د. طارق النجومى يكتب: لتكون لمن خلفك آية

جاء اليوم الذى انتظره الملايين، يجلس أعلى قيادة فى الدولة خلف القضبان الحديدية لا حول له ولا قوة ومن حوله زبانيته لايستطيعون له ولا لأنفسهم نفعا، ينظر إليهم القاصى والدانى.. يفرح لرؤيتهم وهم على تلك الهيئة الفرحون ويمصمص الشفاه شفقة بهم المشفقون.

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وهم لم يتقوا الله، لم يتقوه فى أمانة وضعت فى أعناقهم، لم يتقوه فى الضعفاء، جعلوا حكمهم محنة وهم أضيف على محنهم وهمومهم، تلاعبوا بمصيرهم ومستقبلهم ومستقبل أبناءهم، أذلوهم وكسروا نفوسهم، تمادوا فى غيهم وزين لهم شيطانهم سلطانهم فسحقوا أقدار البسطاء فسحقهم وسحق سلطانهم القادر الجبار.

شعب طالما تسامح وطالما غفر وطالما ألتمس الأعذار، لماذا اليوم يطالب لهم بالعار، لما اليوم فقط النفوس متشفية والنار تستعر فى القلوب وشهوة الانتقام طاغية؟

قد يتحمل الضعفاء الظلم والمهانة ولكنهم لا يتحملون الاستهانة، رأينا وسمعنا رئيس دولتنا المرة تلو الأخرى ساخرا ومستهينا ومتكبرا، يصيح أحدهم الفقراء يا ريس، يرد بلا مبالاة وتكبرا، كلنا كنا فقراء، مصالح الناس يا ريس، يا راجل كبر دماغك!!

آلاف يغتالون ضحية الإهمال والاستهانة والتكالب على المال الحرام فى حوادث العبارات، حادث كانت تقوم له قيامة دول كبرى حزنا على مواطنيها، عوضا عن ذلك ذهب ولى أمرنا فى اليوم التالى لمشاهدة مباراة للكرة، ضرب مثلا فريدا وشاذا فى عدم تحمل المسئولية وانهيار الضمير، ثم يظهر يوما وهو يسخر ممن ماتوا كالهوام والحيوانات الضالة متهكما على غرق العبارات!!

يغتال الأبرياء فى أمن الدولة والمباحث العامة وتثكل الأمهات والآباء والزوجات والأبناء، تمتلئ نفوسهم بإحساس الذل والقهر، ولا حساب ولا اهتمام وكأنهم كلاب ضالة!!

مسلسل من الاستهانة والتكبر واستحلال الأموال وأراضى الدولة فى سابقة ليس لها سميا فى تاريخنا منذ مئات السنين!!

ظلمتم واستهنتم وتماديتم فلتذوقوا اليوم بعضا مما اقترفته أيديكم، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.