ضمن فعاليات احتفالية "بورسعيد بين ثورتين التى نظمتها مؤسسة مبادرون"، شهدت مكتبة مصر العامة ببورسعيد مناقشة رواية (عطلة رضوان) للأديب عبده جبير، ناقش الرواية كلا من الناقدين الكبيرين عبد الرحمن أبو عوف وقاسم مسعد عليوة، وأدارها القاص محمد إسماعيل الأقطش.
وحول ظروف كتابته للرواية، قال عبده جبير إنه من أجل معايشة أجواء مدينة بورسعيد التى سحرته اشتغل فى التهريب، وأنه كان مسئولاً عن الشئون المالية للعصابة التى عمل معها، وأنه تعرف على سطح المدينة وقاعها وشاهد حيتان الانفتاح ورأى ما لم يره فى حياته من كميات النقود التى يتداولها المهربون وأباطرة الانفتاح الاقتصادى، وشهد حفلاتهم التى كانوا يستقدمون فيها بعض الفنانين كما عاين عن قرب جلسات تعاطى المخدرات، وتعرف على شخص ـ لم يتذكر اسمه ـ لديه كم كبير من الوثائق سمح له بالاطلاع عليها وتصويرها دون استعارتها فتولدت لدية فكرة كتابة الرواية وعكف فى بيته بالقاهرة 35 يوماً لم يخرج أثناءها إلى الشارع إلى أن انتهى من مسودتها الأولى ليعود إلى بورسعيد من جديد لمراجعة الرواية وتنقيحها.
وتناول عبد الرحمن أبو عوف تجربة عبده جبير الإبداعية منذ بدايتها، واتصال عبده جبير به وهو بعد طالب جامعى وتوسم فيه الخير وتزكيته إياه لدى عبد الفتاح الجمل لنشر قصصه فى ملحق المساء الأدبى، ثم عرج إلى تناول رواية (عطلة رضوان) ومما قاله عنها إنها منذ صدور طبعتها الأولى عام 1995م. عن دار رامتان وهى تثير النقاش والجدل لأنها رواية جيدة لكاتب جاد قدم للمكتبة العربية رواية تجريبية جمع فيها بين تيار الوعى والكابوس والمونولوج الداخلى، ونوع فى الأزمنة، فقدم عملاً أدبياً هاماً، ووصف مؤلفها بأنه روائى سبعينى مجدد.
وقال قاسم مسعد عليوة إن رواية (عطلة رضوان) نموذج للرواية الحرة، المجافية للمطلقات، المحطمة للكليات، النابذة للجاهزية، وأنها تستمد حريتها من حرية الكاتب، وقال إنها مستفيدة من المنجزات الجمالية التى حققتها الروايات السابقة عليها، لكنها فى الوقت ذاته منقلبة عليها رافضة لقديستها، ومن هذه المنجزات: التسجيلية، التأثيرية، السينمائية، التضفير بالعامية، والكتابة عن الكتابة وقت الكتابة.
ووصف الرواية بأنها رواية اللاحبكة، ورواية الشخصية الواحدة، ووصف إيقاعها بالمتدفق المضطرد، وأشاد ببنائها وقال إن جبير راعى فيه الأبعاد الرأسية والزمنية وتقاطعاتها وإن فتت الزمان ورجرج المكان، وقال إنه جمع بين الضدين الفصل والوصل وأداته فى ذلك واو العطف التى ربط بها بين أغلب الأبواب والفصول واستخدمها استخداماً جمالياً فريداً؛ ولم يفته التنويه إلى أن له على الرواية مجموعات من الملحوظات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة