واصل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لقاءه مع مثقفى مصر فى لقاء استمر لمدة أربع ساعات ونصف حضره ما يقرب من ثلاثين مفكرا ومثقفا وعالما، وذلك فى إطار سلسلة اللقاءات التى يعقدها الإمام الأكبر مع مختلف التوجهات الثقافية والفكرية فى المجتمع.
وتم خلال اللقاء استعراض السبل الكفيلة بتنفيذ وثيقة الأزهر، التى تم إقرارها من قبل ومناقشة إمكانية التعاون والتنسيق بين الأزهر والمثقفين والكتاب، بالاهتمام بما تضمنته الوثيقة وتعزيز دور الأزهر فى مواجهة المتغيرات الثقافية والاجتماعية الراهنة خاصة بعد ثورة 25 يناير.
الناقد الكبير وأستاذ الأدب الدكتور صلاح فضل قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن اللقاء دار عن عدة محاور منها كيفية تفعيل وثيقة الأزهر، ومحاولة جنى ثمارها فيما يتصل بالتقريب بين وجهات النظر، وإقناع من يرفعون شعار المرجعية الدينية فى العمل السياسى فى المرحلة القادمة أن رؤية الأزهر و المثقفين لهذه المرجعية المستنيرة، كما تتجلى فى وثيقة الأزهر هى التى يجب أن يلتزموا بها دون أن يستثيروا فزع الشعب من تفسيراتهم المتطرفة وشعاراتهم المقلقة لجماهير الشعب المصرى، والمهددة للسلام الاجتماعى لأن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس فزاعة يقصد بها ترويع الوطن، ولا إحداث حالة من القلق و البلبلة.
وعن آلية تنفيذ ذلك قال فضل عن طريق عقد جلسات حوارية لإقناع مختلف الجماعات،كما سيتم دعوة الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء لتسليم الوثيقة ولاعتبارها الإطار الجامع للمبادئ الدستورية التى تلتزم بها الدولة فى المستقبل.
المستشارة تهانى الجبالى و التى حضرت اجتماع المثقفين للمرة الأولى عبرت عن سعادتها لحضورها تلك الاجتماعات التى وصفتها بأن لحظات تاريخية للأزهر و لمصر، تهانى الجبالى قالت "لليوم السابع" إنه تم خلال الاجتماع مناقشة كيفية تفعيل وثيقة الأزهر التى حظت بشبه إجماع من الشعب المصرى على ضرورتها فى هذه اللحظات الفارقة، وإنها حماية للدولة المصرية وحماية لحقوق وحرية الشعب المصرى.
وأضافت كان هناك حديث مطول حول التحديات الثقافية التى تواجه الثورة المصرية وتواجه شعب مصر فى هذه المرحلة، وكان الحوار صريح وفيه الكثير من الأمور لم نتصور أن يأتى يوم أن نناقشها تحت قبة الأزهر لكن هذه مصر تتجلى مرة أخرى بأزهرها رائد الوسطية الدينية القادر على هزيمة التطرف وحماية مصر التى تشكل رمانة الميزان فى هذا العالم، مشيرا أن الأزهر قادر على قيادة ثورة ثقافية تعيد لحم النسيج ما بين معايير الثقافة والحداثة وقيم الدولة الحديثة، وبين أن الربط مع الدين لم يسقط فى يوم من الأيام، وأنه ليس هناك من يخترع شيئا جديدا للشعب المصرى اسمه ارتباطه بدينه فهذا المنظور العظيم الذى يتجسد فى قدرة التفاعل الداخلى المصرى على الخروج من بعض الثنائيات التى تفرض علينا الآن.
وأضافت أن تلك الثنائيات تفرض فى إطار خطير بينما ما يسمى بالقوة الدينية و القوى لا دينية فهذا أمر خطير فهذا لم يحدث فى مصر فى أى لحظة من لحظات التاريخ فنحن لا يوجد لدينا قوى دينية لكن لدينا قوى فكرية وسياسية وثقافية متعددة، ولكنها كلها تحت مظلة الدين والالتزام بالدين ولم تكن مصر فى أى يوم من الأيام بلا دين فهذا الأمر أمر خطير جدا، كون الأزهر بكل ما يمثله من قيمة يمارس هذا الدور فى إطار حوار مع كبار المثقفين المصريي،ن ويؤكد على أن الثقافة هى ارتباط وثيق ما بين فكر الحداثة وما بين فكر الدين المستنير القادر على أن يقود الأمة فى مرحلة بناء فارقة التى نحياها الآن فهى لحظات تاريخية فى حياة الأزهر والشعب المصرى ونشعر فيها أننا نستعيد فيها عافيتنا بعد طول غياب.
الدكتور محمد عزب مستشار شيخ الأزهر قال إن هذا اللقاء جاء ضمن لقاءات دورية يعقدها الأزهر مع مثقفى مصر وذلك من أجل استمرار الحوار و النقاش حول المبادئ الحاكمة للثقافة المصرية المستقبلية و تطرح خلال هذه الجلسات كل المفردات والمصطلحات والمفاهيم المختلفة لكلمة ثقافة ومحاولات استجلاء الوجوه الصحيحة لما نأمل أن تكون عليه مصر فى ثقافتها وهى تجتاز هذه المرحلة إلى غد حر ديمقراطى مكتمل الوعى بالذات وبما حولها فى العالم كله.
بينما أشار المفكر السياسى مصطفى الفقى أن اجتماعات شيخ الأزهر بالمثقفين تتناول وتتحدث فى الشأن العام، وصدرت وثيقة الأزهر التى عبرت عن وسطية واعتدال الأزهر والتى يلتمس الجميع الدعوة منه فى العالم الإسلامى.
وردا حول بعض من يقول إن الأزهر وشيخه أمسك بالعصا من المنتصف أيام الثورة المصرية، قبل خلع النظام، قال الفقى إنه لم يكن مطلوبا من شيخ الأزهر النزول للميدان، مشيرا إلى أن الأزهر كمؤسسة دعوية تنشد الاستقرار وتحمل أعباء المجتمعات الإسلامية ولا يمكن أن نحمله مسئولية الثورة.
وعن الصراع حول هوية الدولة المصرية قال الفقى إن المجتمع المصرى منقسم الآن بين التيارات الدينية التى تنادى بالدولة الدينية، والقوى الليبرالية التى تنادى بفصل الدين عن الدولة، واصفا هذا الصراع بالطبقى، مشيرا إلى أن وثيقة الأزهر كان مفاجأة للجميع ولم يستخدم تعبير الدولة المدنية وأكد على أن الأمة هى مصدر السلطات، وأكد الفقى أن التعددية والانقسام شىء ليس بجديد خاصة بعد سقوط الديكتاتوريات، كما رأيناها فى دول كثيرة، مشيرا إلى أن حسن الحظ وجود الأزهر فى مصر لما له من دور مسموع ويسمح بوجود صوت مصرى لا يسمح بالتدخل.
حضر اللقاء الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف السابق، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وزير الأوقاف، والدكتور صلاح فضل، والدكتور عمرو عبد السميع، والدكتورة منى مكرم عبيد، والمستشارة تهانى الجبالى، والدكتور سمير مرقص، والدكتور مصطفى الفقى، والدكتور محمود عزب، والدكتور نبيل عبد الفتاح، وغيرهم.
شيخ الأزهر يلتقى مثقفى مصر لبحث تفعيل وثيقة الأزهر.. صلاح فضل: تطبيق الشريعة ليست فزاعة لترويع المواطنين.. تهانى الجبالى: ليس لدينا قوى دينية بل قوى فكرية تحت مظلة الدين
الجمعة، 12 أغسطس 2011 10:58 م
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو مصعب الهواري
وثيقة البرادعي- الطيب مرفوضة!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن البلد
لحظة من فضلك!!
عدد الردود 0
بواسطة:
إسماعيل
فضيلة الامام الجليل المحترم حفظك الله لمصر وللعالم الاسلامي
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى رضوان
الاخوان امل الامة وقلبها النابض بالعطاء
عدد الردود 0
بواسطة:
ي
نفس اسلوب مبارك الشعب رافض الوثيقه وهما شغالين بردو منتهى الديكتاتوريه
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى رضوان
الاخوان امل الامة وقلبهالنابض بالعطاء
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى
ايوه كده دولة مدنيه مش ارهابيه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر أولا
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن البلد
لحظة من فضلك!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن البلد
لحظة من فضلك!!