هل فهم حكام العرب الحكمة من سرد التاريخ؟ هل وعى حكامنا ما سبب هذا الكم الهائل من سير الأولين فى القرآن الكريم؟ هل قرأ قادتنا الأفذاذ هذا القصص ولو لمرة واحدة وهل اعتبروا به؟ وهل ذكرهم به يوما ما عالما من علماء الدين؟ أعتقد أنه لم يحدث ولو حدث فإنهم فى العادة لا يفهمون ولا يعون ولن يأتى اليوم الذى فيه يعقلون.
يا حكام المسلمين والعرب إن تاريخ البشرية ملىء بالحكم والمواعظ ونماذج الخير والشر والظالمين والمظلومين لمن يحب أن يفهم ولمن يريد أن يعتبر، فمنذ أن قتل قابيل هابيل، ومن يوم أن عبد الإنسان أصناما صنعها بيديه كانت لأشخاص وضعهم فى مكان الألهة فمجدهم الناس حتى عبدوهم من دون الله، ومنذ أن وقف نوح أمام قومه حيرانا من عنادهم وكبرهم على الله حتى صنع الفلك ونجا بالمؤمنين وتتطهرت الأرض بالطوفان وبدأ البشر عهدا مع الله دون شرك ولكنهم عادوا فخالفوه من جديد، ومنذ أن وقف إبراهيم أمام الصنم فحطمه ،وأمام النمروز فحرقه فى النار ونجاه ربه ومات النمروز شر ميتة ، ومنذ أن وقف موسى عليه السلام أمام فرعون فطغى وتكبر على دعوة خالقه وتجبر على موسى وقومه فكان جزاءه الموت فى البحر وعذاب الخزى فى الآخرة، ويوم أن وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفار مكة وعباد الصنم حتى طهر الأرض من رجس الأوثان من جديد، هذه أمثلة بسيطة لتاريخ الخير والشر فى القرآن الكريم منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لم يعيها حكام العرب والمسلمين يوما ما ونسوا أن لكل جبار نهاية ولك ظالم جزاء من جنس عمله.
فيا حكام المسلمين يا بشار وصالح والقذافى إن لم يكفيكم قصص ربكم كعبرة فلتكفيكم سير التاريخ عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ولتتذكروا الحجاج بن يوسف الثقفى ذلك الرجل الذى حير الناس فى حياته وبعد مماته أين ذهب؟ ذلك الرجل الذى طغى فى الأرض وقتل من المسلمين الآلاف، وكان يظن نفسه أنه أحكم وأعدل وأفقه أهل الأرض وأكثر الناس حرصا على الإسلام والمسلمين أين اختفى ملكه أين ذهبت سطوته وجبروته أين صوته الآمر الناهى لقد أصبح تاريخا مشينا وسيرة سيئة أما حسابه فعند ربه، فهل وعيتم يا سادة مصائر الظالمين؟.
يا بشار وصالح والقذافى انظروا فى تاريخنا الحديث ها هو شقيقكم الشقى صدام حسين الذى قام بدورالنمروز فقتل وذبح وأباد الحرث والنسل وطغى فى الأرض يحارب إيران تارة والكويت أخرى وخسر المسلمين على يديه الكثير حتى صارت أرض العراق ذليلة بعد عز وفقيرة بعد غنى والأسطول الأمريكى يبحر كيفما شاء فى الخليج وفى المقابل لم يفكر صدام يوما أن يساعد إخوانه فى فلسطين ولو بشق تمرة فما كان جزاؤه إلا القتل يوم عيد أضحى المسلمين على يد أصحابه السابقين وأعوانه من الأمريكان.
فهل فهمتم يا سادة حكمة الله فى صدام؟ ألم تتذكروه وأنتم تقتلون شعوبكم، ألم تعتبروا به وأنتم تبغون وتظلمون وتطغون، بل ظننتم أنكم أبدا لن تصلوا إلى هذا المصير، ولن تردوا هذا المورد، ألم تروا أن دور الحساب قد جاء على زين العابدين بن على الذى قال فهمت وهو أبدا لم يفهم وكان مثلا للجبروت الذى لا حدود له فكان مصيره الذل والعار الذى لحق به وبأهله إلى يوم الدين وحساب الآخرة أشد وأنكى.
ألم تروا يا سادة أن القرعة وقعت على مبارك ونظامه الذين لم يفهموا أى من تلك الدروس ولم يعوا أى قصة من قصص الأنبياء ولا حكاية واحدة من حكايات الظالمين البائدين وزادوا فى جبروتهم وبغيهم وضلالهم وكانت النتيجة السجن والحساب لهم ولأبنائهم والعار لأسرهم ولأحفادهم، لأنهم لم يعتبروا ونسوا يوم أن خرج الملك فاروق وعائلته من مصر وما كان من تشريدهم فى البلاد وموتهم أغرابا بعدما تاهت بهم الأرض وضاقت عليهم بواديها بما رحبت، ونسوا يوم أن مات السادات فوق عرشه وسط جيشه وهيلمانه، فلم يعتبر مبارك وأعوانه فهل أنتم معتبرون؟.
فيا حكام العرب والمسلمين ياجبابرة، يأباطرة يا قياصرة، يا فرعون، يا هامان ياحجاج يا صدام، يا زين العابدين يامبارك إصحوا من نومكم الأبدى واخرجوا من سجونكم وأخبروا بشار وصالح والعقيد بما آل إليه مصيركم، وما سيكون مصيرهم، وأخبروهم أن الفرصة ما زالت سانحة أمامهم كى ينقذوا أنفسهم وأهليهم وشعوبهم من الدمار، أخبروهم أن الفرصة سانحة كى يمحوا ذكرهم من مزبلة التاريخ وتسجلهم شعوبهم فى لوحة الشرفاء.
أعتقد أنهم جميعا وأبدا لن يفهموا! وسيكونون عبرة جديدة للظالمين فى الأرض، وسيكونون سطرا أسود فى التاريخ!
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
صدقنى ياخى