قرر حسام بدراوى، وبعد اختفاء 6 أشهر من عمر الثورة، أن يخرج إلى النور، ويرتدى ثوب البطولة ويطلب الغفران.
حسام بدراوى، الذى عيَّنه المخلوع أميناً عاماً للحزب الوطنى المنحل فى 5 فبراير 2011، بدلا من صفوت الشريف بعد أحداث الثورة، وكان رئيساً للجنة التعليم والبحث العلمى فى أمانة السياسات وعضوا فى الأمانة العامة، يعتبر أذكى شخصية فى الحزب المنحل، لأنه الوحيد الذى قرأ ودرس مشهد الثورة جيدا، وأدرك أن جذوتها لن تنطفىء وأن طوفانها الجارف بات أقوى من أى يقف أمامه أى أحد، حتى لو كان الفرعون الذى حكم مصر بالظلم والفساد، فى وقت كان فيه الشريف وعزمى وسرور يدعون قيادات الحزب إلى عدم القلق، ويحاولون إقناعهم بأن "الموضوع" - يقصدون الثورة - سوف ينتهى وسيعود كل شىء إلى طبيعته.
بدراوى يصف نفسه بأنه كان يمثل الجناح الإصلاحى داخل الحزب المنحل، ولكن لم نرَ من هذا الحزب سوى الإفساد والتهليل والتطبيل لقياداته، ولو كان إصلاحياً بحق لاستقال بعد مهزلة الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتى تم فيها إقصاء كل القوى السياسية من الساحة.
والسؤال المهم، هل يكفى لبدراوى، وقد كان جزءاً من النظام السابق وقياديا فى حزب أفسد الحياة السياسية فى مصر طوال سنوات طويلة، أن نغفر له ونسامحه لمجرد أن ضميره تعرض لنوبة استيقاظ قبل نهاية المشهد بساعات، أعلن فيها توبته عما فعله الحزب المنحل والرئيس المخلوع بالبلد؟.
بدراوى كان يمكن أن نغفر له لو أنه استقال من الوطنى قبل الثورة، وأعلن رفضه سياسات هذا الحزب الفاسد، والقائمة على تزوير إرادة الشعب بشكل فاضح، كما فعل د.أسامة الغزالى حرب، الذى يحظى باحترام وتقدير الجميع ولا يجرؤ أحد على التشكيك فى وطنيته.
لكن الرجل قرر أن يطل فجأة وبثقة فى أكثر من فضائية وخلال أيام متقاربة ليدافع عن نفسه، ولسان حاله وكأنه يقول إن العبرة بالخواتيم، وهو يريد إقناعنا بأنه لم يعد محسوباً على النظام الساقط، وأنه ليس من الفلول، الأغرب أنه يبحث لنفسه عن دور سياسى فى مصر ما بعد الثورة، وراح يردد أسطوانة الفلول ومؤيدى المخلوع المشروخة، وهى أن الثورة قامت ضد إقصاء الآخرين، ولا ينبغى لها أن تقصى أحداً، لكن الحقيقة أن الثورة قامت ضمن ما قامت ضد سياسات الوطنى المنحل الفاسدة، وإقصاء لكل القوى والتيارات السياسية فى مصر، وهى الآن تعيد كل القوى والتيارات إلى الساحة، وطبيعى أن يتم إقصاء ذلك الحزب الفاسد.
بدراوى الذى كان يتحدث بثقة منبعها أن اسمه لم يرد فى لائحة الاتهام فى معركة الجمل، وأنه أعلن استقالته من الوطنى المنحل قبل دقائق من تنحى المخلوع، ذكر فى حوارا للزميل مجدى الجلاد أنه قال للمخلوع فى وجهه يوم 9 فبراير 2011 فى قصر الرئاسة، وفى حضور كل أفراد عصابة السوء المحيطة به، إن مصر ستصبح مثل رومانيا، ودعاه إلى تسليم السلطة إلى نائبه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة وتعديل الدستور، غير أننى بمنطق الأمور لا أصدق أن بدراوى أو أى شخص فى مؤسسة جبلت على النفاق يجرؤ على أن يقول للفرعون الطاغية فى وجهه إنك ستلقى مصير شاوشيسكو فى رومانيا.
لى 3 ملاحظات على إطلالة بدراوى الفضائية، الأولى أنه فعل مع الزميل يسرى فودة كما فعل أحمد عز من قبل مع منى الشاذلى، عندما حاورته وواجهته بتهم احتكاره الحديد وأشياء أخرى، بأن رفض وجود أى مداخلات من المشاهدين على الهواء خلال فترة الحوار، كان نوعا من الجبروت والصلف آنذاك من شخص يعتقد أنه فوق البشر، وأنه صاحب سطوة تمكنه من أن يملى شروطه على كل من يتحاور معه، وكذلك فعل بدراوى مع فودة، لكن الدوافع مختلفة، هو يرى أن الوقت وقت الكلام، كلامه هو لا كلام الآخرين، وعلى الآخرين أن يسمعوا، والأغلب أنه يعلم أن المداخلات قد تأتى بما لا تشتهيه نفسه، وربما بشتائم قد لا تحمد عقباها.
الثانية ما ذكره بدراوى من أن سكان القصر الرئاسى دعوه لأن لا يتراجع مهما حدث عن قول الحق والحقيقة فى وجه المخلوع، وهو ما يعنى أن الطاغية كان مكروها من العاملين بالقصر، وأنهم قد ضاقوا بالنفاق المقزز الذى كان قد وصلت إليه الأمور، الثالثة أنه لم يجب عن سؤال حول اعتزامه إنشاء حزب جديد، ربما هو يعلم ويدرك بذكائه أن الحديث عن هذا الأمر مستفز، فلا أحد يرغب فى ظهوره من الأصل، بل هناك دعوات إلى تطبيق قانون الغدر عليه.
حسام بدراوى هو أحد الصناديق السوداء لكثير من الأسرار التى لم يكشف عنها فى كواليس قصر الرئيس المخلوع خلال الثمانية عشر يوما الأولى من عمر الثورة، وهناك الكثيرون من رجال المخلوع داخل القصر الجمهورى من لم يظهروا بعد ليكشفوا كل الأسرار، وربما يتكشف الكثير منها داخل قاعة محاكمة المخلوع والسفاح وشركاه إذا تم استدعاء سليمان وآخرين للشهادة.
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس مجمود القصراوى ....
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد الردود 0
بواسطة:
جناح النسر
أختلف معك
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن بيحب بلده
أؤيد حسام بدراوى