حسام محمد كامل يكتب: المشروع الشخصى.. طريق التميز

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 09:15 ص
حسام محمد كامل يكتب: المشروع الشخصى.. طريق التميز صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى تفاصيل الحياة وأحداثها التى تبدأ منذ لحظة الولادة الأولى والتى يدخل فيها الواحد منا مراحل متعددة ومتعاقبة, ولا تكاد تنتهى من مرحلة حتى تدخل مرحلة أخرى جديدة ومن الأمثلة على هذا أن الطفل لا يكاد يخرج من مرحلة تعلم طلب الحاجات الأساسية، والتفاعل بصورة شبه مرضية مع محيطه سوء بالكلام أو بالحركة حتى يدخل مرحلة العلم والتعلم من خلال السلم الطبيعى لها من خلال المدارس ليتنقل منها وخلالها إلى المرحلة الجامعية ثم الدخول فى سوق العمل، ومن ثم تكوين أسرة وقد تأخذ هذه المراحل الكثيرين، وقد يكون من بينهم أنا وأنت لنكتشف بعد فترة أن ما حققناه لا يتجاوز، ولا يختلف عن حياة أياً من المحيطين بنا, بل قد تفاجئ بتفوق ونجاح أحد أصحابك أو المحيطين بك فى مجال ما برغم أن ظروفه لا تختلف كثيراً عنك وقد تعتبر نجاحه صدفة مثلاً وهو ما قد يعتبر تقدير خاطئ منك لعدم علمك بخلفيات صاحبك ومبذله من مجهود متواصل فى الوقت الذى كنت أنت تنعم فيه بالراحة والهدوء وعلى هذا تظهر أهمية المشروع الشخصى.

إن المشروع الشخصى هو ذلك المشروع الذى يعمل عليه صاحبه بإيمان وعزمية متجددة وإرادة لا تلين وهو لا يقتضى بالضرورة أن يكون مشروع هندسى أو تجارى بل إن القصد من هذا المشروع الشخصى هو تحقيق جملة من الأهداف فى الحياة وهى التى تخلق لصاحب المشروع تلك القيمة المضافة التى يشعر بها هو أولاً ومن ثم قد تنعكس على كل من حوله كما أن هذا المشروع الشخصى يخرج بصاحبه أيضاً عن الطرق التقليدية فى الحياة والأساليب الروتينية المعتادة بين الناس لتأخذه إلى منطقة الإبداع والتميز.

يقول وليام شكسبير - وكان شاعر وكاتب مسرحى إنجليزى - "إذا لم يكن لديك هدف، فاجعل هدفك الأول إيجاد واحد" وهذا منطقى جداً لأن المراحل المختلفة التى تمر بها فى الحياة قد تأخذك بعيداً عن بعضاً من أهدافك وقد تغرقك فى تفاصيلها حتى إذا ما جلست فى لحظة تأمل سوف تكتشف أنك بدون هدف كبير ومميز فى الحياة وهنا تكون الضرورة مُلّحة فى البحث عن هدف شخصى ومشروع شخصى, وأحد الأمثلة على هذه الأهداف الشخصية التى قد تكون سمعت عنها من أحد أصدقائك ولكنك لم تلحظ أنه مشروع شخصى هى مزاولة نوع من أنواع الرياضة مثلاً بصورة محترفة , فقد يكون صديقك هذا زميل دراسة أو فى نفس الجامعة ولكنه بجانب انخراطه فى الدراسة فهو يعمل على أن يكون الأول فى تخصصه الرياضى هذا وقد يستهدف الحصول على بطولات محلية أو حتى عالمية وقد تلاحظ أنه بجانب هذا فهو متفوق فى دراسته أيضاً لأن مشروعه الشخصى قد منحه الحافز على التركيز أكثر فى أى موضوعات أخرى بعيدة عن هدفه الشخصى حتى ينتهى منها على أكمل وجه وبالتالى لا يعود لها مجدداً ويتجنب أن تعيق تقدمه.

إن الأهداف كثيرة ومتعددة ما بين اختراع بعض الأشياء الجديدة والمميزة والكتابة والتأليف والرياضة وحتى محاولة الاستقلال بعمل شخصى خاص ناجح مرورا بالأعمال الخيرية والتطوعية أو حتى أن تصبح عالم متخصص فى أحد العلوم وقد لا يتعارض المشروع الشخصى مع العمل أو المهنة التى تمارسها, وبذلك فأن اختيار الهدف لتحقيق المشروع الشخصى مرتبط بصاحبه فقط وعلى هذا فأنت يجب أن تعيد اكتشف نفسك وإمكانياتك وكذلك الأشياء المحيطة بك بل قد تحتاج أحياناً إلى معرفة أشخاص جُدد والإطلاع على خبراتهم التى قد توحى لك بفكرة أو قد تكتشف أنك موهوب فى مجال ما وأن هذه الموهبة قد ظهرت بوضوح عند اختلاطك مع من لديهم نفس الموهبة ونفس التوجه وبالتالى تصل إلى نضوج هذه الفكرة التى تجعلها المشروع الشخصى الخاص بك الذى تعمل عليه فى قسم كبير من حياتك وقد تحتاج أحياناً بعضاً من التدريب والتمرين لصقل موهبتك وتحسين خبرتك وبالتالى تصبح مميز فى هذا المجال وقد تكون أحد أعلامه فى المستقبل القريب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة