لا أعرف كيف ستمضى الجمعة القادمة فى ميدان التحرير، وهل استقرت القوى السياسية المتنافرة على تسميتها، وأهدافها، وشعاراتها.. أم لا؟.. لكن فى كل الأحوال اخترت الابتعاد عن القاهرة والهجرة إلى الساحل الشمالى، وقضاء ما تبقى من الأسبوع هناك، وربما تأخذنى قدماى إلى مارينا، وقضاء جمعة مارينا حيث الشمس والهواء، بعيدا عن المشاجرات والمشاحنات السياسية التى لا تنتهى، وتكاد تصبح مثل الطبيخ البايت!
الصيف هذا العام شهر واحد فقط، أى يوليو، حيث يأتى رمضان فى أغسطس، وبالتالى ليس لدى المصريين سوى شهر واحد مضى منه أسبوع، وتتبقى ثلاثة أسابيع، وأنا شخصيا أقترح على من يستطيع التفكير فى جمعة جمصة، وجمعة رأس البر، وجمعة بلطيم، وجمعة الإسكندرية، لكن لا أنصح بجمعة طابا، أو شرم الشيخ، أو الغردقة فقد جربت الذهاب إلى دهب الصيف الماضى، وقضيت أسبوعا دون نسمة هواء واحدة، وحصلت على كمية من الحر والشمس لا تزال معى حتى الآن.
جمع التحرير لن تنتهى بعد غد، فنحن على موعد مع جمعة كل يوم جمعة، وهذا ليس اسم البرنامج الذى كان يقدمه رسام الكاريكاتير جمعة فى قناة النيل للأخبار، وإنما أصبح شعار مصر الآن، حتى أن الكثير من سكان القاهرة يتمنون لو تم إلغاء يوم الجمعة من الأسبوع، وأصبحت أيام الأسبوع ستة فقط، ليس فيها الجمعة، ولا علاقة لها بميدان التحرير.
كان الجمعة 28 يناير أعظم حدث فى تاريخ مصر، فقد قال الشعب المصرى كلمته، ونزل كله تقريبا إلى الشوارع طلبا للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حصلنا على الحرية، واستعدنا بعض الكرامة، لكن العدالة الاجتماعية لم تتحقق بعد، ولن تتحقق فى ظرف أيام أو أشهر، وإنما تحتاج إلى سنوات من العمل الجاد والمضنى، لكن حتى الآن لا يبدو أننا وضعنا أقدامنا على أول طريق العدالة الاجتماعية.
ويا أيها القاطنون فى التحرير خلوا بالكم من نفسكم، لكن أنا شخصيا أفضل جمعة مارينا، أو أى جمعة أخرى لها علاقة بالبحر، حتى ينتهى شهر يوليو، ولن يفوتنى الكثير فجمع التحرير مستمرة معنا لسنوات.