صرح شحاتة محمد شحاتة المحامى والمدير التنفيذى للمركز العربى للنزاهة والشفافية لـ"اليوم السابع"، بأن سبب تقدمه ببلاغ إلى النائب العام ضد مبارك يتهمه فيه بالتسبب فى وقوع مجزرة الأمن المركزى التى حدثت عام 1986، والتى راح ضحيتها عدد كبير من الجنود، هو مناخ الحرية الذى حققته ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى أن الشهود الذين عاصروا الواقعة، والذين سيطلب الاستعانة بشهادتهم، سيتمكنون من الإدلاء بأقوالهم بكل حيادية ونزاهة دون أى ضغوط تقع عليهم من أى جهة.
وأضاف شحاتة أنه لجأ إلى وسائل الإعلام العالمية التى نشرت عن هذه الأحداث منذ وقوعها، لجمع المعلومات عن عدد الضحايا الذين تم قتلهم بعد حصارهم، بالإضافة إلى الأشخاص الذين تورطوا فى قتلهم، وذكر أن نيابة وسط القاهرة هى التى ستباشر التحقيق فى البلاغ، بعد إحالة النائب العام البلاغ إليها، وأنها لم تستدعه حتى الآن.
كان شحاتة تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود ضد الرئيس السابق محمد حسنى السيد مبارك، يطالب بالتحقيق معه فى مقتل أكثر من 7 آلاف جندى من الأمن المركزى أثناء احتجاجاتهم عام 1986.
وذكر شحاتة فى البلاغ الذى حمل رقم 9501 لسنة 2011 بلاغات النائب العام، أن الرئيس السابق أمر الجيش بقصف الأمن المركزى بالمقاتلات الحربية عام 1986 بعد فشل القوات المسلحة فى السيطرة على الموقف، مما أدى إلى مقتل الآلاف من الجنود، موضحا أنه فى مساء يوم الثلاثاء 25 فبراير 1986 انفجرت انتفاضة جنود الأمن المركزى فى منطقة الأهرامات، وتطورت على نحو واسع، وانطلقت الانتفاضة من معسكرين من معسكرات الأمن المركزى يقع أولهما على طريق القاهرة الفيوم، ويقع الثانى على طريق القاهرة ـ الإسكندرية، وفى السادسة من مساء ذلك اليوم بدأ ثمانية آلاف جندى مظاهرات احتجاجية، بعد أن ترددت بينهم أنباء تفيد بأنه تقرر مد فترة التجنيد الإجبارى لأفراد الأمن المركزى من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات، وأن تخفيضا صغيراً سوف يلحق بمرتبات الجنود لسداد ديون مصر.
وأشار البلاغ إلى أن الأحداث تطورت بعد ذلك وامتدت إلى ستة معسكرات مختلفة، وأن الجنود بدأوا فى تحطيم الفنادق الموجودة فى منطقة الهرم وقسم شرطة الهرم وواجهات بعض المحال التجارية، وخلال ساعات استطاع الجنود احتلال منطقة الهرم بأكملها، بما فى ذلك مداخل طريق الإسكندرية الصحراوى وطريق الفيوم وترعة المنصورية، ثم أعلنت حالة الطوارئ وتم فرض حظر التجول فى تلك المنطقة.
وأوضح البلاغ أنه فى حوالى السادسة صباحاً انتشرت قوات الجيش واحتلت عدداً من المواقع التى يتواجد فيها الجنود المتمردون، وبدأوا فى حصار الجنود، وأنه بعد معارك ضارية استطاعت قوات الجيش أن تسيطر على المنطقة، وتعالت أصوات اشتباكات الرصاص مع قوات الجيش التى كلفت بسحب السلاح من جنود الأمن المركزى فى كافة المعسكرات، بعد أن تزايدت الشكوك من اختراق سياسى واسع داخل جهاز الأمن المركزى.
وذكر البلاغ أنه بعد فشل الجيش فى السيطرة على الموقف، أمر الرئيس السابق محمد حسنى مبارك الجيش بقصف الأمن المركزى بالمقاتلات الحربية، ما أدى إلى تضاعف أعداد القتلى الذى وصل إلى ما يقرب من سبعة آلاف جندى، الكثير منهم لم يتوصل ذووهم إلى جثثهم حتى اليوم، حتى أن عدد القتلى ذاته مازال مجهولا حتى اليوم، نظرا لشدة العنف والوحشية التى استخدمت لقمع انتفاضتهم.
شحاتة: مناخ الحرية دفعنى لاتهام مبارك بقتل جنود الأمن المركزى
الأربعاء، 10 أغسطس 2011 11:10 م