بلدنا الحبيبة مصر تتميز عبر العصور والأزمان، وتمتلك مصر شعبا ذا ملامح وخصال متفردة، وتتأصل تلك الخصال المختلفة فى العقود الحديثة من تاريخنا الحافل بالتميز والانفراد.. وأى إنسان يستطيع معرفة أنه بمصر عندما يجد نفسه أمام أى من الظواهر التالية، فوجود الشخص وسط شعب يتميز بخفة الظل
ويجيد التنكيت ونقد ذاته يبقى أكيد هو فى مصر وعندما تجد دولة مازالت تصر على الدروس الخصوصية لجميع طلابها ولكل المراحل وتخلق تعليما بديلا وموازيا للمدارس والجامعات تعرف على الفور أنك بمصر.. وعندما تجد أناسا يتكلمون عن استشراء الفساد ويمقتون هذا الفعل ثم يمارسونه دون خجل عند أول حاجة له فعليك أن تتأكد من مكان هويتك وفى أى بقعة تعيش، وعندما تجد شعبًا ثائرًا ضد التوريث وتكميم الأفواه وتزوير إرادة الناخبين ثم يتغير فكرهم ولا يستطيعون الاختلاف مع بعضهم وكل فصيل يريد السطو على السلطة والاستئثار بها دون الآخرين تتأكد أنك بمصر.. عندما تجد نفسك وسط جمع من الساسة والصفوة لا يعرفون مبادئ عملهم ولايجيدون اللعب حسب قوانين الديمقراطية ويسمون الأسماء بغير أسمائها.. فهاهم بمختلف توجهاتهم يسمون الجماعات المتدينة التى ترغب فى تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية لحكم البلاد يسمونهم بالإسلاميين وكأن أصحاب التيارات الأخرى والأحزاب التى تنافسهم ليسوا مسلمين وكان الأولى تسميتهم أى اسم آخر كالمحافظين مثلا وتجد أصحاب الفكر يتكلمون عن الدولة المدنية كمضاد للدولة الدينية رغم أن الدولة المدنية عكسها الدولة العسكرية وحكم الجيش والعسكر والعلمانية هى الأقرب لمضاد الدينية.. لذلك عندما تجد كل تلك المرادفات والكلمات تتأكد أنك تعيش بمصر.. عندما تجد الإنتخابات البرلمانية على الأبواب وجميع الأحزاب والمستقلين فى ثبات ولا تجد برامج للحكم تقدم للشارع ليختار بينها والأحزاب مقتنعة بمبدأ أن على الشعب والناخبين التفتيش عن برامج الأحزاب والبحث عنها لأنها لا تملك ثمن عرض برامجها على الشعب يعنى على أنا كمواطن أن أسافر فى رحلات مكوكية لمقار الأحزاب وسؤالهم لو انتخبتكم وحكمتم ماذا ستفعلون لى ولا أنسى سؤالهم عن سياستهم فى التأمين الصحى وعلاجى كمواطن وماذا هم فاعلون ليحسنوا معاشى عند بلوغى سن التقاعد
وأسألهم بالمرة عن فكرهم الاقتصادى أهم مع إدارة الدولة للمصانع أم يفضلون إدارة القطاع الخاص.. والعجيب أن كل الأضواء مسلطة على انتخابات الرئاسة التى أمامها وقت كبير والكل لا يركز على الخطوة القريبة وهى انتخابات مجلس الشعب عندما تجد وضعا مقلوبا كهذا افرح وكن سعيدا لأنك تعيش بمصر.. وعندما تجد جيشا يحكم ويمسك السلطة ولا يرغب فيها ويريد تسليمها لحكومة منتخبة فى أسرع وقت فعليك أن تكون فخورا بأنك تعيش هنا بمصر.. صورة جميلة تبعث للتفاؤل
وحتى لا تتهموننى بالتشاؤم وهى صورة أيضا تنفرد بها مصر
وتتميز بها عن مختلف الدول.. أقول بعض الصور السلبية والأوضاع المقلوبة ليس للتقليل من قدرات هذا الشعب ولكن لدراستها وتصحيحها ونحن قادرون على علاجها، ولكن بمشاركة القراء والمثقفين وبدعم جريدة "اليوم السابع" من خلال النشر
والعرض وإنا إن شاء الله لفاعلون.
