رؤساء أحزاب يعترفون: النظام السابق جعل أحزابنا مهمشة وكرتونية ورغم هذا مهدنا للثورة.. وهناك أحزاب ناشئة ليست إلا أبواق ولها أجنداتها الخاصة..ولن ننافس فى الانتخابات القادمة حتى نعيد ثقة الشارع فينا

الجمعة، 12 أغسطس 2011 11:13 ص
رؤساء أحزاب يعترفون: النظام السابق جعل أحزابنا مهمشة وكرتونية ورغم هذا مهدنا للثورة.. وهناك أحزاب ناشئة ليست إلا أبواق ولها أجنداتها الخاصة..ولن ننافس فى الانتخابات القادمة حتى نعيد ثقة الشارع فينا ممدوح قناوى
كتب محمد حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصراع السياسى فى مصر لا يتوقف، بل يزاد سخونة مع تزايد أعداد الأحزاب الناشئة عقب اندلاع ثورة 25 يناير، ففى الوقت الذى ضمت فيه الأحزاب الناشئة العديد من الشباب نجد عددا من أحزاب ما قبل الثورة تحاول الإعلان عن تواجدها متهمة النظام الراحل بتقييد حريتها.

يقول ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى الاجتماعى الحر، إن الشارع المصرى له الحق فى أن يصف أحزابنا بالكرتونية أو المهمشة، ولكن هذا الوصف لم يأتِ من فراغ بعد أن رسخ النظام السابق فكرة الحزب الواحد والسيطرة على الحياة السياسية بصورة جعلتنا مستبعدين تماما من نزول الشارع المصرى بأى صورة من الصور التى نستطيع أن نشارك بها، واصفا الأحزاب بعد الثورة بسوق "عكاز أو مولد"، فالشعب وجد سيلاً من الأحزاب الجديدة التى لم يكن يسمع عنها من قبل وبصورة تجعله أكثر حيرة.

وأضاف قناوى: "الإعلام المصرى ساعد هؤلاء الشباب على الهيمنة على الشاشة دون غيرهم، وكان الشباب متعطشا لذلك بصورة كبيرة مما فتح الباب بصورة همجية، ولو نظرنا إليها بصورة واضحة سنجد معظمها أحزابا مزيفة، وأصحابها أصحاب أجندات خاصة تسعى لهدف وغرض معين، وربما نجد أنها ليست لها علاقة بثورة 25 يناير، ولكنها طفت على الشاشة مرة واحدة، وهذا خلق حالة من الهرج داخل الشارع السياسى".

وأوضح قناوى أن كثيرين ممن قفزوا على الثورة واعتلوا المناصب الحزبية استطاعوا أن يتسللوا ويركبون الموجة، والعديد منهم يدعون بأنهم لأصحاب ائتلافات، مضيفا بأن الحزب متواجد فى الشارع وبصورة كبيرة فى الفترة ما بعد الثورة، وأن أعضاءه من مهدوا لثورة 25 يناير، وكانوا موجودين ومشاركين فى الثورة منذ بدايتها إلى نهايتها، ولكنهم رفضوا الصعود على أكتاف الشباب، ولكن غيرهم استغل هذه النقطة واستطاع أن يتسلق على أكتافهم ويستغلهم بصورة كبيرة.

واتهم قناوى النظام السابق وأمن الدولة بأنهم كانوا يكممون أفواههم ويعطون الانطباع للشارع المصرى بأن هذه الأحزاب كرتونية ومهمشة ليس لها دور فى الحياة السياسية على الرغم من أنهم لهم تاريخ كبير فى الحراك السياسى، ولكن سياسات النظام السابق أوقعت بهم إلى قاع الحياة السياسية بلوائحهم التعجيزية، مشيرا إلى أنهم فى الفترة القادمة سيعيدون ترتيب أوراقهم مرة أخرى للتواجد فى الشارع والمنافسة بقوة فى ظل الانفتاح الحزبى بعد الثورة، لافتا إلى أن شروط التكافؤ لم تكن موجودة من قبل نتيجة التشبع الموجود فى الشارع، وأنه قام بمخاطبة الشباب فى بيان له أثناء الثورة بضرورة عمل حزب واحد يجمعهم كلهم، أو أن ينضموا إلى حزبه.

ومن جانبه قال أحمد الفضالى، رئيس حزب السلام الديمقراطى، أن الأحزاب المصرية قبل الثورة ظلمت كثيرا من النظام البائد الذى سيطر على الحياة السياسية بصورة كبيرة فى ظل المناخ المنفرد الذى كان يقوم به النظام، الأمر الذى جعلهم أحزاب "كرتونية ومهمشة"، ليس لها دور مؤثر فى الشارع، واختزلت عملها فى المكاتب فقط.

وأضاف حاليا يوجد عدد من الأحزاب القوية المسيطرة على الساحة المصرية دون غيرها أبرزهم الوفد والإخوان، وعلى الرغم من تحركاتنا فى الشارع لا تقل أهمية عن تحركات هذه الأحزاب، وكنا نحارب أيضا الفساد المتمثل فى النظام السابق، إلا أنه تم وصفنا بالأحزاب المهمشة.

وأضاف: "بعد الثورة الأبواب فتحت على مصرعيها ووجدنا أكيالا من الأحزاب والائتلافات الجديدة المسيطرة على المشهد وبقوة كبيرة، وعلى الرغم من أنها مبنية على الغش والأبواق، وكذلك الأجندات الخاصة، فنحن نبدأ بشكل فعلى المشاركة بصورة أكبر فى الحياة السياسية وإثبات دورنا"، متسائلا: "كيف يتم تنسيق بين الوفد والإخوان على الرغم من اختلاف الفكر بينهما".

ومن جانبه أضاف وحيد الأقصرى، رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى، لاشك أن أحزاب ما قبل ثورة 25 يناير كانت مهمشة لأبعد صورة ممكنة، الأمر الذى جعلنا بعيدين عن الشارع فى الآونة الأخيرة، على الرغم من أن الحزب العربى الاشتراكى كان له دور كبير فى الفترة ما قبل 1976، وعندما تحول الحزب العربى الاشتراكى إلى ثلاث أحزاب أضعف الحياة الحزبية بعدها بصورة كبيرة.

وضرب الأقصرى أمثلة على ذلك قائلا: "قانون الإذاعة والتليفزيون الذى يعطى الحق فى أن تتناوب جميع الأحزاب حملاتها الانتخابية على التليفزيون الرسمى وبصورة متكافئة بين جميع الأطراف، ولكن النظام السابق استغلها لنفسه دون إعطاء الحرية أو الحق لباقى الأحزاب أن تستغلها هى الأخرى، وكذلك مؤامرات أمن الدولة التى سيطرت على الحياة الحزبية بالتجسس والترقب ورفع التقارير إلى الجهات العليا لحبس أنفاسهم عن الشارع، وترسيخ فكرة عدم الشعور بهم وبتحركاتهم من قبل الناس، وعلى الرغم من ذلك فإن الشعب يعى تماما أن التعددية الحزبية ما هى إلا وهم كبير يتم التلاعب به على الناس، ولكن حالة الوعى السياسى لدى الشارع جعلته يقدر تماما قيمه الأحزاب النشطة".

ولفت الأقصرى إلى أن الوضع اختلف بعد الثورة بأنه سيتم المشاركة فى الحياة السياسية بصورة أفضل وأقوى مما كانوا عليه منقبل ، ولكنهم يحتاجون إلى إعادة ترتيب أوراقهم مرة أخرى وترسيخ ثقافة التعددية لدى المواطن البسيط، لأن المواطن فاقد للأحزاب ودورها فى الشارع، واختفاء لغة التواصل والتبادل.

وعن منافساتهم فى الانتخابات المقبلة قال: "إنهم لن يستطيعوا المنافسة فى الانتخابات القادمة، وذلك لعدم وجود جماهيرية وقاعدة قوية لهم فى الشارع بصورة كبيرة، مما يضعف فرص تنافسهم فى هذه الانتخابات، وخاصة مع ظهور فصائل قوية وشرسة وهى الإخوان والسلفيين الذين سيطروا على المسرح السياسى بقوة، وذلك نابع من خلال الدعم الموجه إليهم، لافتا إلى أنهم من مهدوا إلى الثورة وهم من خاطب الشباب للخروج، وليس كما يدعى البعض".

حلمى سالم، رئيس حزب الأحرار، يتفق مع غيره من رؤسا الأحزاب قائلا: "نحن كنا نتزعم المعارضة فى بداية التجربة الحزبية، ولكن الحكومة شلت حركتنا بعد أن كنا ننافس وكدنا أن نقلب "الطرابيزة" عليهم، فمارست علينا ضغوطا كبيرة من خلال استخدام اللائحة الحزبية، ومنها لائحة الجامعات والتى منعت تحركنا داخل الجامعات، وكذلك السياسة الاقتصادية من خلال الدعم العينى من الدولة التى كانت تتمثل فى الحزب الوطنى فقط".

وأضاف سالم وكذلك قانون الجمعيات الأهلية وقانون الطوارئ الذى استطاعوا من خلاله أن يشل حركتهم، وفرض الفردية على الانتخابات وإلغاء القائمة وهذا ما يفقدهم الكثير من الأصوات، لأن النظام الأمثل هو القوائم، وعن التجهيز للانتخابات القادمة لفت إلى أنه سيتم عرض الأسماء على الهيئة العليا للحزب للتصديق عليها واختيار الممثلين عنا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة