مليونية الشيخ ياسين التهامى وليس "فى حب مصر"، الاسم الأنسب فى تقديرى للتظاهرات التى دعا إليها عدد من الائتلافات والقوى السياسية، ووافق الصوفيون والأقباط على المشاركة فيها يوم الجمعة القادم، فشيخ الطريقة العزمية علاء الدين أبوالعزايم قرر الاستعانة بالشيخ ياسين فى التظاهرات ليضمن حضور أكبر عدد من مستمعيه فى هذه المليونية.
ياسين التهامى لمن لا يعرفه منشد يحيى حفلات الذكر فى الموالد، والتى يقيمها الأثرياء، وجمهوره من البسطاء وبعضهم لا يجيد القراءة والكتابة، ولا يهتم بالسياسة بالأساس، فقط يصطفون فى حلقات ذكر يتمايلون بأجسادهم فى حركات متناسقة على أنغام دف ومزمار وعود ينشد عليها الشيخ ياسين أشعاره!!
القوى السياسية تراهن على الشيخ ياسين، وليس الشعب المصرى، إذن لحشد أكبر عدد من أنصاره، وهو ذائع الصيت بالفعل، ويذهب محبوه وراءه أينما حل للاستمتاع بصوته!
هذه هى الحقيقة الصادمة التى وصل إليها حال نخبتنا السياسية.. مهزوزة تفتقد الشعبية التى تمكنها من حشد العدد الكافى لتأييد رؤاها، وتمارس به الضغط على النظام، وعوضاً عن ذلك تستعين بجمهور المنشدين وربما السحرة والدجالين والمشعوذين.
أجزم أن مليونية فى حب مصر ستفشل، لأنها ليست كما يحمل اسمها من أجل الوطن، وأنا لا أشكك فى وطنية وإخلاص الداعين لها، وأعلم أن معظمهم دفع من حريته وراحة باله ثمنا قبل الثورة دفاعا عن مصر، وواجه النظام البائد فى سبيل ذلك، وتعرض للظلم على يديه، ولكننى أعتقد أن تظاهرات الجمعة القادمة تأتى للرد على مليونية "لم الشمل" التى نظمها الإسلاميون فى 29 من يوليو، والتى فاقت توقعاتهم، ولم يفيقوا منها بعد على ما يبدو.. هى محاولة لرد الصاع للإسلاميين صاعين.
يجب أن نعترف أننا رسبنا فى أول اختبار لنا فى الديمقراطية بعد الثورة، وبعد أن تخلصنا من نظام مبارك الفاسد نمارس حاليا ديكتاتوريته بشكل آخر، وجعلنا من أنفسنا أوصياء على بعضنا البعض، ويريد كل طرف إقصاء الآخر، والأقلية تسعى لفرض رأيها بأية وسيلة، وهذا ما أثبتته نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى أجريت فى شهر مارس الماضى، فما أن أعلنت نتائجه حتى قامت الدنيا ولم تقعد من قبل بعض التيارات والقوى السياسية التى تنادى بالدستور أولا، وليس كما طالبت الغالبية بالانتخابات أولا، من وقتها والدعوات للمليونيات لا تتوقف والاشتباكات بين كافة التيارات مستمرة.
الديمقراطية لا تتجزأ، وإذا أردنا أن ننعم بها يجب أن نقبل بقواعدها، كما هى، نحترم فيها الرأى الآخر، وتتنازل الأقلية لصالح رأى الغالبية، ونرتضى جميعا نتائج صندوق الانتخابات، لأننا إذا فشلنا فى ذلك سنكون فى حاجة إلى ثورة أخرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مليونية الضحك على الدقون ومدد
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مليونية الضحك على الدقون ومدد
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مليونية الضحك على الدقون ومدد
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مليونية الضحك على الدقون ومدد
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري
مليونية الضحك على الدقون ومدد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصري
بارك الله فيك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مليونية ألشيخ ياسين أحسن من ليونية الشيخ بن لادن
مفيهاش أرهاب و حنرفع علم مصر مش علم الدول الممولة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جعفر
كلام موضوعى
(ان فى صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه)
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لغه الحوار
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس أبوالعز
الحقيقه المره