بنى آدم أشو

أروع شىء فى الحياة، أن ترسم بسمة على وجه حزين، وتنتزع ضحكة من قلب مكسور، لذلك ظهرت النكتة حتى ينفس بها الناس عما داخلهم، ويقومون بعملية فلترة يومية، للأحزان والإحباطات وهى كثير هذه الأيام. أناً شخصياً حينما تداهمنى الهموم أستسلم لفيلم كوميدى أو مسرحية، أبحث عن على الكسار، أو إسماعيل ياسين، أو مارى منيب، أو فؤاد المهندس، أو من الكوميدنات التاليين مثل أحمد آدم، ومحمد هنيدى، وهانى رمزى.

وأعيش بقناعة قديمة تقوم على أن هؤلاء الممثلين فى أدوارهم الكوميدية يلعبون دوراً مهماً، بل هو الأهم فى إعادة التوازن النفسى لدى المصريين، خاصة أننا لم نعتد الذهاب إلى الأطباء النفسيين، ونعتبر من يذهب إليهم مجنوناً، وربما نحجم عن التعامل معه، رغم أن جلسات الفضفضة العلاجية والسيكو دراما التى يعقدها عدد من الأطباء ومنهم الصديق الدكتور خليل فاضل فى غاية الأهمية لإعادة التوزان النفسى للبشر.

داخل كل إنسان صندوق أسود مظلم، يسمونه العقل الباطن، أو حجرة الكرار، أو حتى سلة المهملات النفسية، وخلال ساعات اليوم يحيل إليها الإنسان، ما لا يستطيع تحمله، أو التعامل معه، وتظل الحجرة تمتلئ حتى تنفجر فى صاحبها.

بنى آدم شو برنامج على قناة الحياة يقدمه أحمد أدم حافل بالكثير من السخرية مما نعيشه كل يوم، ورغم أن برامج التوك شو الليلية حافلة بكل ما لذ وطاب من الخلافات والقضايا الهامشية، والصراعات السياسية، فإننا فعلاً فى حاجة لبنى آدم شو، لكى يتعامل مع ما نعيشه بشكل ساخر، خاصة بعد أن تحولت مفردات الحياة اليومية فى مصر إلى فيلم كئيب حافل بمشاهد الرعب والمشاجرات والجرحى والقتلى.

أمس كنت ضيفا على بنى أدم شو، فى الاستوديو لأول مرة، ولا شك لدى فى أن أحمد آدم خلال حواره معى انتزع منى ضحك متتالية من قلبى، رغم أنه كان يتحدث فى موضوعات سياسية مهمة، حاولت أن أكون جدا، وأقدم تحليلا سياسيا للأحداث، لكننى اكتشفت انه لا يصح التعامل مع اللحظة الراهنة إلا بطريقة بنى آدم شو.