجم والإنتاجية، ويتم بها الإنتاج بشكل بدائى جداً ويخرج المنتج النهائى مفتقدا إلى الجودة المطلوبة من حيث درجة الانصهار والتلوث بالدخان الناتج عن عملية الاحتراق غير السليمة، وكذا فقر عمليات التعبئة والتغليف وطرق الحفاظ على المنتج من الكسر والتشويه.
ومن جانبه أكد مصدر بوزارة البيئة أن إشعال الشموع المعطرة فى الأماكن المغلقة، مثل الحمامات وغرف النوم، يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى، كالربو، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية كالإكزيما، والمداومة على إيقاد العديد منها فى مكان مغلق على فترات متقاربة هو ما يزيد من خطر الإصابة بتلك الأمراض، إضافة إلى أن السخام (الهباب) الناتج عن احتراق فتيل الشموع المعطرة أخطر من مثيله فى الشموع العادية، خاصة إذا كان ملفوفا بمادة معدنية للحفاظ على استقامة الفتيل، لأن نواتج الاحتراق ستحتوى على جزيئات من الرصاص والزنك والقصدير تعمل على اختراق الرئة، مما يسبب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى الخطيرة على المدى البعيد.
وطالب المصدر بضرورة التخلص من التلوث الهوائى (بالدخان) الناتج عن عملية الاحتراق، وبالنسبة للمصانع عليهم معالجة واستبدال المصانع للخيوط المستخدمة فى الشمعة واستخدام الخيوط المزدوجة والثلاثية، مما يساعد على عدم تصاعد الدخان أثناء عملية الاحتراق فيحافظ على صحة المكان والأفراد.
الشموع المعطرة تحتوى على نسبة كبيرة من السموم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة