صدر حديثا عن دار الشروق كتاب بعنوان "مقدمة قصيرة عن الصحافة" للكاتب البريطانى إيان هارجريفز وترجمة بدر الرفاعى.
إيان هارجريفز أحد رواد الصحافة فى بريطانيا، وواحد من القلائل الذين تمكنوا من شغل مناصب مرموقة فى صحف ومجلات عديدة إضافة للتليفزيون والإذاعة، وعمل مديرا لقسم الأخبار فى هيئة الإذاعة البريطانية "البى بى سى" ونائبا لرئيس تحرير "الفاينانشيال تايمز".
ويتناول هارجريفز فى كتابه حال الصحافة فى القرن الحادى والعشرين، لافتا إلى أن هناك الكثير من الأخبار والصحف الأكثر تأثيرا على مستوى لم تشهده الصحافة منذ ميلادها فى القرن الثامن عشر، لافتا إلى وجود مفارقة بين نموها الكبير، وكذلك تعرضها للهجوم من قبل السياسيين والفلاسفة والرأى العام، ويشير هارجريفز فى الكتاب إلى أن هذه المفارقة ترجع لتزايد القيمة الثقافية والسياسية والاقتصادية للمعلومات التى يسرها ظهور تقنيات إليكترونية جديدة ورخيصة لنشر وعرض الأخبار.
ويتناول هارجريفز فى الكتاب أيضا ما يطلق عليه "صحافة الاستهلاك السريع"، ويشبهها بالوجبات السريعة الجاهزة، ويعرفها بأنها القصص الصحفية التى تدمر السمعة وتنتهك الخصوصيات، مشيرا إلى أن هذه الصحافة تجرف فى طريقها القصص الصحفية الأقل إثارة عن التعليم والصحة والدبلوماسية.
ويلفت هارجريفز إلى حال الصحافة فى الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبريطانيا، متناولا روبرت مردوخ الذى يسيطر على أكثر من ثلث سوق الصحف القومية ويمتلك شبكات التلفزيون المدفوعة السائدة مشيرا إلى أنه فى نظر الكثيرين شخص دخيل غير أنه قادر على تشكيل الحكومات أو إسقاطها.
يحوى الكتاب 8 فصول، يتناول فى أولها المخاطر التى يتعرض لها الصحفيون، وكيف قادتهم قصصهم الصحفية إلى حتفهم أحيانا، وإلى الخطف أحيانا أخرى، ويتناول هارجريفز فى أحد فصول الكتاب علاقة الصحافة بمن حولها، مشيرا لمقولة "لورد نورثكليف" بارون الصحافة البريطانى الذى قال "الأخبار شىء لا يريده شخص ما فى مكان ما مطبوعا والباقى كل عبارة عن إعلانات" ويقول مؤلف الكتاب" تثير مقولة " نورثكليف" أحد القضايا الأساسية فى الصحافة، وهى "لمصلحة من يعمل الصحفى" للمصلحة المشتركة، أم للمؤسسة التى تستخدمه؟ أم للصالح العام؟
ويتابع هارجريفز": إذا كان الصحفيون الذين يعملون فى مجال تجارى يعملون بالأساس لصالح الأرباح التى يحصل عليها حاملو الأسهم، أو تقديرا لمنظمتهم، فهل يمكنهم التمييز بهذه الدقة بين قيمة عملهم وقبوله، وبين غيره من أشكال الاتصال المهنى، وتحديدا المعلومات التى تقدمها المؤسسات مباشرة للجمهور عبر قنواتها الخاصة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة