أرسلت (ع.ج) إلى افتح قلبك تقول:
أنا زوجة من حوالى 8 سنوات، وأم لطفلين، حياتى الزوجيه كانت هادئة إلى حد ما حتى سنة مضت، منذ أن بدأ زوجى فى الاختلاط بمجموعة جديدة من الأصدقاء غير أصدقائه القدامى، والحقيقة (كان قدمهم سعد علينا)، فهذه المجموعة أو (الشلة) من هواة السهر طول الليل، وكل يوم فى مكان، وأحيانا يسافرون عطلة نهاية الأسبوع إلى أماكن مختلفة، مرة شرم الشيخ، ومرة سيوة، ومرة العين السخنة، هم أغلبهم عزاب، فيهم واحد فقط متزوج، وزوجته تعمل أغلب الوقت ولا تهتم بوجوده فى البيت من عدمه، بخلافى أنا فأنا أحتاج إلى وجود زوجى فى البيت ولو ليس كل يوم، منذ أن تعرف عليهم و هو يشعر بأنه اكتشف الحياة التى لم يعشها من قبل قط منساق إليهم بشكل عجيب، على استعداد تام إلى النزول معهم فى أى وقت، مهما كان تعبه أو إجهاده.
المشكلة أن منهم من يدخن (الحشيش) و(البانجو) أحيانا، وزوجى يقول إنهم يفعلون ذلك من باب (الفرفشة) و(التغيير) فقط، لكن ليس منهم مدمن أو متعاط، حتى الآن زوجى لم يجرب هذه الأشياء، وأنا أثق فى كلامه، لكنه شيئا فشيئا يكتسب سلوكيات غريبة جدا عليه وعلينا كأسرة، كما أنه من الأصل زوجى لم يكن منتظما فى الصلاة، فقد كان يصلى أحيانا تحت ضغط منى، ولا يواظب إلا على صلاة الجمعة فقط، أما الآن فللأسف أصبح لا يستطيع القيام من النوم لصلاة الجمعة حتى، لأنه يكون سهران طوال الليلة السابقة.
بدأت تظهر فى حياتنا مشاكل وخلافات لم تكن موجودة، ولن أقول إن أصحابه هم السبب، لأنى واثقة ومتأكدة أن بعده عن ربنا وعدم صلاته هما السبب، وما زاد الفجوة بيننا هو أنى مؤخرا بدأت ألتحق بدروس فى مسجد قريب منا، وبدأت أقرأ وأتعلم وأحاول أن أتقرب اكثر إلى الله، فى حين أنه _زوجى_ أصبح يتخلى عن العبادات التى كان يفعلها قبل ذلك.
مؤخرا بدأت فى تعليم ابنى الكبير (7 سنوات) الصلاة، وصدمنى حقا عندما قال لى مرة (إنتى على طول ورايا قوم صلى قوم صلى، طيب ما بابا قاعد على طول من غير صلاة اشمعنى هو؟)، لم أجد كلاما أقوله غير أن (بابا بيصلى فى شغله وأنت مش بتشوفه)، لكنه كلام مفضوح جدا لأن الولد كبر وبدأ يفهم.
كل ما أريده هو نصيحتك فى كيف أقرب زوجى إلى الله، فأنا أعلم أن أصله خير، وأنه طيب، لكنى أعلم أيضا أنه لن ينصلح حاله أبدا بغير أن يعود إلى الوضع الطبيعى وهو الالتزام بالعبادات، أو بالصلاة على الأقل.
وإلى (ع) أقول:
أولا رمضان كريم، وكل عام ونحن جميعا بكل الخير يارب، أحييكى على أنك تعرفين لب المشكلة، وعلى أنك وضعت يدك على الجرح تماما، ففعلا مشكلة زوجك ليست فى أصحابه أو فى انسياقه لهم، فهم عوامل خارجية قد تؤثر فى سلوكه، لكنهم لا يشكلون طريقة تفكيره الأساسية.
وبالمناسبة مشكلتك تلك شائعة جدا بين عدد غير قليل من الأزواج، سواء كان غير المنتظم فى الصلاة هو الزوج أو الزوجة، وهذا مصداقا لقول الله تعالى "إنك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء" لهذا ابدأى الطريق بالتوجه إلى من يستطيع إعانتك بحق، وهو الله وحده، فهو مقلب القلوب، وهو مغير الأحوال، وهو من لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، لهذا أول شىء أنصحك بالتمسك والمواظبة عليه هو (الدعاء) لزوجك ولنفسك بالهداية، وبأن يردكم إليه ردا جميلا، ولا تيأسى ولا تملى من الدعاء، حتى ولو لم تشاهدى أى نتيجة، تأكدى أن الدعاء لا يأتى إلا بخير، وقد تظهر نتائجه فجأة وبقوة، ولو بعد حين.
أما عن ما يمكنك أنت فعله فهو دفع زوجك بطريق (غير مباشر) إلى الصلاة، فمثلا اطلبى من ابنك أن يقوم للصلاة أمام أبيه، وقولى له (صلى مع بابا جماعة)، أو (كلنا هانصلى مع بعض جماعة) ولو فرض واحد فى اليوم، وليكن العشاء مثلا، وحاولى تثبيت هذه العادة، حتى يترسخ فى ذهن الأب والابن معا أننا يجب ان نصلى، ومعا وبهذا تكونى ضربت عصفورين بحجر، علمتى الابن وعودتى الأب، اقتراح ثان، اتركى الولد هو الذى يوقظ أبوه لصلاة الجمعة، أعتقد أنه ممكن يحرج من ابنه ولن يستطيع أن يقول له (انزل أنت يابنى وأنا هافضل نايم)، اقتراح ثالث استغلى الأيام المباركة التى نحن فيها، واختارى مسجدا أنيقا مكيفا تتوسمين فيه الجمال و الراحة، واطلبى من زوجك أن يرافقك مرة إلى صلاة التراويح، فربما يشعر بالانشراح يغمر قلبه عندما يفعل مرة ويتعلق بذلك ويكررها أكثر من مرة، ويا حبذا لو كان إمام هذا المسجد جميل الصوت ولا يطيل فى الصلاة.
أما عن الشىء الذى لا أنصحك أبدا بفعله، فهو النصح المباشر، والذى تقوم به بعض الزوجات وكأنها (ماما الكبيرة وبتعلم زوجها الصغير)، خاصة وبعد أن أصبحتى تتعلمين وتحضرين مجلس علم فى المسجد، فقد يزداد زوجك رفضا وعنادا لـ(ست الشيخة) التى أصبحت عنده فى البيت، فصدقينى رغم أنى أشجعك وأشد من أزرك للاستمرار فى زيادة الطاعات والتقرب إلى الله، لكنى أحذرك من أن يشعر زوجك بأن ذلك يباعد بينك وبينه، ومن أن يجعلك تنظرين إليه باستعلاء لأنه لا يفعل مثلك.
وأخيرا لتضعى فى اعتبارك أن الأمر سيأخذ وقتا، فالانتظام على الصلاة أمر شاق لمن لم يعتاده فى الصغر، ولهذا قال الله فى القرآن الكريم _فيما معناه: وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، أى أن الله يخبرنا بأن المواظبة على الصلاة من الأمور التى تحتاج إلى صبر، من الناصح ومن المنفذ، خاصة وأنه على الأرجح زوجك سيكون فى قرابة الثلاثين من عمره، لهذا تقبلى منه بعض الهفوات، والتهرب، و(الطناش) والتململ إلى أن يعتاد الأمر.
أعاننا الله جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وتقبل منا ومنكم صيام هذا الشهر العظيم، ورمضان كريم.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. ابنك على ماتربيه؟
الإثنين، 01 أغسطس 2011 04:33 م
د. هبه يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
متابعة
الصاحب ساحب
عدد الردود 0
بواسطة:
أم وبنت مصرية
الرجل يفعل دائما ما يريد
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز
ادعيله كثيران الله يهديه
عدد الردود 0
بواسطة:
اية
رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الابتعاد عن رفقاء السوء من البداية
عدد الردود 0
بواسطة:
nona
اضربى على الحديد وهو سخن
عدد الردود 0
بواسطة:
Heba Ksa
الله يوفقك
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
رمضان كريم
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد
ربنا يهدي
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohsen
رأى شاب فرفور سياسة ومن القلة المندسة