جيهان فوزى

أنا القدس ..

الأحد، 14 أغسطس 2011 10:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يأتى مسلسل أنا القدس فى مرحلة حساسة التبست فيها الحقائق بالأكاذيب، وظللت غمامة قاتمة من المغالطات التاريخية طوال العقود الماضية التى للأسف جاءت مشككة فى نوايا المقاومة الفلسطينية، واتهم الفلسطينيين زورا ببيع أراضيهم لليهود دون أى سند أو وثيقة تؤكد هذه الادعاءات التى أساءت للفلسطينين إساءة بالغة، فى حين أن الذين قاموا ببيع الأراضى لليهود يساهمون عن جهل أو وعى بترويج وترسيخ مثل هذه الشائعات.

القدس الشريف مهد الديانات والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكنيسة القيامة، كانت مطمعا دائما للمستعمرين والمحتلين، ومنذ بدء التاريخ تعرضت فلسطين للمؤامرات والحروب وكانت القدس مطمعا لكل غاز، كالحرب الصليبية التى استمرت 300 عام، مرت على فلسطين نوائب كثيرة ومحن أكثر إلى أن جاء الانتداب البريطانى وفرض وصايته عليها، مارس خلالها أعتى أنواع البطش ضد الفلسطينيين وساهم بشكل كبير فى السماح باحتلال الأراضى الفلسطينية والتواطؤ مع اليهود عندما غض النظر عن هجراتهم غير الشرعية والمنظمة إلى فلسطين ليسرقوا الأرض ويطردوا السكان من بيوتهم ويرتكبوا أبشع المذابح على مرأى ومسمع من العالم.


ربما جاء مسلسل "أنا القدس" متأخرا لينصف الفلسطينيين بعد هذه السنوات من الظلم والمغالطات والاتهامات التى نالت منهم ووصمتهم بالخيانة فهم من باعوا أراضيهم لليهود، وهم السبب فيما آلت إليه أحوالهم .. ! جاء المسلسل ليظهر الحقيقة التى غابت عن الكثيرين من العرب الذين ساهموا بجهلهم للتاريخ - وهم الأولى بقراءته جيدا - فى الترويج لما ادعاه الصهاينة عن بيع الفلسطينيين لأراضيهم وبيوتهم والتخلى عنها، مقابل أثمان زهيدة .. ظهرت الحقيقة الغائبة بقصد أو بغير قصد، ليعرف القاصى والدانى أن الفلسطينيين دافعوا عن أراضيهم حتى آخر قطرة من دمائهم، شكلوا المقاومة الشعبية التى رفضت ظلم الاحتلال والعدوان والتنكيل، وضحوا بأرواحهم فى حكايات بطولية تفوق الخيال ولم يأت على ذكرها أحد ؟!.. طوال ستين عاما من المقاومة والكفاح ضد مخططات الاحتلال والنضال من أجل استرجاع أراضيهم التى نهبت عبر الحيل والمؤامرات والقتل والتعذيب لكل ما هو فلسطينى.
الفلسطينيون لم يبيعوا أراضيهم بل إن أفرادا من عائلات لبنانية معروفة وأشخاصا من عائلات سورية مثل آل جزائرلى والشمعة والقوتلى وماردينى واليوسف، هم من تسببوا فى تشريد آلاف الفلسطينيين نتيجة لبيعهم الأراضى والبيوت الفلسطينية بمؤامرات وضيعة.

تعجب لو عرفت أن 94٪ من الأراضى التى امتلكتها الوكالة اليهودية والصندوق القومى اليهودى (الكيرين كاييميت) فى فلسطين حتى سنة 1947، باعها لبنانيون بالدرجة الأولى من عائلات سرسق وسلام وتيان وتوينى والأسعد وقبانى وبيهم وغيرهم, فالسيد ميشال سرسق ومحمد بيهم باعا أراضى الحولة إلى اليهود، وهذه الأراضى كانت تستوعب 1500 أسرة فلسطينية شُردت كلها. وآل سرسق باعوا أيضا مرج ابن عامر، وكانت مساحته 300 ألف دونم، وفيه نحو20 قرية تقطنها 2546 أسرة أو ما يساوى 26 ألف فلسطينى تقريبا, وهؤلاء جميعا طردوا من مرج ابن عامر الذى عاشوا فيه مئات السنين وباع آل تيان (ميشال وأنطون) حصتهم من وادى الحوارث فى سنة 1922 (3082 دونما يقطن عليها 2400 فلسطينى)، ثم أقدم أنطون تيان على رهن 5350 دونما ثم عاد وباعها مع حصة ميشال تيان من الصندوق القومى اليهودى فى 27 مايو 1937 وباع آل توينى وآل صباغ ما كانوا يملكونه فى السهل الساحلى.
علاوة على ذلك، باع أفراد من آل سلام أراضى الحولة التى حازوا من الدولة العثمانية امتياز استصلاحها وزراعتها فقط، لكنهم باعوها إلى اليهود، الأمر الذى أدى الى تشريد 15 ألف فلسطينى وباع آل قبانى 4 آلاف دونم مما كان يُعرف بـ "وادى القبانى"، وفى سنة 1937 أسس خير الدين الأحدب وصفى الدين قدورة وجوزف خديج وميشال سارجى ومراد دانا (يهودي) والياس الحاج شركة عقارية، وتمكنت هذه الشركة من شراء 100 ألف دونم فى قضاءى صور وصيدا، ثم باعتها لشركات يهودية .

إن اليهود لم يمتلكوا عند صدور قرار التقسيم فى 29 نوفمبر من عام 1947 إلا 7 ٪ من مساحة فلسطين، ومع ذلك منحتهم الأمم المتحدة 56 ٪ منها بما فى ذلك منطقة النقب الممتدة بين بئر السبع والعقبة، والتى لم يكن فيها يهودى واحد، لكن حتى هذه المساحة، لم يستطع اليهود شراء أكثر من 300 ألف دونم من الفلسطينيين بين 1917 – 1947 أى طوال 30 سنة تحت سلطة الانتداب البريطانى وهذه المساحة التى تعادل 6 ٪ من الأراضى التى اشتراها اليهود انتقلت اليهم بالاحتيال، ومن خلال سماسرة كانوا يشترون الأرض من العرب ثم يعودون فيبيعونها لليهود، وقد قُتل الكثير من هؤلاء السماسرة إبان ثورة1936 .

وبعد سرد كل هذه الحقائق التى لا تقبل الشك، فهل هناك من لايزال يتهم الفلسطينيين بأنهم باعوا أراضيهم وبيوتهم وشرفهم لليهود أومن يدفع أكثر؟؟
وصدق الشاعر العتيد مظفر النواب حين قال:
فإذا أجن الليل
تدق الأكواب بأن القدس عروس عروبتكم
أهلا أهلا
من باع فلسطين سوى ثوار الكتبه
,,,,,,,,,,,,,,,,
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا
وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض ؟؟
فما أشرفكم
أولاد ال... هل تسكت مغتصبة ؟؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة