حدثت المعجزة التى حلم بها الكثيرون.. حدثت الثورة الشعبية التى جاءت لتقضى على كل أشكال الفساد التى طال كل القطاعات بدءا من رغيف الخبز وانتهاءا بالصحة والأغذية، جاءت الثورة المصرية لتطيح بكل رءوس النظام الفاسد ولتغير كل شىء طاله هذا الفساد وأثر بالسلب على أبناء هذا الوطن الكبير، حدثت المعجزة فى وقت اعتقد فيه الجميع أن زمن المعجزات قد انتهى وولى، لكنها إرادة المولى عز وجل فقد فاق الضر ووصل إلى أقصى مداه، فقد كان لزاما أن ينتهى ليبدأ عصر وزمن جديد يتم تحديد ملامحه اليوم، فاليوم يتم وضع الأسس والقواعد التى يبنى عليها الغد وتطبق علينا جميعا دون تفرقة أو امتيازا لفريق عن آخر.
جاءت الثورة وهى ليست بنظام أو ظاهرة يمكن ان تستمر فقد جاءت لتثور على الأوضاع وتكشفها وتغيرها فلابد لها أن تنتهى عند مستقر محقق وملموس وواضح الحدود والملامح، فهل حققت الثورة مبتغاها؟ وأصلحت الحال والأحوال المتردية بالبلاد، فهل قضت على كل أشكال الفساد الذى تكون فى عقود وأعواما طوال؟
ثورة 25 يناير هى ثورة مصرية شعبية شارك بها كل أطياف الشعب المصرى، شارك بها كل القوى السياسية وكل الحركات والأحزاب .. لكنها ليست ملكا لأحد، فقد تحقق الحلم وأصبح واقعا ملموسا، لكن هذا الواقع جاء ممزوجا بالخوف والقلق! ولماذا القلق؟؟ جاء القلق عندما وجد الثوار أن من لم يشاركوهم ثورتهم هم أكثر المستفيدين من الثورة ومن التغيير وبسرعة البرق تحققت ما كان يوما بالنسبة لهم أحلاما صعبة المنال والتحقيق.
جاء القلق عندما وجد البسطاء ان هناك حكومة قد وضعت نفسها فى مأزقا عندما فتحت كل أبواب الأمل فى وقت واحد وفتحت أبواب العمل والسكن والزيادة فى وقت واحد ولم تحقق أملا واحدا.
امتزج الفرح بالخوف عندما أعلن عن أول استفتاء شعبى سيطرت عليه جهة واحدة عندما اتفقت لأول مرة تاريخيا مع غريمها وعدوها اللدود لأول ولآخر مرة.
جاء القلق عندما أعلن المجلس العسكرى رغبته بترك السلطة والحكم بأسرع مما اعتقد الجميع ففتح باب السباق عليها سريعا.
جاء القلق والخوف الذى أضيف إليهما الرعب من الانفلات الأمنى المستمر والمتعمد من بقاء قلة من النظام الفاسد فى مواقعهم الهامة المؤثرة من إعلان دستورى تم إعداده من غير المختصين من إعلان قانون أحزاب ومباشرة للحقوق السياسية، وأخيرا تعديلات لقانون مجلسى الشعب والشورى وفرضهم علينا مع وجوب التطبيق والالتزام.
جاء القلق من اعتقاد الكثيرين من أن دماء الشهداء بدأت فى الضياع نتيجة بطأ المحاكمات واستمرار المتهمين بها فى أعمالهم وزيادة نفوذهم وسيطرتهم على مجريات الأمور وكأنهم ينظرون إلينا ويضحكون علينا ويخرجون لنا ألسنتهم. ووسط كل تلك الأحداث التى تدور حولنا والتى تفرحنا تارة وتقلقنا تارة أخرى.. لنا وجهة نظر:
• نؤيد القرار الذى اتخذته الحكومة بعدم الاقتراض والاعتماد على سواعدنا وسوف نتقبل وبصدر رحب الصعوبات والمحن المؤقتة التى قد تواجهنا نتاج ذلك.
• نؤيد القرار الذى اتخذته الحكومة بفتح معبر رفح بشكل دائم لتخفيف الحصار على إخواننا بفلسطين مع ضرورة امتثالهم بالضوابط والمعايير المحددة لذلك.
• نؤيد وثيقة البرادعى أو وثيقة الأزهر ومحاولة التوفيق بينهما كحل مثالى لأزمة الدستور أولا أم الانتخابات البرلمانية وعرض تلك الوثيقة لاستفتاء شعبى.
• نؤكد ونوصى الحكومة بعدم المساس بالدعم الخاص بالمصريين وبعدم محاولة تغييره أو تعديله على الأقل بالوقت الراهن.
• نرفض وبقوة كثرة جولات السيد رئيس الوزراء الكثيرة جدا خارج البلاد وبعده الدائم عن الأحداث الراهنة ويكلف لتلك الجولات بدلا منه السيد وزير الخارجية وهو محل ثقة المصريين.
• نرى أن التظاهر بميدان التحرير لا يعوق الإنتاج بل هو مظهر حضارى ويعتبر إحدى وسائل التعبير عن الرأى.
• نرفض ما نشر مؤخرا على صفحة المجلس العسكرى من استفتاء الرئاسة حيث لا فائدة منه على الإطلاق، بل هو سبيلا لمزيد من الانقسام والتفرقة ولا يعبر عن رأى الشارع المصرى الحقيقى.
• نرفض أن تتحدث أى جهة أو حركة أو حتى حزب رسمى أو تحت التأسيس باسم مصر، وذلك لأن مصر ملك لكل المصريين والثورة المصرية ليست مقصورة فى ملكيتها لجهة محددة ونرفض على الأخص أن يتحدث عن الثورة من لم يشارك بها حتى لو كان هو الوحيد المستفيد منها.
هذه وجهة نظر متواضعة لا تسىء لأحد ولا تهاجم أحداً.. هى نتاج عقلى ووجدانى وما أشعر به ويشعر به الكثير من المصريين المنتمين لهذه البلد، ولا يتمنون أو يرغبون إلا بالخير العائد على الشعب بأكمله، وأتمنى أن تتحقق كافة مطالب الثورة ويتحرر المصريين من كافة أنواع وأشكال الفساد والطغيان ومرارة الألم والظلم الذى عانوا منه لسنوات طوال وعجاف.
جانب من المظاهرات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبو سبحه
good
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى عبدالقادر خضر
برافوووووووووو