أنور عصمت السادات

كفانا خداع الاتفاقات والتحالفات

الإثنين، 01 أغسطس 2011 09:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحكى أن رجلاً لقى بلاءً، فقال له إلى أين تذهب؟ قال إنى أمرت أن أقتل من أهل هذه القرية خمسة آلاف، فلما رجع قال له, لماذا قتلت خمسة عشر ألفاً؟، قال له ما قتلت إلا خمسة آلاف وعشرة آلاف قتلهم الوهم.

فى ظل أجواء أصبحت شبه ضبابية، ومشهد مرتبك، ومسارات تتبدل بين عشية وضحاها، وحروب للشعارات يتسابق فرسانها فى رفع راياتهم من منطلق منظور خاص لا من منطلق اتفاقات أو تحالفات مسبقة. وها هى مصر تئن وتشتكى، وأرى أن الآذان قد أصابها بعض الصمم، وأصبح كل منا يلهو فى طريق يعتقد أنه الأقرب إلى الاستقرار وتحقيق أهداف الثورة، وفى الحقيقة كلنا تائهون.

كفانا خداع وألفاظ سئمنا سماعها، ولا تجعلونا أسرى الأحداث الراهنة. فكم من خطوات حسبناها جادة ولم نجدها إلا مجرد كلمات، وفى الحقيقة "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى"، وأوشكنا أن نكون أمة افتقدت الأعمال العظيمة التى من المفترض أن تقوم بها، وأصبحت تخترع الكلمات البراقة تتلهى بها، جلسات سرية بنتائج لا ندرى على أى أساس تتم؟ بل أين ومتى تتم؟ حتى كدنا لا نعرف من هم طرفا المعادلة، والمصريون يعيشون حالات من التعجب والاستغراب ولهم العذر.

حيرنا نفسنا وتوهنا الشعب، وكفانا وهم نصنعه بأنفسنا لأنفسنا؟ ودعونا نلتفت إلى اللحظة الراهنة ومقتضياتها، لا نريد تفاهمات من هذا القبيل وإنما نريد أن نسمع عن توحد شعبى من أجل خروج الانتخابات البرلمانية بالشكل الذى يعبر عن إرادة المصريين، أو من أجل دفع عملية الإنتاج وتحفيز الشعب على العمل وعودة الاقتصاد المصرى لما كان عليه، تلك هى الثمار التى إن جنيناها، فمرحباً من قلوبنا بمثل هذه الرؤى والأفكار.

إن الماضى الذى أغلقنا صفحته مع ثورة يناير، ما زال يترك لنا إرثاً كبيراً من أفكار ومناهج لا يزال الكثيرون متأثرين بها، بل ويعملون بنفس منطقهم إلى الآن، سواء بقصد أو بغير قصد، ولن نستطيع أن نتخلص من ذلك الإرث بين يوم وليلة، ولكن علينا أن نتحرى ونميز، وندرك أن اللحظات التى نمر بها تتطلب أن نكون أكثر وعياً وجدية، وأن نتحرك للأمام، ولا نقف ونظل أصواتنا تتعالى، ويتسابق كل منا ليظهر بدور البطل الذى يقود العشرات بهتافات وراءه، ولا يعرف غير تلك الهتافات التى إن حفظها طفل صغير لقام بالدور الذى يقوم به بل وكان أفضل فى استقطاب الكثيرين ليسيروا وراءه إيماناً بمطالبه.

إن المصريين الآن أصبحوا حيارى من أمرهم، لا يعرفون إلى أين تتجه مصر، يسمعون عن اتحاد وتواؤم بالليل ثم فرقة وانقسام بالنهار، اتفاقات بلا أطراف وبلا أهداف وبلا مبرر، وبلا قضية محترمة يلتف حولها المصريون.

إن الأحرى بنا أن نتسابق لإعداد الانتخابات القادمة بالتواصل والتلاحم مع المواطنين، لنضع أولى الدرجات فى سلم الديمقراطية، ويخرج برلمان مصرى مشرف يعبر عن كل المصريين، وأن نلتفت لحال المواطن المصرى وما يتضرر منه، لا أن نوهم أنفسنا بتحالفات خيالية يحسبها الظمآن ماء حتى إذا جاءها لم يجدها شيئاً، وعلينا أن نتجنب الصدام لتبقى مصر أولاً وقبل أى شىء.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري مش فاهم حاجة

كيف تتم انتخابات في غياب تام للامن

عدد الردود 0

بواسطة:

000 علاء الدين بديوى 000

000 شكرا لصاحب المقال 000

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة