قال هانى رسلان، رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دولة جنوب السودان المقرر إعلانها رسميا غدا ستواجهها مجموعة من التحديات الصعبة.
وأوضح رسلان فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك غيابا كاملا للبنى التحتية، ممثلة فى افتقاد الطرق الرابطة بين الأنحاء المختلفة للجنوب، وكذلك مؤسسات التعليم والصحة والكهرباء وتحتاج إلى ميزانيات ضخمة غير متوفرة فى الوقت الحالى.
وأكد عدم وجود كادر إدارى جنوبى مدرب ومؤهل لإدارة شئون الدولة بشكل كاف، إذ إن هناك مجموعة من المتعلمين الجنوبيين ولكن عددهم غير كاف لإنشاء دولة جديدة تحتاج إلى وزارات من كافة التخصصات وبالتالى تحتاج إلى كوادر لإدارة العمل سواء فى المستويات العليا أو الوسيطة أو التنفيذية.
وأشار رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى اقتصاديات الدولة الجنوبية، قائلا "الدولة الجنوبية ستكون حبيسة لعدم وجود منفذ مباشر لها على البحر ومن ثم ستمر صادراتها ووارداتها عبر أراضى دول أخرى وهذا سيجعل هناك تكلفة إضافية على عمليتى النقل والشحن".
وأضاف أن الجنوب لديه ما يكفى من الثروات لكى يكون دولة نامية تشق طريقها بقوة ولكن تكمن المشكلة فى عدم استغلال هذه الثروات كما أنها فى وضع غير قابل للاستغلال فى الوضع الحالى لأنها تحتاج إلى جهود ضخمة.
ولفت إلى أن اقتصاد الدولة الجديدة غير نقدى، موضحا "الجنوب لديه ثورة ضخمة من الأبقار ولكنها لا تستخدم فى التجارة باعتبارها رأس مال اجتماعى لدى القبائل ومن الصعب التفريط فيها، وبالتالى هذه الدولة ستعتمد على 98% من ميزانيتها على إيرادها من النفط، وهذا سيتسغرق فترة طويلة من الوقت إلى أن يتم استنهاض باقى العوامل الاقتصادية، فإذا استطاع الجنوب إدارة فترته الانتقالية على المدى المتوسط بحنكة سيكون لديه قدر كاف من الموارد".
وعن الصراعات القبلية، قال "هذه هى المشكلة الأساسية التى ستعوق كل ما سبق، لأن الجنوب ليس كتلة موحدة، ولكن عبارة عن فسيفساء واسع ومتنوع من القبائل أشهرها الدينكا وهى أكبر قبائل أفريقيا من ناحية العدد والوحيدة التى ليس لها امتدادات أخرى خارج جنوب السودان وتتكون من بطون مختلفة وتمثل 40% من سكان الجنوب، ويليها النوير التى تمثل 20% من السكان، ثم الشولوق لتمثل 5% من السكان، ثم مجموعة كبيرة من القبائل صغيرة العدد نسبيا تسمى القبائل الاستوائية".
ومضى قائلا إن هناك تاريخا طويلا من الصراع بين هذه القبائل الأمر الذى كرس نوعا من أزمة الثقة بينهم، فبينهم صراع تاريخى على الموارد، مؤكدا "الصراع فى الجنوب يكون على المراعى لأن كل قبيلة لها حيز جغرافى معين وتعتبر هذا الحيز ملكا خاصا لها وتدافع عنه، ودائما ما يوجد صراع على المراعى والقطعان وغارات وسرقة ونهب للقطعان الأخرى".
وأرجع محاولة حكومة جنوب السودان طوال الفترة الانتقالية جمع السلاح من بين أيدى أبناء القبائل، إلى الصراع بينهم، مضيفا "ولكنها فشلت لأن القبائل تخشى تسليم السلاح ثم تتعرض بعد ذلك للعدوان ولا تجد مما تدافع به عن نفسها".
وتابع "بعض القبائل تعتقد أن تسليم السلاح لحكومة جنوب السودان يعنى جمع هذا الأسلحة فى مخازن ومن ثم تسربها إلى قبيلة الدينكا باعتبارها القبيلة المتنفذة فى حكومة الجنوب ثم تأتى لتغير بها الدينكا على القبائل الأخرى".
رسلان: الصراعات القبلية تعوق استقلال جمهورية جنوب السودان
الجمعة، 08 يوليو 2011 03:55 م