الصحف الأمريكية: مظاهرات "التحرير" تؤكد مواجهة مصر للمزيد من المشكلات.. واستقلال جنوب السودان انتصار مستحق لشعبه.. ومليونية "الإصرار" الأكبر منذ الإطاحة بحكم مبارك

السبت، 09 يوليو 2011 01:33 م
الصحف الأمريكية: مظاهرات "التحرير" تؤكد مواجهة مصر للمزيد من المشكلات.. واستقلال جنوب السودان انتصار مستحق لشعبه.. ومليونية "الإصرار" الأكبر منذ الإطاحة بحكم مبارك
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نيويورك تايمز
مظاهرات "التحرير" تؤكد مواجهة مصر للمزيد من المشكلات
اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" بتسليط الضوء على نزول آلاف المصريين مجددا إلى ميدان التحرير للمطالبة بتحقيق العدالة، وذهبت إلى أن استمرار نزول هذا العدد من المتظاهرين يعد دلالة على تفاقم المشكلات التى تواجهها البلاد بعد مضى ستة أشهر على اندلاع ثورة 25 يناير.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن المظاهرات هذه المرة لم تناد بالديمقراطية أو الحرية وإنما العدالة وتحقيق العدل، فهذه سيدة تطالب بثورة جديدة، بينما هذا الرجل يطالب بإعدام الرئيس مبارك، وكان الشعور المهيمن على جميع الحضور هو الغضب، لاسيما عندما بدأ ذوو قتلى مظاهرات يناير فى سرد قصصهم وكيفية تعرضهم للقتل على أيدى قوات الشرطة.

ونقلت عن سيدة فقدت ابنها إثر التعرض لرصاص حى أطلقه عليه ضابط شرطة فى يناير الماضى، مطالبتها بتحقيق العدل والثأر لمقتل ابنها واعتقال ابنها الآخر وقالت "لقد تعبت، هذه الثورة لم تنفعنا فى شىء، أنا لا أريد أموالا، ولا أريد أى شىء على الإطلاق، وكل ما أطالب به هو العدالة".

ومضت "نيويورك تايمز" تقول إن المصريين تحملوا على مدار خمسة أشهر أعباء الثورة الكثيرة، سواء التوعك الاقتصادى، أو النزاع الطائفى والمخاوف من ارتفاع معدلات الجريمة، ولم يشهدوا سوى القليل من مزاياها المرجوة. ورأت أن أكثر ما أصابهم بالإحباط وأثار غضبهم كان الجهد "المتباطئ" فى معاقبة هؤلاء الذين هاجموا المتظاهرين.

ويعد الغضب من أكبر الشكاوى التى تؤرق الكثير من أبناء الشعب المصرى، خاصة حيال عدم محاسبة المخطئين فى عهد الرئيس السابق، حسنى مبارك، وعدم السعى إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية، من خلال رفع القيود على بث المحاكمات على شاشات التليفزيون، على سبيل المثال.

استقلال جنوب السودان انتصار مستحق لشعبه
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية استقلال جنوب السودان عن شماله بـ"الانتصار المستحق لشعبه" والذى أنهى عقدين من الحرب الأهلية فى يناير الماضى، وذكرت الصحيفة فى مقالها الافتتاحى أن الاحتفالات التى تعم عاصمة الدولة الأحدث فى العالم جوبا لا يمكنها إخفاء حقيقة واقعة تتعلق بعقود من الزمن قد يستغرقها بناء دولة جديدة عاملة، وإذا كان الحجم الأكبر من مسئولية بناء الدولة الوليدة يقع فى الأساس على عاتقها فإن جزءا منها يجب أن تتحمله الولايات المتحدة والمجتمع الدولى بحسب وصفها.

وقالت الصحيفة إن الدولة الأفريقية الرابعة والخمسين (جنوب السودان) تتذيل تصنيف دول العالم النامى، ذلك أن أغلب شعبها يعيش على أقل من دولار أمريكى واحد فى اليوم، وأن نسبة تزيد عن 10% من أطفالها لم يبلغ بعد الخامسة من عمره ، كما أن نحو 75% من بالغيها لا يمكنهم القراءة.

فى الوقت نفسه لا تزال الصراعات المحتدمة بين شقى السودان تزرع الفوضى فى أرض مازالت مخضبة بدماء مليونى قتيل سقطوا أثناء الحرب الأهلية، فعلى الرغم من قيام السودان أمس الجمعة بالاعتراف بجنوبه كدولة مستقلة واعتزام رئيسها عمر البشير حضور احتفالات الاستقلال فى جوبا، إلا أنه أعلن فى الوقت ذاته مواصلة القتال ضد القوات الجنوبية والذى بدأ الشهر الماضى فى إقليم جنوب كردفان الغنى بالنفط. إضافة لما سبق، لا يزال قرار البشير الخاص بسحب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من جنوب كردفان أمرا مثيرا للقلق العميق.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن بعض البنود الرئيسية لاتفاقية السلام الموقعة عام 2005 بين طرفى النزاع فى السودان لا تزال عالقة، كأى طرف من الطرفين سيحكم أبيى الغنية بالنفط والتى تشهد قتالا بين الشمال والجنوب إلى تلك اللحظة، وما هى إجراءات الحماية المدنية للأقليات، وما هى الحدود النهائية بين البلدين، وكيف ستقسم أرباح النفط التى يضم الشمال 70% من احتياطياتها؟! وفى واقع الأمر فإن الجانبين -وفقا للصحيفة- يعتمد كل منهما على الآخر، فجنوب السودان فى حاجة لخط أنابيب الشمال لتدفق النفط لأسواقه، كما يحتاج الشمال لعائدات توريد النفط للجنوب من أجل تسديد مديونياته، ويحتاج الطرفين للاستثمار الأجنبى، كما يحتاج الشمال لتخفيف عبء الديون عن كاهله.

وبناء على ما سبق فإن كلا الجانبين ستزيد فرصهما فى الحصول على الدعم الدولى فى حال التوصل لسلام شامل بينهما.

رموز المعارضة السورية يصفون حوار الحكومة بـ"الطفل المجهض"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن العديد من رموز المعارضة السورية تعتبر اقتراح الحكومة السورية إجراء حوار وطنى جاد "اقتراحا ميتا"، مشيرين إلى استخدام السلطات العنف مع المتظاهرين وأن الحكومة تختار المعارضة التى تريد إجراء الحوار معها.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن حسن عبد العظيم أحد المعارضين البارزين قوله "إن الظروف الراهنة لا تناسب إجراء حوار وطنى جاد" وأعلن مقاطعته للحوار، يأتى ذلك فى الوقت الذى اعترف فيه بعض مؤيدى الحكومة بأن قيادة الرئيس السورى بشار الأسد لم تقم بتقييم حقيقى لمواجهة اخطر تحديات يواجهها منذ توليه منصبه منذ 11 عاما.

واعتبرت فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بقاء سفيريهما اريك شيفلير سفير فرنسا وروبرت فورد سفير الولايات المتحدة فى مدينة حماة السورية والتى تدفق إلى شوارعها عشرات الآلاف من المواطنين السوريين للتظاهر بمثابة بادرة لتشجيع المتظاهرين على التظاهر ودعمهم.

وقالت إن الاحتجاجات فى مدينة حماة -والتى تستحضر مشاهد الاحتجاجات التى شهدتها مصر وتونس فى أوائل العام الجارى- استمرت للأسبوع الثانى على التوالى، مشيرة إلى أن الاحتجاجات فى حماة لا تمثل تهديدا فوريا للرئيس السورى بشار الأسد غير انها تدفع بقيادته إلى المجهول ومواجهة التمرد والعصيان.

وأوضحت الصحيفة أنه غير واضح حتى الآن كيف ستواجه الحكومة التحدى الكبير لشرعيتها فى المدينة التى عانت من قمع وحشى منذ جيل مضى ولا يزال يحمل رمزية الوحشية التى عانى منها سكان المدينة والذين حملوا أمس الجمعة الورود وأغصان الزيتون لإثبات سلمية تظاهراتهم.

وكان روبرت فورد السفير الأمريكى، ونظيره الفرنسى اريك شيفلير قد وصلا إلى مدينة حماة أمس الأول الخميس وبقيا فى المدينة حتى أمس الجمعة والذى يعتبر اليوم التقليدى للتظاهرات. وقال مسئولون فى كلا البلدين إن السفيرين غادرا مساء أمس قبل احتشاد المتظاهرين بقوة.

واشنطن بوست:
مليونية "الإصرار" الأكبر منذ الإطاحة بحكم مبارك
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مظاهرات يوم الجمعة التى تم وصفها بجمعة "الإصرار والقصاص" بالأكبر منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك فى 11 فبراير المنصرم، تلك الخطوة التى غيرت الخريطة السياسية لمصر والعالم العربى، الذى استلهم من مصر روح الثورة وقام ضد الزعماء المستبدين.

وقالت الصحيفة إن عشرات الآلاف من المصريين اجتمعوا فى ميدان التحرير، الذى بات رمزا للثورة، للاحتجاج على عدم الرغبة فى إدانة المسئولين فى عهد الرئيس مبارك أو حتى ضباط الشرطة الذين تسببوا فى مقتل 900 متظاهر سلمى.

وقالت "واشنطن بوست" إن المظاهرات التى اتسمت إلى حد كبير بتلك التى سبقت إعلان الرئيس مبارك عن تنحيه عن الحكم، كانت سلمية يوم الجمعة الماضية، ولكنها كانت تتويجا لأسبوعين خيم عليهما الشعور بالتوتر والقلق، لاسيما مع شعور الكثير من المصريين بالغضب حيال تباطؤ وتيرة التغيير فى ظل الحكومة المؤقتة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم محاكمة سوى أمين شرطة واحد حتى الآن بتهمة قتل مئات من المتظاهرين غير المسلحين، وحكم عليه غيابيا بالإعدام، غير أن العقوبة لا يمكن تنفيذها، فى الوقت الذى حوكم فيه أكثر من سبعة آلاف مدنى فى محاكم عسكرية، الأمر الذى أثار انتقادات الكثير من الحقوقيين والنشطاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة