أقسم بالله أن لا أركب الموجة.. أقسم بالله ألا أقول إلا ما يمليه علىَ ضميرى.. أقسم بالله أن لا أكون من الصامتين.
ما يحدث فى مصر الآن حرام.. حرام.. ماذا يحدث فى التحرير الآن؟ هل نحتكم إلى القانون أم إلى قانون الغاب؟ هل نتطلع إلى العدالة أم نرسى قواعد الغوغائية؟
هل مطالب المتظاهرين بسرعة المحاكمات ورد المظالم مشروعة.. نعم وألف نعم.. لكن أيعقل أن نحاكم نحن المتهمين أم نترك هذا لقضاء كان وما زال شامخاً نزيها؟
المسألة يا إخوانى ليست فى رقبة العادلى أو مبارك.. المسألة أننا نؤسس الآن قواعد تؤدى إما إلى دولة القانون والحرية أو – والعياذ بالله – إلى دولة الفوضى التى لن تبقى ولن تذر!
العالم الآن يرنو إلينا ليرى هل نستحق نسائم الحرية والعدل؟ أم سنظل فى غياهب التخلف الحضارى؟
هل يعقل أن يصر أهالى الشهداء – على كثرتهم – على حضور جلسات المحاكمات؟ وأى قاض هذا الذى يستطيع أن يحكم بالعدل فى أجواء كهذه.. قولوا لى بالله عليكم؟؟
هناك فارق شاسع بكل تأكيد بين المحاسبة والقصاص، وبين التشفى والانتقام، الكل يرى أنه على حق.. الجميع يثق أنه فى جانب الصواب.. فمن الفيصل والحكم..أليس القانون؟
أساليب لىّ الذراع وقوة الغوغاء لن تزيد الدولة إلا وهْنا.. ولن تزيد الطين إلا بلّة.. هذا طريق الانحدار.. طريق اللاعودة.. أو قل هو طريق عودة الديكتاتورية شامخةً مرفوعة الرأس!
دعكم ممن لا يبصرون وممن يتجملون ويُجَملون فتلك هى الحقيقة العارية.. يجب أن يفيق الغافلون على حقيقة أن النظام السابق باد وانتهى.. أطحنا بقمم الفساد.. ولم يبق إلا إصلاح القاعدة التى هى أنفسنا وسلوكياتنا.. الفوضى الآن هى من صنعنا.. وفنون الهدم عصارة بنات أفكارنا!
دعكم من مصطلحات الفلول والثورة المضادة، فنحن جميعا أبطالها.. اخترعناها لنريح أنفسنا من عناء البحث عن الحقيقة واستخلاص النتائج.. وما أسهل حفظ القضايا بعد إلقاء التهم على مجهولين!!
المشكلة ليست فى ما نفعله الآن تحديدا.. لكن الخشية أن يظل هذا منهجنا وسبيلنا حتى فى ظل برلمان منتخب وحكومة تمثل الأغلبية، وتأخذ رأى الأقلية بعين الاعتبار والتبجيل.
كان هذا مقبولا فى دولة لا تقيم للعدل اعتبارا.. أما فى ظل اتجاهنا المعلن إلى الحرية، وتحكيم صندوق الانتخابات، فقل بالله عليك مَن هنا يمثل الثورة المضادة والفلول؟؟ لن تنتهى المطالب أبداً ما دام النيل يجرى، فهل سنظل نتظاهر ونعتصم إلى أبد الآبدين؟
ألم نك حتى أمد قريب مثالاً يحتذى ونبراساً ظن العالم أجمع أنه سينير طريق الحق لكل المقهورين؟
أجزم أن نتائج ثورتنا ستحدد مصائر أمم وشعوب، وسترسم تاريخاً يهدى ودرباً يُحتذى.. هناك الآن أمما وشعوبا مقهورة ترقبنا وتهفو إلى ما سيؤول إليه مصير بلادنا.. شعوب يعايرها طغاتها بأحوالنا بألسنة أحوالهم قبل أن تجهر بها أفواههم إن نحن لم نستفق.
لقد أهنا ميدان العزة والكرامة وبدلنا سيرته الأولى.. ولابد من اعتذار.. لابد من أسف.. فآسفون يا تحرير.
آسفون يا ميدان الشرف والجهاد.. آسفون يا من كنت ملاذاً للمستضعفين وفخراً للأمة.. آسفون يا من شهدت قمة تحضرنا يا من أعدت لنا الأمل والرجاء.. يا من شهدت شبابا يموت بطلقات الغدر وهو يهتف بالسلام.
يا من صلى فيك الهلال مع الصليب.. فنحن الآن نشوهك.. ننزل بك إلى الحضيض.. نغوص بك إلى درك الأنانية والجهل الأسفلين.. نمرّغ رايات عزك فى وحل غوغائنا.
اللهم انصرنا على شهوات أنفسنا بعدما نصرتنا على الظلم وطغيان المتجبرين.. اللهم أعدنا إلى فضيلة الصبر وجادة الصواب، واخلع عنا اندفاع الجاهلين.
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د هاني ابوالفتوح
صح لسانك يا أستاذ خالد
عدد الردود 0
بواسطة:
mr
والله انا معاك
عدد الردود 0
بواسطة:
سنبل
كلام جامد
كلام جميل أ/ خالد عبيد
عدد الردود 0
بواسطة:
احمدراشد
تسلم
مقال رائع هو ده رأى الناس اللى بتفهم
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحي
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
رامي
لا فض فوك
عدد الردود 0
بواسطة:
ASHRAF ABU MOHAMED
GOOD
BRAVOO ...BRAVOOOO
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصري
لن اعلق باكتر من هذا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
يا ليت قومى يعلمون
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد
راح ديكتاتور وجاء 100000 ديكتاتور