مثقفون يدينون صمت اتحاد الكتاب والناشرين تجاه ثورة سوريا

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 05:39 م
مثقفون يدينون صمت اتحاد الكتاب والناشرين تجاه ثورة سوريا الروائية ميرال الطحاوى
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدان الشاعر وائل السمرى، موقف اتحاد الكتاب "المتخاذل" تجاه ما يحدث فى سوريا وعدم إصداره بيانا حتى يومنا هذا، للتضامن مع الشعب السورى ضد قمع النظام الحاكم، وأضاف السمرى، أن تعاطف الشعب المصرى مع أشقائه السوريين ليس من باب التعاطف ولا الشفقة، ولكنه واجب وفرض علينا جميعا.

وأضاف، خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الاثنين بورشة الزيتون، أنا لست مندهشا من حالة التضامن المصرى السورى، فالمثقفين كأفراد متعاطفين ومتضامنين مع الشعب السورى وقبل انتهاء الثورة المصرية كانت أعيننا على دولتين هما سوريا والسعودية، ومن وجهة نظرى أرى أن دعم سوريا واجب وفرض عين على كل ثائر مصرى، لأنه إن لم يسقط النظام فى سوريا والسعودية لأصبح هناك خطورة على مستقبل مصر، وطالب السمرى حكومة شرف بمساندة الثورات العربية لكى تصبح مصر أهل للثقة التى يراها العالم فينا.

وعلق السمرى على موقف اتحاد الكتاب المصرى واتحاد الناشرين قائلا: أشعر بالخزى والعار من موقف اتحاد الكتاب واتحاد الناشرين، لعدم اتخاذ موقف واضح من الانتفاضة السورية، وكنت فى منتهى الاستياء والغضب عندما وجدت اتحاد الناشرين يصدر بيانا تضامنا مع ناشر أرجنتينى، ويتجاهل تماما الشأن العربى، وبصراحة جاء موقف بعض الناشرين المصريين من المشاركة فى معرض سوريا للكتاب فى منتهى"قلة الأدب"، ولا يجب أن نصمت تجاه تلك الكيانات المهترئة.

وأضاف السمرى: "بشاعة النظام السورى لا يمكن وصفها، ولا أجد مبررا لمن يدعى أن سوريا تحافظ على المد القومى ودولة ممانعة، لأننا لو حصرنا عدد الشهداء الذين راحوا ضحية الحرية منذ اندلاع شرارة الثورة لوجدنا أنهم أضعاف الذين استشهدوا برصاص العدو الإسرائيلى".

ومن جانبه وجه الشاعر شعبان يوسف اللوم إلى اتحاد كتاب سوريا الذى يتجاهل يوما بعد يوم ما يحدث هناك، وينفى رئيسه الدكتور حسين جمعة دائما أن هناك ثورات فى سوريا، قائلا: "اتحاد كتاب سوريا مثل الحذاء فى رجل السلطة، ولا أمل فيه"، وتحدث يوسف عن أوجه الشبه بين الدستور السورى والمصرى، قائلا: إن كليهما مهّد لتوريث الحكم، وإن كان لسوريا السبق والريادة فى ذلك، مؤكدا على أن الدستور الأول يخصص 33 مادة فيه لصلاحيات الرئيس بشكل يجعلها بمثابة "سلطات آلهية".

وانتقدت الروائية ميرال الطحاوى، صمت بعض المثقفين السوريين تجاه ما يحدث قائلة: "هناك حالة من الخوف تسود داخل المجتمع السورى، دفعت الكتاب والمثقفين للصمت تجاه ما يحدث على عكس ما شهدته الثورة المصرية، التى انطلقت الأصوات المؤيدة لها من قبل المثقفين منذ انطلاق شرارتها الأولى، وليس هذا فحسب، بل انضم المثقفين لصفوف الثوار فى ميدان التحرير، أما فى سوريا فالوضع مختلف تماما، فلا يوجد سوى عدد قليل من المثقفين السوريين مثل صبحى الحديدى وسمر يزبك الذين لهم كتابات دائمة، مساندة للثورة على عكس كثيرين.

وقال الإعلامى والكاتب السورى فرحان مطر، إن الشعب السورى دائما ما يتعرض للاضطهاد، وكافة أشكال القمع، منذ أن تولى الرئيس بشار الأسد مهامه، مضيفا انهم يُجبرون على الركوع والسجود أمام صور الأسد.

وأشار مطر الذى هرب من سوريا للقاهرة منذ أسبوعين مستقيلا من منصبه بالتلفزيون واتحاد الكتاب السورى، بسبب صمتهما تجاه الأحداث الدامية التى يتعرض لها وطنهم، إلى أن الإعلام هناك لا يعرف سوى وظيفتين أساسيتين، وهما الكذب والتضليل، قائلا: "النظام فى سوريا منذ حافظ الأسد وحتى اليوم خلق فوق شخص الرئيس هالة، لا يمكن المساس بها، وجعله كالإله، لدرجة أننا أُجبرنا على القول أن بشار ربنا، ومُنع عنا أن نحلم سوى به".

وتابع: حالة الخوف فى سوريا لا يمكن وصفها، لدرجة أنه يمكن تشبيه كل من يتضامن مع الثورة هناك بمن يقترب من حافة الانتحار، وأقدر حالة الرعب التى يعيشها بعض الكتاب، مثل الكاتب "خليل صويلح" الذى لا يجرؤ على المجهارة هناك بتضامنه مع الثورة، خوفا على بناته، وأود أن أرسل التحية هنا من مصر لكل مبدع سورى استطاع أن يساند ثورتنا، سواء من داخل أو خارج سوريا، وعلى رأسهم الكاتب صبحى الحديدى.

وتحدث مطر عن بداية اندلاع الثورة السورية قائلا: كانت البداية عندما اتصلت إحدى الطبيبات بزميلتها تهنؤها على تنحى مبارك، فردت عليها قائلة: عقبالنا، وخلال ساعتين فقط تم القبض على الطبيبة، نظرا للأسلوب المخابراتى الذى يقوم عليه نظام بشار الأسد، وقاموا بتعذيبها وجعلوها صلعاء، وبعدما أفرجوا عنها نتيجة ضغوط مورست على النظام، ثم قام بعض الطلاب بكتابة عبارة "إجاك الدور يا دكتور"، على سور إحدى المدارس، وقرر شباب سوريا، أن تكون بلدهم هى التالية بعد تونس ومصر.

واتفق معه الدكتور سقراط البعاج، قائلا إن الشعب السورى أُجبر على ترديد هتاف فى أوائل الثمانينات يمجد من بشار الأسد، فكانوا يقولون دائما "حلك يا الله حلك .. جاء دورك لتنزل والأسد يجلس محلك"، وانتقد البعاج طريقة التناول الإعلامى المصرى للثورة السورية، قائلا: إن السبب فى ذلك لا يرجع لتقصير الإعلام وحده، ولكن أيضا لتقصير الجالية السورية فى التعبير عن قضيتهم، وأخيرا سياسة الانفتاح التى شغلت الشباب العربى عن قضاياهم.

واستشهد الفنان التشكيلى محمد الشربينى، بواقعة تعبر عن مدى القمع الذى يعيش فيه السوريين، وذلك عندما أخبره صديقه المهندس المشرف على مشروع أوبرا دمشق عام 2008 بتكليف من زوجة الرئيس، أن المهندس السورى زميله فى المشروع كلف بوضع نوع معين من الزهور طلبته زوجة الرئيس بحديقة الأوبرا، إلا أن خبير أمريكى أبلغه أن هذه الزهور سامة للأطفال، وقد تتسبب فى موتهم، ولكن المهندس السورى رفض العودة مرة أخرى لزوجة الرئيس وإبلاغها خوفا منها وتركوا الوضع كما هو.

ومن جانبها قالت الكاتبة هويدا صالح: إن الشعب السورى هو الأكثر بطولة فى ثورات الربيع العربى جميعها، وذلك لأنه شعب أعزل بالفعل، يتصدى لنظام بشار الأسد دون أسلحة محافظا على سلمية ثورته، وأوضحت صالح الفرق بين النظامين المصرى والسورى قائلة: إن الأول بوليسى بينما الثانى استخباراتى، مضيفة إنه من الصعب أن نطلب من حكومتنا مساندة الثورة السورية، أو اتخاذ موقف واضح بشأنها، خاصة وأن مصر على فوهة بركان.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ليبي حر

كتبة القذافي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة