د. عبد المنعم عمارة

«إت إذ فرى كنترى».. It is a free country

الجمعة، 08 يوليو 2011 04:22 م


نعم لدى أحلام لبلدى لا تنتهى، عايز بلدى تكون أحسن بلد فى العالم، أزور بلادا متقدمة، وأقول لماذا لا نكون أحسن منهم أو حتى مثلهم؟ ماذا ينقصنا نحن بلد حضارة السبعة آلاف سنة، الحضارة الأولى والأقوى فى العالم.

أحلامى لبلدى سياسية لتكون قائدة إقليم الشرق الأوسط، اقتصادية لتكون من النمور الآسيوية، وياريت من العظماء الثمانية، اجتماعياً نسيج متماسك وليس ممزقاً كما هو الآن، ليس فيه بلطجية ولا شبيحة يروعون الآمنين.

هذه الأحلام كبرى، ولكن الحلم الأكبر أو الأعظم الذى لا يذهب من دماغى أو نافوخى، كرامة الإنسان المصرى، إحساسه بأنه الأقوى وليس الأضعف، وأن على الحكومة أن تسمعه عندما يتكلم، وأنه السيد والحكومة هى الخادم.. ولكن متى سيحدث ذلك؟ الله أعلم.. كيف سيكون الإنسان المصرى فوق الجميع؟ أكره منظر هذه الخيام الممزقة التى ينام فيها المصريون على الأرض ويلتحفون السماء.

حضرات القراء..
نعم أنبهر بالتقدم الذى شاهدته فى أمريكا، هذا الانبهار المادى لا يحرك شعرة فى رأسى، ولكن الذى يجذبنى أكثر هو جملة يرددها الجميع كبارا وصغارا فقراء وأغنياء هى «It is a free country» بلد الحرية.. هذه الجملة منتشرة على كل لسان، ينطقونها بداخلهم وينطقونها فى العلن، هم يتعاملون على أن بلدهم هو بلد الحرية.. كنت أعود من أمريكا ولا أجد الإنسان المصرى محترماً فى بلده، فى قسم الشرطة، لا احترام، لا آدمية، فى المستشفى الحكومى ثلاثة على سرير واحد، فى كمائن الشرطة من الأمين إلى المساعد إلى حضرة الضابط، منتهى التكبر والغطرسة، فى ديوان المحافظة ترى حلمة أذنك ولا ترى جناب المحافظ، فى مبنى الوزارة دوخينى يالمونة، فجناب الوزير شعاره ممنوع الاقتراب.

عزيزى القارئ..
على عينى وراسى الديمقراطية، ولكن ما قيمتها إن لم يكن للإنسان قيمة فى بلده، ولا يشعر بأنه محترم فى بلده، عبدالناصر رفع شعار «ارفع رأسك يا أخى» وحتى الآن رؤوس المصريين ليست مرفوعة، حتى فى ميدان التحرير قدس الأقداس ومحراب آدمية الإنسان المصرى، لا تجد الاحترام، ولا الكرامة موجودة كما يجب أن تكون.

أتمنى كمصرى أن أعامل كما عوملت فى إنجلترا حيث لم يجرأ أحد من رجال الشرطة أن يسألنى عن جواز سفرى ولا من أنت، ولا من أين أتيت؟ بينما هنا البطاقة فى يدك، ومع ذلك يجرجرونك إلى القسم بحجة التأكد من أنه ليست لديك سوابق.

السؤال: متى يشعر المواطن المصرى بأن مصر بلد الحرية؟ صدقونى نحن نحتاج إلى أن نبعث الثقة لدى المصريين بأنهم محترمون فى كل مكان، وأن عليهم أن يفرضوا هذا الاحترام على من لا يعترف بذلك. ولو حضرتك شفت أن هناك تغييرا فى المستشفى، وفى قسم البوليس وفى المدرسة، والجامعة، فساعتها تأكد أن مصر عادت مرة أخرى وأن حضارتها ستبدأ، ولا تصدق أن هناك تقدما دون أن يكون هناك إنسان مبدع إلا إذا كان يشعر بأن بلده حر.
ومن فضلك قلها بصوت عالٍ وعلمها لأبنائك واطلب من أصدقائك ومعارفهم أن يرددوها دون توقف، وفى كل زمان ومكان.

وما أجمل أن نقول: «مصر بلد الحرية».. «إيجيبت فرى كنترى».

الشمروخ.. وفشل اتحاد الكرة السياسى
بعد أن فشل اتحاد الكرة فى إدارة الكرة سياسيا لم يجد وسيلة سوى إدارته سياسيّا لا يستطيع أحد حتى من محبى الاتحاد أن يقول إنه يدير كرة القدم المصرية كما تدار فى دول العالم العربى، مع أن القوانين هى هى واللوائح هى هى، ولكن الأشخاص ليسوا هم هم.
قد يكون لدى الاتحاد مبرراته حينما يعلن أنه يتعرض إلى ضغوط أمنية وسياسية تجعله يتصرف هذا التصرف.

عندما غير لوائح البطولة فى منتصف العام بحكاية الشمروخ واحد وليس اثنين، وعدم إقامة مباريات الدورى دون جمهور قال إن هذا التغيير تم بسبب قرارات سياسية.

فى قضية طلب أندية الجمعية العمومية لسحب الثقة منه، تصرفه إزاءها لم يكن على ضوء القوانين ولا اللوائح الإدارية، بل سياسة العصا والجزرة، وهى أدوات سياسية كانت هى الحاكم فى بياناته، التهديد والعصا للمعارضين والأحضان والجزرة للمؤيدين.

فى السياسة تنازل الشعب عن صلاحياته لهيئة أطلق عليها الحكومة لتنوب عنه فى إدارة حياته، ولهذا كان له الحق فى سحب هذه الصلاحيات فى أى وقت يرى فيه الحكومة استغلت هذه السلطات، نفس الشىء أندية الجمعية هى التى أتت بمجلس الاتحاد لينوب عنها فى إدارة كرة القدم، وبالتالى يكون من حقها سحب الثقة من الاتحاد إذا وجدته خرج عن أهداف وقوانين ولوائح كرة القدم.

فى السياسة يرفض السياسيون التنازل أو الخروج من الملعب السياسى، وفى كرة القدم يرفض مسؤولو الكرة التنازل أو الخروج من الملعب الرياضى، لا فِرق تمسك بالسلطة إلى آخر مدى، الاتحاد يرى أن شرعيته أقوى من شرعية الأندية التى أتت به.

ويتبقى السؤال متى نرى كرة القدم تدار بعقلية كروية محترفة، لا بعقلية سياسية متلاعبة؟ وهل سيكون لدينا مثل هؤلاء الناس فى يوم الأيام؟ أنا شخصياً لا أعلم.. فهل لدى حضراتكم الإجابة؟


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة