رئيس اللجنة الوطنية باليونيسكو: ثورة مصر هزت الديكتاتوريات العربية

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 02:23 م
رئيس اللجنة الوطنية باليونيسكو: ثورة مصر هزت الديكتاتوريات العربية الكاتب الروائى الفلسطينى يحيى يخلف رئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو
كتب وجدى الكومى تصوير أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الروائى الفلسطينى يحيى يخلف رئيس اللجنة الوطنية لليونيسكو ورئيس المجلس الأعلى للتربية والثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن ثورة مصر التى اندلعت فى الخامس والعشرين من يناير أشعلت الغضب العربى، ووصلت رياح التغيير بعد قيامها، لعمق الوطن العربى، حيث هزت عروش الديكتاتوريات العربية ولم يعد هناك عربى مقهور، بل هناك عربى يثور على الواقع الفاسد أو يتهيأ للثورة.

جاء ذلك خلال حفل توقيع رواية "جنة ونار" الصادرة ليحيى يخلف عن دار الشروق أمس بمكتبة الشروق الزمالك، حيث حضر الاحتفالية كوكبة من المبدعين والكتاب، أبرزهم الروائيان إبراهيم عبد المجيد وبهاء طاهر، والسفير اللبنانى خالد زيادة، والسفير الفلسطينى بركات الفره، ومحمد صبيح، مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشئون الفلسطينية، ونبيل عمرو وزير الإعلام الفلسطينى السابق، والدكتور عماد أبوغازى وزير الثقافة.

وعبر يخلف عن سعادته بصدور روايته فى مصر عن دار الشروق بعد الثورة.

وترحم على شهداء ثورة 25 يناير، قائلا: وأترحم أيضا على شهداء الشعب المصرى، وشهداء القوات المصرية المسلحة، التى قدمت دماء طاهرة وزكية، دفاعا عن تراب مصر، ودفاعا عن تراب فلسطين، مشيرا إلى متابعته لما يجرى فى مصر، قائلا: ننظر باهتمام وانتباه للثورات التى تجرى يوميا، فى هذا البلد الحبيب، ونتابع الجهود التى يقوم بها الشباب المثقف، فنحن نعتبر أن الثقافة ليست هى فقط، ما يكتب من آداب، وما يقدم من فنون.

ورحب يحيى يخلف بالدكتور عماد أبوغازى وزير الثقافة الذى حضر بعد بدء حفل التوقيع، وجلس فى آخر الصفوف أولا، لافتا إلى أن الثقافة المصرية من أبرز الثقافات العربية، قائلا: تاريخ الشعوب ليس هو تاريخ زعمائها فقط، وإنما هو تاريخ أدبائها، ومفكريها، وتاريخ فنونها وحضارتها، وتاريخ مصر هو ما قدمه مبدعوها الذين تتلمذنا على أيديهم جميعا، من الإمام محمد عبده، ورفاعة الطهطاوى، والكواكبى، والأفغاننى، إلى سلامة موسى، وطه حسين، والعقاد، ونجيب محفوظ، ولطفى السيد، وحافط إبراهيم، وأحمد شوقى، وجمال حمدان، وغيرهم، ومن سيد درويش إلى محمد عبد الوهاب، والشيخ إمام، وغيرهم من الفنانين.

وأضاف: من مصر انطلقت فكرة النهضة العربية، وفكرة النهضة ساهمت فى إثراءها على مدى عقود، نخبة من المفكرين، فى مصر وبلاد الشام، والعراق والمغرب العربى الكبير.

وقال: قضايا النهضة العربية، انطلقت من مصر، تحت شعار نهضة مصر والعالم العربى، مشيرا إلى أن فكر النهضة أفرزالتيارات الفكرية الإسلامى، والقومى والعلمانى.

وتابع يخلف: كانت فكرة النهضة، مثيرة لحالة جدل حول العدالة والحرية، والدولة المصرية، والحكم الرشيد، فى مواجهة الظلم، والاستبداد، والتبعية والاستعمار، وحول ملامح وهوية المشروع، ولاشك أن الثورة المصرية، الحالية لم تأت من فراغ، فلا ثورة بدون فكر، وثقافة وفن، الثورة الفرنسية، ماكنت لتكون لولا جان جاك روسو، وفولتير وغيرهم من القامات الفكرية العالية، لذلك أعتقد أن النهضة كانت موجودة فى ميدان التحرير، لقد قيل أن النهضة العربية انتهت بوفاة عبد الناصر، لكن ها هى الأيام تؤكد أن النهضة والتغيير ودخول العصر والدميوقراطية، لم تزل موجودة، وساهم فى إثرائه الكثير من المفكرين الراحلين والأحياء، لذلك نحن نحيى الثورة المصرية، ونرى أن لها أبعادا ثقافية يجب أن نراها، وأعتقد أن الثورات العربية عندما تستكمل مهامها ستعود فكرة النهضة العربية للنقاش من جديد، وسيسهم العديد من المفكرين فى النقاش، ويعود لمصر دورها القيادى والريادى للعالم العربى، ودورها فى قيادة الشرق الأوسط، والفراغ الذى تسبب فيه حاكم أو مجموعة ديكتاتوريين، وأصبح الشرق الأوسط فيه ثلاثة لاعبين، إسرائيل وتركيا وإيران، وكان على مدى العصور اللاعب الأساسى فى الشرق الأوسط هى مصر، وهذا هو الدور الذى نريده لمصر أن تعود لموقعها، قائدة للأمة العربية، وللتحرر العربى، والتحرر من التبعية، وأصبح الآن موضوع الحرية ليس الاستقلال السياسى فقط، بل الثقافى والاقتصادى والاجتماعى.

وتطرق يخلف للأدب الفلسطينى، قائلا: الأدب الفلسطينى له خصوصية مستمدة من خصوصية القضية الفلسطينية، وقد تطور الأدب الفلسطينى، وتوفرت له عناصر فنية هامة، وكل الكتاب الفلسطينين، كتبوا عن قضية الإنسان بشكل مبدع، والثقافة الفلسطينية أيضا هى عنصر هام وركن أساسى من أركان الهوية الفلسطينية، وتاريخ الشعوب كما يقول إدوارد سعيد، هو عملية سرد لا متناهية فتاريخ الناس هو سرد لا ينتهى، وتاريخ الشعب الفلسطينى هو تاريخ وحكايات كل الفلسطينيين، وبعضها تم تسجيله، وبعضها لم يسجل، لكن لكل فلسطينى حكايته، لذلك الكاتب الفلسطينى، يجد المموضوع، ويرغب فى التعبير عنه بطريقة مبدعة، فالأدب الفلسطينى الجيد، هو الذى يخدم القضية الفلسطينية، والأدب الردىء0 لا يفعل ذلك، ولابد ونحن نتحدث عن فلسطين، أن نتذكر مشهدها الحضارى، منذ أقدم الأزمنة، فمر على فلسطين، أنبياء وحاملو قناديل معرفة، ومر أيضا حاملو مجانيق وأسلحة وسيوف، ولكن فلسطين ظلت هى فلسطين فى كل العهود، وفى كل الأزمنة، والشعب الفلسطينيى لم يغادر أرضه، إلا وقت الغزوة الصليبية عام 1948، لذلك كتبت هذه الرواية، وأنا مستبطن روح فلسطين الحضارية.

ولفت يخلف النظر لدعم عبد الناصر للثورة اليمنية فى الستينيات، مشيرا إلى أنه كان يعمل وقتها مدرسا فى مدينة نجران حينما كتب روايته الأولى التى كشفت المسكوت عنه فى السعودية، وفى بعض دول الخليج، لذلك تم منعها ومحاربتها، قائلا: والأدب الفلسطينى ينحاز لفلسطين العربية، وهى لؤلؤة معشقة بذهب التاريخ، والأدباء الفلسطينيين كانوا مع الوحدة ومع المصالحة الفلسطينية، ومن إنجازات الثورة المصرية أنها وجدت المناخ المناسب للمصالحة، وقد تمت هذه المصالحة على أرض مصر.

وتحدث الروائى الكبير بهاء طاهر معربا عن سعادته بوجود يحيى يخلف على أرض مصر، لأنه ذكره بأيام مقهى ريش، وأيام الستينينات، قائلا: كان يحيى يخلف موجودا مع مظفر النواس، وعبد الوهاب البياتى، وكنا كلنا فى ذلك الوقت فى بدايتنا، وكنا نقرأ ونكتب القصة القصيرة، ولم يبق من الأوفياء لها كثيرون، وأعتقد أن حضوره لمصر الآن، مع الثورة المصرية التى ردت لنا شبابنا، وأحلامنا التى كدنا أن نشعر أنها ضائعة، وفيما يتعلق باهتمام الأدب الفلسطينى بالقضية الفلسطينية، وأظن أن هذا لم يمنع بأى شكل من الأشكال أن يكون للأدب الفلسطينى مغزى عالمى، مثل إبراهيم نصر الله، وغسان كنفانى، ويتم ترجمتها ليس باعتبارها أعمالا سياسية، وإنما أعمال أدبية، وأنا شخصيا أعتبر أن كل أدب وفى لبيئته، وقضاياها، هو أدب عالمى ، لذلك لا أعتقد أن هذه الأعمال محلية، وإنما هى أعمال عالمية بكل معنى الكلمة.

























مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة