محمد حمدى

الثورة التى لم تأتِِِ

الخميس، 07 يوليو 2011 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض الناس يتعاملون مع الثورة باعتبارها هدفاً أو غاية، نريد ثورة فقط، فالثورة يقوم بها ثوار، يريدون جنى ثمارها، وتنتج الكثير من القوى الانتهازية التى تحاول القفز على الثورة وحصد نتائجها، رغم إنها لم تشارك فيها.

فى مصر دعا الشباب لمظاهرة ضد الشرطة يوم 25 يناير حملت شعارات الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، شارك فيها من ثلاثين إلى أربعين ألف شخص، وفى الجمعة 28 يناير نزل ملايين المواطنين، من مختلف الأعمار والطبقات والمحافظات، يطالبون بإسقاط النظام، وكل منا بداخله سبب يختلف عن الآخر.

28 يناير كان انتفاضة شعبية ضد الظلم والفقر والجهل والفساد، وانتهت بهزيمة الشرطة فى ست ساعات، من الثانية عشرة ظهراً حتى السادسة مساء، وكان يمكن لهذه الانتفاضة أن تتحول إلى ثورة، لكن لم يكن فيها ثوار، وإنما مواطنون يريدون إنهاء الظلم وتحقيق العدالة واستعادة ما سلب منهم من أموال وحريات وكرامة إنسانية.

حققت الانتفاضة أهدافها وانتهى عمليا الرئيس السابق حسنى مبارك، حينما قال له الشعب ارحل يوم 28 يناير، وحينما نزل الجيش إلى الشوارع، وحينما استمر حتى تولى السلطة، فلم تكتمل الثورة، ولم تنضج الانتفاضة الشعبية، وتتحول إلى عمل ثورى حقيقى.

الثورة هى الفعل السياسى أو الجماهيرى السلمى أو المسلح الذى يؤدى إلى تغيير نظام كامل، وفى يوليو 1952 خرج الضباط الأحرار من سكناتهم، وعزلوا الملك فاروق، وعينوا ابنه الأمير احمد فؤاد وصيا على العرش، لذلك ظلت الصحافة تسمى ما حدث فى يوليو 1952 بالحركة المباركة، حتى ألغى الضباط الأحرار النظام الملكى وأعلنوا قيام الجمهورية، وهنا تحولت الحركة أو الانقلاب العسكرى إلى ثورة.

وفى السودان لأن المواطن العادى فيها يفهم فى السياسة ربما أفضل من السياسيين المصريين، ثار الشعب ضد رئيسه السابق جعفر نميرى عام 1986، وتدخل الجيش بقيادة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب واستولى على السلطة لفترة انتقالية حتى تم إجراء الانتخابات، وعاد الحكم للمدنيين، ولم يقل احد من السودانيين أن ما قاموا به ضد نميرى ثورة، وإنما انتفاضة شعبية حقيقية.. خلعت الرئيس.

مشكلتنا فى مصر أننا لا نرى الحقيقة، وإذا رأيناها لا نريد الاعتراف بها، ما حدث فى مصر ليس ثورة، وإنما انتفاضة، خلعت رئيس ومن معه من رجاله فى قمة هرم السلطة، لكن النظام السياسى فى مصر لم يسقط ، فى حين اهتزت الدولة بشدة، وتعانى بعنف، أما بعض الشباب الذين دعوا للمظاهرات فهم يرون أن ما قاموا به هو ثورة، ربما لغياب الخبرة، أو لأنهم يردون الاستفادة مما حدث، وكثير من السياسيين الانتهازيين، من كافة التيارات، يريدونها ثورة حتى يقطفوا ثمار ما لم يزرعوه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

رامي

لا فض فوك

عدد الردود 0

بواسطة:

حـامـد غـانـم

حتما ستأتى .. عاجلا أم آجلا ..

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف!!!!!!!!!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف!

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف!!

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

خالف تعرف!!

عدد الردود 0

بواسطة:

حـامـد غـانـم

نادر حبيب .. حامل المسك .

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية تحترم الشجعان

دي مش ثورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة