محمد فودة

محمد فودة يكتب.. الأحزاب المصرية فى انتظار رصاصة الرحمة!

الخميس، 07 يوليو 2011 03:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد هناك وقت للمجاملة والتجميل وتذويق الكلام والأفعال.. كل شىء بعد ثورة 25 يناير يجب أن يعاد حسابه وترتيبه حتى لا نعيد نفس الأخطاء التى كانت منذ ثلاثين عامًا شيئا عاديا غير مفزع، ووصلت فى نهاية عهد النظام السابق إلى كارثة تجتاح الجميع، هذه الكارثة شارك فيها الجميع سواء الحزب الحاكم «الحزب الوطنى الديمقراطى»، أو أحزاب المعارضة «الوفد والتجمع والناصرى».. هذه الأحزاب لم تولد ولادة طبيعية لأنها ولدت من خلال نظم الدولة ومفاهيم وقوانين السلطة ومن كانوا يسمونهم «ترزية القوانين».. حتى إن هناك كثيرين يطالبون بإعدام هذه الأحزاب لأنها بنيت على باطل من خلال قواعد غير ديمقراطية.. ولو أعدنا النظر لكثير من الأحزاب نجد منها ما كان يروج للسلطة، ومنها ما كان يعلن فى الصحف والفضائيات أشياء ليست حقيقية.. فكان يعترض على الحزب الحاكم لكى تكون مجرد تمثيلية أمام العالم، وفى الخفاء فإن الدولة تدعم هذه الأحزاب وقد يستثنى قليل من هذه الأحزاب أصرت على أن تكون جادة وأن تحتمى فى شخصيات تاريخية تعطيها مصداقية أمام الجمهور، مثل حزب الوفد وحزب التجمع وحزب الناصريين.. هذه الأحزاب الثلاثة لأنها كانت تمتلك شعبية وما تزال حاولت وقاومت، ولكن الكارثة أن الدولة حاربتها كثيرًا حربًا قاسية، بدءًا بزرع جواسيس داخل لجان الحزب مهمتها إضعاف الحزب وخلخلته من الداخل.. وفى سنوات العهد السابق لم تفلح هذه الأحزاب فى الوصول إلى أى قاعدة كبيرة فى البرلمان، ولا حتى فى مجلس الشورى.. بل صارت كلها مجرد ضيوف على الحزب الحاكم.. وزاد الطين بلة فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة تجريد الأحزاب جميعها من قوتها، ولم يسمح الحزب الوطنى بأن يدخل مجلس الشعب حتى معارض واحد، حتى المعينون العشرة الذين يختارهم رئيس الجمهورية كانوا من أعوان الدولة والحزب الوطنى، وهى ظاهرة مدهشة اعترف رئيس مجلس الشورى وقتها بأنها كانت سببا أساسيا فى اندلاع مظاهرات 25 يناير التى أصبحت ثورة أطاحت بالنظام كله.. ولهذا فإن الأحزاب اليوم فى حاجة إلى إعادة نظر؛ لأن قوة الدولة من قوة الأحزاب.. وقد كان من الحكمة أن تتيح الدولة فرصة كاملة للأحزاب الدينية، فكان لابد أن يعمل رجال حزب الإخوان المسلمين من خلال كيان واضح، وليس من خلال تنظيمات تحت الأرض مثلما كان الشيوعيون واليساريون فى عهد الملك فاروق وحتى قيام ثورة 23 يوليو 1952. وهو ما ندعو إليه اليوم بأن تكون الأحزاب سواء القديمة أو الجديدة أو التى ما تزال تحت الإنشاء واضحة وشفافة فى كل ما يتعلق بمبادئها وتمويلها وسبل دعمها للجماهير وعلاقتها بالدولة، وبالعلاقات الخارجية التى لا تؤذى سياسة مصر خارجيا، والتى لا تتعارض أيضا مع مستقبلها فى المنطقة، سواء من الناحية العربية أو الأفريقية أو أمريكا وإسرائيل.. هذه قناعات لابد أن تحسم وألا تبقى محل خلاف، فالقضية أخطر من مجرد مبان وكيانات كرتونية.. لابد أن يكون لهذه الأحزاب وجود حقيقى فى الواقع، خاصة أن كثيرا منها له شعبية ضخمة ومؤهل لأن يحتل المكانة الكبرى، سواء الوفد أو التجمع أو الناصرى أو الإخوان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة