لا أحد يستطيع أن ينكر بالتأكيد الدور الذى قامه موقع ويكيليس فى كشف الكثير من الأسرار الخفية فى دول العالم، ولا أحد يمكنه أن يتغاضى عن التأثير الذى أحدثه الموقع بتسريب مئات الآلاف من الوثائق السرية الأمريكية.. لكن أن ينسب مؤسس هذا الموقع جوليان أسانج، لنفسه الفضل فى تغيير العالم، وخاصة الوقوف وراء الثورة المصرية، متجاهلاً دور المصريين فيها، فهذا هو الذى لا يصدقه أحد.
ففى إعلان بطله أسانج مؤسس موقف ويكيليكس يسخر فيه من واحدة من كبريات الشركات الائتمانية فى العالم وهى"ماستر كارد"، قال أسانج بعد عرض أجزاء من المظاهرات فى ميدان التحرير إن "رؤية العالم يتغير بفضل عملك: أمر لا يقدر بثمن".
الإعلان الذى تصل مدته إلى دقيقة، وقصد فيه أسانج التهكم على ماستر كارد لقيامها بحجب التبرع لموقع ويكيليكس وتجميدها 15 مليون دولار من التبرعات المخصصة له، يتحدث فيه عن تفاصيل النفقات ويقول: "20 هاتفا مؤمنا للمساعدة فى البقاء مجهولاً؟ 5 آلاف دولار.. خوض قضايا قانونية فى 5 دول؟ مليون دولار.. صيانة السيرفرت فى حوالى 40 دولة.200 ألف دولار.. فقدان تبرعات بسبب حجب البنك لها؟ 15 مليون دولار. مصاريف إضافية نتيجة الإقامة الجبرية؟ 500 ألف دولار".
ثم يظهر فى الإعلان لقطات من الاحتجاجات التى شهدتها مصر فى يناير وفبراير الماضيين وأطاحت بالرئيس مبارك قبل أن يظهر وجه أسانج فى الكامير مرة أخرى قائلاً: رؤية العالم يتغير بفضل عملك أمر لا يقدر بثمن".
وعلقت صحيفة كريستين ساينس مونيتور الأمريكية على هذا الإعلان قائلة إن مشكلته أنه ليس حقيقياً.. فثورة مصر جاءت بعد 10 سنوات من الاحتجاجات والتنظيم السياسى والمخاطرة بالمشاركة السياسية.. وأمضى اليسار المصرى سنوات لخلق حركة عمالية مستقلة وثقوية، كما أمضى آخرون سنوات لبناء الجسور بين الإخوان والعلمانيين لإيجاد قاعدة مشركة بينهما ضد مبارك.
وتنقل الصحيفة تصريحات أدلى بها أسانج فى لقاء عقد بأحد نوادى العاصمة البريطانية لندن يوم السبت الماضى.. حيث قال رداً على سؤال حول الدور الذى لعبه ويكيليكس فى التغيير فى العالم العربى، إنه من الصعب تحديد ذلك. وأضاف قائلاً عشت فى مصر خلال عام 2007 لذلك أنا على دراية بنظام مبارك والتوترات داخل البيئة المصرية.
ومضى قائلاً: كنت أقيم فى هذا الوقت فى فى منزل ملكة جمال مصر، وهويقع بين السفارة الأمريكية والمفوضية البريطانية وكان هناك دبابة و24 جنديا أمام الباب الخارجى".
لكن الصحيفة تكذب رواية أسانج، وتنقل عن الباحثة إيرين سنيدر التى تنهى رسالة الدكتوراه الخاصة بها حول الاقتصاد السياسى فى مصر، أن أسانج كان يقيم فى الشقة التى تشاركتها من ثلاثة أشخاص آخرين، ولم تكن أى منهم ملكة جمال مصر، على الرغم من أن صاحبة المكان كانت والدة ملكة جمال مصر عام 2000. وكان من وجه الدعوة هو رفيق إيرين، الذى التقى أسانج فى مؤتمر بكينيا خلال نفس العام.
فى إعلان ساخر..
مؤسس ويكيليكس ينسب لنفسه الفضل فى الثورة المصرية
الأربعاء، 06 يوليو 2011 05:02 م