صدر حديثا عن دار العين للنشر كتاب جديد بعنوان "أوجه المكعب الستة" للباحث الكويتى عقيل عيدان يتناول حياة الفيلسوف البريطانى لودفيك فتغنشتاين، وأهم جوانب فلسفته.
فى عنوان جانبى للكتاب "ألعاب اللغة عند "فتغنشتاين" يكشف الباحث الكويتى عقيل عن دور الفلسفة فى تحليل غموض أو إلتباس أى مقولات أو مفاهيم أو كلمات جارية، ويستخدمها الناس، لافتا إلى أن عمل الفيلسوف التحليلى هو توضيح اللغة، والفصل بين استخداماتها واستعمالاتها.
ويشير عيدان إلى أن "فتغنشتاين" وصف اللغة بأنها "لغة" أو مجموعة "ألعاب"، وهو تشبيه يأتى نتيجة لثمرة اشتغاله على التحديد الدلالى ومشكلاته لأكثر من عقدين، انتقل خلالها عبر عدة مشروعات، من تحليل اللغة الطبيعية العادية، إلى مشروع اللغة الاصطناعية المثالية.
يقول مؤلف الكتاب: يرى "فتغنشتاين" أن فى الظاهرة الإنسانية المسماة باللغة ما فى الألعاب المختلفة التى يمارسها الأفراد والشعوب، إذ تتمتع كل الألعاب تقريبا على ما بينها من اختلافات بخصائص تحدد كونها لعبة، وتميزها عن الأشياء الأخرى التى ليست كذلك.
ويلفت عيدان إلى عبارة "فتغنشتاين" الشهيرة "لا تسأل عن معنى الكلمة، واسأل فقط عن استخدامها، وهو ما يدل على أن معنى الكلمة ما هو إلا طريقة استخدام المتكلمين لها فى كل مرة".
يقع الكتاب فى فصلين يتناول المؤلف فى أولهما سيرة حياة "فتغنشتاين" الذى يعتبره ظاهرة متفردة فى تاريخ الفلسفة العام، حيث ينسب له إنتاج مذهبين فلسفيين لا يتسق الواحد منهما مع الآخر، وإن أثر كلم منهما فى جيل بأسره، فيما يبحث الفصل الثانى المأزق الذى يواجه النظريات الفلسفية اللغوية المعاصرة التى تناولت مسألة المعنى، والذى رصده "فتغنشتاين" قبل غيره من الفلاسفة، والعلاج الذى اقترحه للخروج من هذا الطريق المسدود التى آلت إليه النظريات الفلسفية آنذاك، وذلك عندما أوضح أن معنى الكلمة ليس هو الثابت والمستقر، إنما هو المتغير والمتبدل، وأن هذا التغير يكون بحسب طريقة استخدام الكلمة، أو العبارة المراد تحديد معناها.