شدد الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين على رفضه للتخوف من وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم، مؤكدًا: "لست متخوفًا على الإطلاق من هذه التيارات مهما كانت درجة تشددها، لأن كثيرا من الرؤى ووجهات النظر فى طريقها للتغيير، ولا أعتقد أنهم سيصلون إلى درجة من التسلط، والانزلاق فيه مرة ثانية، والتصدى للفن المصرى"، مشيرًا فى ذلك إلى موقف جماعة الإخوان المسلمين وتأسيسها لحزب يمثلها، بالإضافة إلى إنشاء شركة إنتاج فنى لتقديم ما يتفق مع رؤيتهم فى الفن.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، الثلاثاء، حول "التنظيمات النقابية بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية"، وأدارها الكاتب الصحفى خالد زغلول، وحضرها عدد كبير من زوار معرض الكتاب بأرض فيصل، وقال عبد الغفور، خلال الندوة أن الزمرة التى كانت تحكم مصر بمنطق الاستعمار كان يبدو وكأن لديها أجندة خاصة تنفذها فجعلت لكل شيء فى حياتنا سقف محدود لا أن نتعداه، وهو ما أثر بالسلب على الكثير من النقابات وجعلها مهمشة، ولم نسمع خلال عهد "مبارك" سوى صوت نقابة الصحفيين والمحامين، ولكن صراخهم كان يتكسر على سلالم النقابة أمام عربات الأمن المركزي.
وشدد نقيب الممثلين على أن الشق الخدمى فى النقابات أمر أساسي، وحق أصيل لكل عضو، ولكن الواجب الأهم على النقابات وخاصة بعد الثورة هو رعايتها وحفاظها على المهنة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد من يختلف على أن الفن المصرى فى انحدار شديد فى السنوات الأخيرة، وأن الفن التركى والسورى والخليجى يكتسح صدارة مكانة الفن المصرى الأصيل، وتحول لمنظومة تجارية بحتة.
ودعا عبد الغفور المشاهد المصرى إلى مقاطعة الفن الهابط الذى يسخف ويسطح عقول المصريين ويهدف إلى شغلهم عن واقعهم اليومى بأمور تافهة، وقال: إننا لو أجرينا إحصاء للمسلسلات الحالية ربما لم نتمكن من الخروج بمسلسل واحد أو اثنين يكونوا على قدر من الجودة والقيمة ضمن الأربعين مسلسل.
كما أكد نقيب الممثلين على أن الفن المصرى لن يصل إلى العالمية إلا بالإغراق فى الهوية المحلية، ومناقشة الواقع اليومى للمواطن المصرى البسيط، إضافة إلى أن نجاح الفيلم عالميًا لا يعتمد على البطل بقدر ما يعتمد على الفكر، ودللينا فى ذلك أن أحد كبار وأعمدة الفن المصرى نور الشريف شارك فى العديد من الأفلام العالمية فى حين ظل الفيلم المصرى يواصل مسلسل انحداراه يومًا بعد الآخر، وظل الفيلم الهندى والأوروبى يغرق فى هويته ومناقشة واقعه فوصل للعالمية، ولهذا فعلى الفيلم المصرى أن يتوقف عن النسخ والمسخ الذى تقوم عليه السينما المصرية.
وانتقد عبد الغفور عدم وجود مسرح درامى واحد مجهز بأحدث التقنيات التى تسمح للمبدع والمؤلف أن يخرجا طاقات الإبداع لديهما، وقال: لأكثر من خمسين عامًا بقينا نرمم فى دور عرض متهالكة وندعى أنها مسارح، وفى الحقيقة هى لا تصلح إلا للخطب والتصفيق الحاد، وحتى المسارح الجيدة مثل سيد درويش والجمهورية تحولوا إلى قاعات وأوبرا، فى حين أننا بحاجة لبناء مسارح ودور عرض مسرحية حقيقة، كما انتقد عبد الغفور عدم اهتمامنا بتفريخ مواهب شبابية لديها القدرة على الكتابة وتقديم أفضل ما لديها، فى حين أننا ما زلنا نتباهى بعصر الستينيات ومبدعيه ونعيد ما قدومه أكثر من مرة دون الاهتمام بإيجاد كتاب مسرحيون يعبرون عن هموم الشعب، وانشغلنا بالكم على حساب الكيف.
وحول الشرعية الدستورية والثورية أكد نقيب الممثلين على أن القانون المصرى ملئ بالثغرات والسلبيات والقوانين المتضادة، مشيرًا "حفيت فى طرقات مجلس الشعب لسبع سنوات من أجل تعديل مادتين متناقضتين ولا حياة لمن تنادي"، وأضاف: ولهذا فإنه على جيل العهد الجديد أن تأخذ بالشرعية الدستورية والثورية لتكون سلاحها فى عدم التخاذل عن أى شيء والاستسلام أمام طموحاتنا وأحلامنا وما قامت من أجله الثورة لأن كل هذا سينعكس على مؤسسات الدولة بما فيها النقابات المهنية.
وعن رأيه فى الانتخابات المقبلة، والجدل حول تزوريها، رأى نقيب الممثلين أن مناقشة مثل هذا الأمر تعد وكأن الزمن يتوقف بنا فى يوم 24 يناير قبل بدء الثورة، وأن الدور الذى يجب أن يلعبه كل واحد منا هو أن يعمل على توعية الآخر، وأن يكون شعارنا "الوعى قبل السعي"، وقال: لقد أضعنا وقت طويل فى مناقشة الدستور أولاً أم الانتخابات، وفى النهاية تقرر أن تكون الانتخابات ولكننا أمام ما يعرض المرشحون للرئاسة من برامجهم إلا أننا لا نعرف ملامح وهيئة مصر التى نحن مقبلون عليها، وهل سيكون النظام رئاسى وهو جنوح للديكتاتورية، أم برلمانى أشبه بالفارتينة، أم نصف رئاسي، وفى رأى أن النموذج الأخير هو الأفضل لمصر.
عدد الردود 0
بواسطة:
على ابوعون
برافو اشرف
كان فين هذاالكلام من زمان يااخ اشرف