قالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية، أن النشطاء والثوار الذين قادوا الاحتجاجات التى أطاحت بالرئيس مبارك باتوا يبحثون عن سبل أخرى لإحداث التأثير المطلوب.
وتنقل المجلة الأمريكية مشهد ميدان التحرير الذى يبدو منطقة محتلة عسكريا، وليس بؤرة الثورة، حيث يمتلئ بالمدرعات وعربات الأمن المركزى المليئة بقوات مكافحة الشغب غير الضباط رفيعى المستوى فى زيهم الأبيض ونظاراتهم الشمسية المعروفة، يراقبون حركة المرور، وقد اختفت أى علامات على وجود اعتصام أو حتى ثورة.
والخلاصة كما تشير المجلة هى رسالة المجلس العسكرى الواضحة: "لقد انتهت مرحلة الثورة"، ولكن بالنسبة لهؤلاء النشطاء الذين يمتلئون بحماسة الثورة فإنهم لا يقبلون بفقدان القلب الرمزى لثورتهم، حتى أن بعضهم تعهد باستعادة الميدان مهما كانت العواقب.
لكن بالنسبة لكثيرين فإن فقدان التحرير، ولو أنه نكسة، لكنه لن يكون أسوأ ما يمكن أن يحدث للثورة، وقد بدا هناك توافق بين الثوار بأن الطريق إلى التغيير لن يكون سريعا أو سهلا، ويمكن تنفيذه بعيدا عن الميدان، ورغم اقتراب الانتخابات النيابية إلا أنهم يعتقدون فى أولوية نشر الثقافة السياسية.
ومن هنا اتجه أغلب النشطاء للمضى فى التغيير ليس فقط من خلال المظاهرات والاعتصامات، ولكن من خلال بناء برامج التربية المدنية، وتقديم المشورة القانونية للنقابات العمالية الوليدة وللمدنيين الذين يحاكمون عسكريا، فى محاولة لتأسيس ثقافة ديمقراطية سياسية، والتى لم يتم السماح بها فى عهد مبارك.
ونقلت المجلة عن عبدالله حلمى، الأمين العام لاتحاد شباب الثورة، قوله: "لقد انعزلت الثورة عن مطالب الشعب، وهو ما دفعنا لاتخاذ قرار قبل شهرين للتوقف عن الاحتجاجات كى نتمكن من الاستماع للناس"، ويضيف محمد عادل، عضو المكتب السياسى لحركة 6 أبريل التى أشارت لها المجلة بأنها عالية التنظيم، أن الناس ملت استخدام هذه الأداة لفترة طويلة وكل يوم مما جعل من الأمر مزحة.
ورغم إنهاء القوات المسلحة الاعتصام الذى بدأ فى 8 يوليو بالقوة، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يزعم فشله، فلقد أعقب الاعتصام أسبوعا من الإصلاحات الهامة، ولو أنها تبعد إلى حد ما عن المطالب الرئيسية.
وانتقلت المجلة لتنتقد استمرار المحاكمات العسكرية، التى كانت تكتيكا مفضلا لدى نظام مبارك لقمع المعارضة، معتبرة أن استمرار العمل بها ضد المدنيين "صفعة على وجه الثورة".
لكن نجحت جماعات حقوق الإنسان جزئيا فى تحقيق تقدم فيما يخص هذه القضية وجلبتها لواجهة النقاش، ليس فقط بين المتظاهرين، وإنما على وسائل الإعلام المؤثرة حتى أنه حينما تم القبض على 113 شخصا فى أول أغسطس خلال فض الاعتصام، تم تحويلهم إلى محاكم مدنية.
وأشارت فورين بوليسى إلى أن هناك اعتقادا سائدا بين المحللين أن الجماعات الليبرالية واليسارية تتبنى أساليب عفى عليها الزمن لبناء قاعدة شعبية، تاركة الساحة الشعبية للإسلاميين، لكن بعض الجماعات والحركات تعمل على معالجة أى قصور.
وقد قامت حركة 6 أبريل بتوزيع شنط رمضانية فى الأحياء الفقيرة والقرى فى أنحاء القاهرة والدلتا، حيث أنها تهدف لبناء قاعدة من الدعم يمكنها من الضغط مستقبلا على الحكومات فى سبيل إجراء انتخابات نزيهة واحترام حقوق الإنسان، ودعم العدالة الاقتصادية، كما يجرى اتحاد شباب الثورة جولات فى أنحاء مصر للاستماع إلى شكاوى المواطنين، خاصة ما يتعلق بالصرف الصحى والتعليم والمياه.
ويعمل الاتحاد على التعليم المدنى والتوعية السياسية للمواطنين، بالإضافة إلى توفير خدمات للأحياء المهمشة، وقد قامت مجموعة من أبرز مستخدمى تويتر بإطلاق مبادرة لجمع أكثر من 220 ألف دولار كتبرعات لمشروع تنموى فى أحد الأحياء الفقيرة الكبرى فى القاهرة.
وتختم المجلة مشيرة إلى أنه مع اقتراب الانتخابات النيابية تواجه هذه الحركات تحديا أمام القوة التنظيمية للإخوان، إلا أن أعضاء هذه الجماعات يشيرون إلى أن الانتخابات ليست سوى خطوة واحدة فى عملية التحول الديمقراطى، لذا فالأولوية لديهم هى بناء قاعدة ووعى سياسى.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس محمود القصراوى _طنطا_محب لكل من نطق الشهاده_ولكل المصريين
بسم الله الرحمن الرحيم
عدد الردود 0
بواسطة:
same7
بلاش مزايده
عدد الردود 0
بواسطة:
د نيفين شكرى
فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
رافت
طالما بقت الافكار بتنفع بس ياريت حد يسمع(حقتنفيز الفكرة محفوظ)