ما يحدث على الساحة الآن من مصارعة سياسية ما بين الجماعات والأحزاب والائتلافات المتعددة ينذر بالخطر الشديد على مستقبل مصر، فالجميع يتنافس من أجل إظهار عضلاته من أجل هدف واحد فقط وهو الصراع على السلطة دون الوضع فى الاعتبار مستقبل هذا الوطن.
وبالطبع فإن المستقبل بيد الله، ولكن علينا أن نجتهد ونأخذ بالأسباب من أجل بناء وطن قوى بعد سنوات من الانتهاك الاقتصادى والسياسى على أيدى النظام السابق.
وما يحدث الآن من مهاترات وصراع قوى سياسية لن يفيد مصر على الإطلاق والتفنن فى فرض العضلات السياسية لكل فئة وجماعة لن يقودنا إلا إلى مزيد من التفتت والفرقة بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يتمناه أعداء مصر وينتظرونه بشغف.
فلن تقود الاعتصامات المستمرة ولا المليونيات المتعددة والمتكررة ولا التذرع بأسر الشهداء ولا المطالبة بالمحاكمات العاجلة مصر إلى الأمام مع الإقرار بحق الشهداء وأسرهم بالتكريم ومعاقبة الجناة ومحاكمة الفاسدين، ولكن يجب إعطاء كل شىء قدره ومقداره وتوقيته السليم، فالمحاكمات العادلة تقتضى التأنى البعيد عن التباطؤ حتى لا يظلم أحد والاعتصامات المتكررة لا تفيد بقدر ما تضر والهجوم على المجلس العسكرى ليس إلا تفتيتا لشمل البلاد وصراع الديوك ما بين الإسلاميين والحركات الأخرى لا يفيد بقدر ما يضر وحماس الشباب الزائد قد يهدم أكثر ما يبنى وتبادل الاتهامات بين الجميع يقود إلى الخراب وليس البناء، فكلنا أبناء وطن واحد، وكلنا يتمنى أن يعيش هو وأبناؤه وأحباؤه فى وطن قوى ديمقراطى قائم على التسامح وحب الآخر، وقائم على القيم الدينية السليمة المعتدلة، وقائم على وسطية الإسلام وطن يقودنا للأمام ولا يعيدنا إلى الخلف.
هانى محمد طنطاوى يكتب: ثورة بناء أم عودة إلى الخلف؟
الإثنين، 01 أغسطس 2011 03:59 م
ميدان التحرير - صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد اسكندرية
و الدليل
عدد الردود 0
بواسطة:
رجل اعمال مصرى بدبى
قل على السياحه فى السلام
عدد الردود 0
بواسطة:
رامز
للخلف در
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf4760
ثورة فقدت المستقبل