"3 متوفين وأكثر من عشرين مصاباً..بكاء الأطفال وصراخ النساء لا يتوقف..محال محطمة ومنازل محروقة..ذعر وخوف أصاب الأهالى بالمنازل..الشرطة والجيش فى الشارع".
هذا هو المشهد فى مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، والتى تقع على بعد قرابة 500 كيلو مترجنوب القاهرة، وذلك بعد الأحداث الدامية التى شهدتها المدينة فى مشاجرة بسبب "توك توك"تحولت إلى حرب أهلية بين سكان البندر وإحدى عائلات النجوع التابعة لها، ليتطور الأمر إلى اقتحام قسم الشرطة وسرقة كميات كبيرة من الأسلحة الميرى والتعدى على ضباط الشرطة، لتتحول الشوارع إلى ساحة حرب ويتم فرض حظر التجوال بالمنطقة للسيطرة على الموقف.
اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق يرى أن الانفلات الأمنى الذى تعانى منه البلاد حالياً أصاب رذاذ منه الصعيد الذى لم يشهد ظهور حوادث البلطجة والقتل بكثرة فى أعقاب الثورة مثل باقى محافظات الوجه البحرى ، حيث استغل الخارجون عن القانون الوضع الأمنى المتردى ومارسوا أعمالهم بسهولة ويسر، إلا أن مدينة جرجا استغلت هذه الانفلات الأمنى أيضا ليدخل أهالى أحد النجوع فى معركة دامية مع سكان البندر سقط فيها العشرات من القتلى والمصابين ، وكان البطل الوحيد فى المعركة "توك توك".
وأضاف لاشين أن حادثاً بسيطاً تعرضت له فتاة بعدما صدمها توك توك بأحد شوارع مدينة جرجا نشبت على إثره مشاجرة بين سائق التوك توك وأحد أقارب الفتاة، فتطور الأمر إلى معركة أهلية تدخلت عائلة كل طرف لنصرة ذويها ، ليدخل الطرفان فى معركة بالأسلحة النارية والبنادق الآلية تبادلوا فيها إطلاق الأعيرة النارية طوال الليل، وهو الأمر الذى أسفر عن مقتل 3 وإصابة أكثر من 20 شخصا من الطرفين.
وأوضح لاشين أن القبلية التى يتمتع بها أهالى الصعيد كانت وراء تصعيد الأحداث ،لتفشل الشرطة فى احتواء الموقف ، ولم يكتف الأهالى بالمواجهات فيما بينهما ، وإنما أدخلوا الشرطة كطرف ثالث، بعدما قرر الأهالى اقتحام قسم الشرطة وسرقة مجموعة كبيرة من الأسلحة الميرى، لافتاً إلى أن محاكمة قيادات الداخلية بسبب إطلاق النار على الثوار التى تجرى حالياً بأكاديمية الشرطة فى التجمع الخامس جعلت العديد من ضباط وأفراد الشرطة يترددون كثيراً فى إطلاق النار حتى ولو فى الهواء لتفريق الأهالى، والاكتفاء بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ،وأمام هذه المرونة قام الأهالى بإحداث تلفيات جسيمة بقسم الشرطة.
وأكد اللواء "محمود قطرى" الخبير الأمنى أن انسحاب الشرطة من الشوارع وعدم توزيعها الجيد وراء تطور الأحداث، فكان من الممكن تلاشى الحادث منذ البداية والسيطرة على الموقف فى حالة وجود خدمة شرطية فى مكان الواقعة، فالحادث وقع فى أحد الشوارع العامة بمدينة جرجا ،فمعنى ذلك أنه إذا كانت هناك خدمة أمنية موجودة بمكان الواقعة ما تطور الأمر إلى ذلك.
وأضاف "قطرى" أن الشرطة المسئول الأول عن الحادث، وأن الداخلية مازالت تعانى من النظام البائد فى عهد اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وأن وعود اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية الحالى لم تنفذ حتى الآن، وظل الوضع على ما هو عليه، لافتاً إلى أن فى مثل هذه المواقف والأماكن تحديداً من الصعيد يتم الاستعانة بكبار العائلات والعمد للسيطرة على الوضع ،ولكن إذا كانت الشرطة فشلت فى مهامها السياسية فأنى لها من النجاح فى المهام الفرعية بالاستعانة بوجهاء القوم، مشيراً إلى أن القبلية لها دور هام فى مثل هذه الإحداث بصعيد مصر.
موضوعات متعلقة..
إعادة 240 قطعة سلاح مسروقة من قسم جرجا
مدير أمن سوهاج ينفى إضرام النيران بمركز شرطة جرجا
تشيع جثمان ثالث ضحايا مدينة "جرجا" وسط إجراءات أمنية مشددة
العيسوى يشكل لجنة أمنية للتعرف على أسباب أحداث جرجا
خبراء: "التوك توك" والشرطة والقبلية وراء أحداث جرجا.. وخوف الضباط من المحاكمات أكسب المتهمين الجرأة لاقتحام الأقسام.. والاستعانة بكبار العائلات الحل لاحتواء أزمات الصعيد الأمنية
الأربعاء، 10 أغسطس 2011 09:12 ص