يقدم الباحث الدكتور فتحى حسين عامر، فى كتابه "العشوائيات والإعلام فى الوطن العربى" دراسة جديدة عن توزيع العشوائيات فى مصر والوطن العربى، تعد بمثابة خريطة جديدة عن هذه العشوائيات والتى تكشف أن مشكلة العشوائيات ليست مشكلة مصرية فقط، وإنما عربية أيضا.
ويشير عامر فى مقدمة الكتاب إلى أن قضية العشوائيات ليست طارئة، كما أنها ليست مشكلة محدودة النطاق، ضعيفة الأثر، يمكن أن تزول أو تخف حدتها باقتراح بعض الحلول، لافتا إلى أن العشوائيات مشكلة اجتماعية واقتصادية وثقافية ناتجة عن اضطراب التوازن الاجتماعى داخل المجتمع، وتتميز بها غالبية مدن العالم الثالث وتعانى منها بعض الدول المتقدمة.
ويؤكد المؤلف على أن اهتمام مصر بظاهرة العشوائيات بدأت عام 1992، عندما استشعرت الدولة خطورة الجماعات الإسلامية وقررت التعامل معها، لافتا إلى أن الصعوبات التى واجهتها الدولة فى الوصول إلى الإسلاميين فى منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة نتيجة العشوائيات، وهو ما جعل الاهتمام بالعشوائيات ينصب على الجانب الأمنى مما أهمل الجانب الإنسانى.
ويربط المؤلف بين الصحافة والإعلام وبين العشوائيات، لافتا إلى أن إمكانيات الصحافة بحكم خصائصها وسماتها تتيح لها أن تقدم أكثر مما تقدمه لدفع عجلة التنمية فى العشوائيات.
يحوى الكتاب 4 فصول، يسلط المؤلف فى أولها الضوء على أسباب نشأة المناطق العشوائية، وخصائصها، وأبرز القصص التى انتشرت عن جرائم العشوائيات، كما يركز فى هذا الفصل على كارثة الدويقة التى فجرت أسئلة عن الإهمال الحكومى الذى أدى لحدوثها.
ويتناول المؤلف فى الفصل الثانى، معالجة الصحافة للعشوائيات، ويلقى بنظرة عامة على العشوائيات فى الوطن العربى، متناولا العشوائيات فى المغرب والكويت وسوريا والعراق والسعودية وليبيا، قبل أن يختم كتابه بمناقشة دور الإعلام الحديث فى التخطيط ومواجهة الأزمات.