"حين ألقى السجن أثقاله عليك" قصيدة مهداة من عمر أبو الهيجاء إلى الشاعر موسى حوامدة

الإثنين، 01 أغسطس 2011 10:41 ص
"حين ألقى السجن أثقاله عليك" قصيدة مهداة من عمر أبو الهيجاء إلى الشاعر موسى حوامدة الشاعر عمر أبو الهيجاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
شغب ملأ الأرض وحواف الروح،
كل مظاهرة كانت تأخذك لسقف الحرية،
تقودك إلى أرض ملأى بصباحاتك،
صباحات شعبك،
كل مظاهرة مشيت بها، تقودك إلى أمك "مليحة"
أمك التي علمتك الوقوف على حدّ اللهب،
أعترف الآن/
بأني رقصت طويلا طويلا،
مع شجرك العالي،
رحت افتش عنيّ فيك،
لأرى فلسطين في عينيك،
وأرى محابر التاريخ حين تسردها،
في حروفك المشتعلة على بوابة القلب،
ها أنا أصرخ،
باسم الشهداء الأنبياء،
ياااااااااااا موسى،
حين القى السجن أثقاله عليك،
لا لم تنم..،
على وجع،
غافلت غزالات روحك،
المزدانة برصاص الكلمات،
وهتفت عاليا.. قاومت عصيّ الجلاد،
وحين أبعدوك عن حقولك ..حقول الطفولة،
ومصاطب عشقك.. وكعك أمك المتشح،
بوردها وعرقها السلسبيل،
تركت قلبك هناك،
كي ينام ويصحو في تراب الوالدين،
أعترف الآن/
بأني أنشدت شظاياك،
رحت مع أسفار موسى..العهد القديم،
وحين صعدت منازل القلب فيك،
باركتني "سلالة الريح وعناوين مطرك"
وفضت بين يديك معانقا،
حروف البلاد،

2

أعترف الآن/
يا ابن السموع،
لما صادروا "شجري أعلى"
واتهموك ..
لا لم تكن سوى العاشق الذبيح،
الذي أطلق من فوهة روحه،
صرخاته في جدول أحزان التاريخ،
ليعلي فينا شجره المورق،
قارئا جرحنا المعتق،
على عتبات الوقت،
أعترف الآن/
كلما مررت بك،
على بوابة اللويبدة،
في حضن الرابطة،
في مكتبك بالجريدة،
كنا نتقاسم الشعر،
تقرأ باكيا،
هشاشة وقتنا،
وتساقط قماش نهاراتنا المطفأة،
قم يا صديقي، خذ عصاك،
هش بها هذي الأدران عن مسرح الروح،
يااااااااااا موسى،
أتمم غناءك،
لا اخوة لك،
هناك أكثر من جبّ في صحرائنا،
ودمك المهدور،
لم يزل مثل شجرك عاليا،
غريبا مثلي،
غربتنا احتراقنا،
في حيوات كثيرة،

3

أعترف الآن/
يا صديقي والدم العربي يفور،
في الميادين والساحات،
موت في كل الجهات،
وأنت ما زلت تحلم بوطن بلا محتلين،
و"حين يأتي الموت" يخطف اسماعيل
تطير على جناح قصيدة،
ترسم لنا حكاية شعب تعفّر في تراب السهول،
وفراشاتك تفرّ من قمصاننا لحضرة الورد،
وتغني..وجع الطيبين،
وموتاك موتانا يجرون السماء،
نحو عواصم مجهدة بالإرتباك،
أعترف الآن/
وأنا أتحسس الأرض،
وأواصل الرحيل في جهات بحرك،
إلى سلالات الريح
أشعل خوابي العمر "بحكمة الكولونيل"
أعترف الآن/
بأن أخوتك شيّدوا عواصمهم،
على دمك السيّال،
وكل الليالي غارقة،
ببلاغة هتافك في المظاهرات،
لك يا صديقي طمأنينة الحرف،
لك القصيدة،
لك الجريدة،
وكل هذا المداد،
من نهب الذاكرة،
المهددة بالفناء،
لك كل هذا الغناء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة