أكد خبراء سوق المال، أن محاولة انقاذ البورصة من شبح الانهيار الذى هددها أكثر من مرة فى أعقاب ثورة 25 يناير والذى زاد بعد أزمة الديون الأمريكية التى عصفت بها، لا يمكن أن تتم من خلال دخول "صناديق الاستثمار" العاملة فى السوق لشراء الأسهم التى وصلت لأدنى مستوياتها، موضحين أن هدف الصناديق الاستثمارية هو الربح وليس القيام بدور وطنى، مشيرين إلى أن الحل قد يكمن فى إنشاء صندوق سيادى يهدف للربح.
وقال هشام توفيق عضو مجلس إدارة البورصة، إن هناك خطأ شائع يتردد من جانب البعض، فيما يخص دخول "صناديق الاستثمار" العاملة فى السوق المصرى لدعم البورصة وتوفير سيولة بالسوق فى حالة الأزمات، عن طريق قيامها بالشراء، على اعتبار أن الأسهم قد وصلت لأدنى مستوياتها، مؤكدا أن عمل الصندوق الاستثمارى فى المجال مثل عمل الفرد المستثمر فى المجال، فهو عند الأزمات يندفع بالبيع خوفا من إعصار الخسائر.
وأوضح عضو مجلس إدارة البورصة، أن مستثمرى صناديق الاستثمار عند حدوث الأزمات يندفعون نحو بيع وثائقهم الاستثمارية، وبالتالى يلجأ الصندوق إلى البيع من أجل توفير أموال أولئك المستثمرين.
وقال توفيق، إن صناديق الاستثمار ليس لديها أموال لا نهائية لوضعها فى السوق، لافتاً إلى أن دعم السوق فى حال حدوث أزمات يكمن فى إنشاء "صندوق سيادى"، يدار بأسلوب محترف ويكون هدفه الأساسى تحقيق ربح إلى جانب العمل على إنقاذ البورصة فى مراحلها الحرجة، وعلى أن تكون السياسية الاستثمارية لذلك الصندوق السيادى مرتبطة بالشراء فى أوقات انخفاض أسعار الأسهم فى السوق، والقيام بالبيع فى أوقات الارتفاع.
واتفق إيهاب سعيد عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة والأوراق المالية، مع رأى توفيق، قائلاً كيف لصناديق الاستثمار أن تدخل السوق للشراء وهى فى الأساس موجودة فى السوق كل يوم تقوم بالبيع والشراء، وتتكبد خسائر مثلها مثل المستثمر، فضلاً عن أحجام السيولة الضعيفة التى تحيط بالصناديق العاملة فى المجال.
وشدد سعيد على ضرورة أن يكون "الصندق السيادى" ليس على غرار "صندوق الشبح" الذى أنشئ عام 1998 من أجل دعم الأسهم فقط، لافتاً إلى أنه لم يحقق وقتها نتائج على نفس الدرجة المرجوة آنذاك، قائلاً: "إنه إذا توفرت أموال لدى الدولة لتأسيس صندوق سيادى لابد أن يكون هدفه الرئيسى تحقيق الربح، إلى جانب دعم السوق، حتى يستطيع تحقيق مكاسب جيدة".
ومن جانبه قال محمد سعيد خبير أسواق المال، إن صناديق الاستثمار ما هى إلا أداة استثمار داخل السوق، تهدف أولا وأخيراً إلى تحقيق الربح، والبحث عن مصلحة المستثمر الذى يستثمر أمواله فيها، بحيث إذا وجدت فى أوقات انخفاض البورصة فرصة جيدة للشراء، ستدخل بالشراء لاقتناص الفرصة، وإذا وجدت أن ذلك الشراء ليس فى مصلحتها الاستثمارية ستحجم عنه، قائلاً إنها ليست موجهة للقيام بدور وطنى لسند السوق.
وقال خبير أسواق المال، من المعروف عن طبيعة البورصة أنها عادةً ما تبالغ فى رد فعلها تجاه الأحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية، وعلى المستثمر أن يعى تلك الطبيعة التى تعمل عليها البورصة، بحيث يتخذ قرارات استثمارية تتفق مع ما يسمى بإدارة رأس المال، وذلك لمواجهة هذه الفترات الخارجة عن المنطق.
محللون: صناديق الاستثمار لا يمكن أن تنقذ البورصة من الانهيار
الجمعة، 12 أغسطس 2011 09:06 ص