باسم عيسى يكتب: مبارك والانهيار

لقد شهدت مصر تغيرات كثيرة على مدار تاريخها الحديث ولم تكن يوما ما بمثل ما آلت إليه من الضعف والانحلال والتردى بداية من عهد محمد على الذى بنى مصر الحديثة صناعياً وزراعياً وحربيا وكانت مصر رائدة فى جميع المجالات، وسيذكر له التاريخ أنه كان لديه انتماء ورغبة فى البناء برغم كونه جندى ألبانى، أكثر من مبارك، فقد شهدت العقود الثلاثة الأخيرة أسوأ مرحلة فى تاريخ مصر الحديث، وانهيار تام على كافة المستويات فى الداخل والخارج، ففى مجال التعليم ليست لدينا جامعة من بين 500 جامعة على مستوى العالم برغم وجود أكثر من 4000 عالم على مستوى العالم يعملون بالخارج، وأصبح معظم خريجى الجامعة غير ملم بمبادئ القراءة والكتابة كما كان فى عهد جمال عبد الناصر بسبب عدم جدوى التعليم ما قبل الجامعى، ولأن الغش والفساد انعكس على التعليم، وعدم الاهتمام بالبحث العلمى وتهميشه، فى مجال الصحة أصبحت معظم المستشفيات بدلاً من أن تقدم خدمة طبية تنقل العدوى للمرضى وانصراف الأطباء عن المستشفيات والاهتمام وفقط بالعيادات الخاصة التى أصبحت أيضاً غير مطابقة للمواصفات، لأن معظمها غير مرخص وتساهم أيضاً فى انتشار العدوى وخاصة فى القرى والمدن النائية نظراً لغياب الوعى الصحى والجهل وتفشى الأمراض، وصرف أدوية لا تتناسب مع حالة المريض مع علم الطبيب بذلك.

وفى مجال البيئة تم إنشاء مصانع على ضفاف النيل تنتج مخلفات سامة كمصنع كيما ومصنع سماد طلخا وغيرها مئات المصانع التى تلوث الماء والهواء وارتفعت نسبة أمراض الفشل الكلوى والالتهاب الكبدى وفيروس c أكثر من نسبة 75%، وأرهقت ميزانية الدولة بتكاليف علاج غير فعاله فى علاج المرضى، بالإضافة إلى شركات الأسمنت التى تم بيعها إلى المستثمر الأجنبى بسعر بخس ويجنى من ورائها مبالغ طائلة تصل إلى 200% ونستشنق نحن المصرين هواءً ملوثاً أصاب الكثير بأمراض الصدر والربو والسرطانات.

وفى مجال الثقافة حدث ولا حرج فقد تراجع دور المثقفين بشكل ملحوظ جداً حيث تم إغلاق بعض دور النشر الهادفة وتسيس الإعلام الهابط الموجه الذى فقد مصداقيته والتركيز على الإسفاف والفن الهابط والابتزال وانتشار المصطلحات البذيئة التافهة بين فئات الشعب مما يدل على تردى الفكر واضمحلال الثقافة، وهى المرآة التى تعكس تقدم الأمة والحجر ومحاربة أصحاب الأقلام الشريفة وترقية وتقريب أبواق السلطة إلى النظام وأصبحوا هم الواجهة التى اشمئز المواطنين برؤيتهم فهم يدلو على تردى وانهيار المرحلة.

وفى مجال الزراعة برغم كون مصر زراعية إلى أننا لم نستغل الأراضى بشكل جيد فى الزراعة لدرجة أننا لا نسد حاجاتنا من المحاصيل الزراعية الأساسية وانتشار الفواكه المهرمنة والقضاء على الكتلة الزراعية بالبناء برغم وجود قانون عسكرى ولكن فى وجود الفساد ماذا يفعل القانون وأين القطن طويل التيلة! والبقية تأتى