قال الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب العدالة والحرية، إنه للمرة الثانية التى يتحدث فيها عن الراحل عبد الوهاب المسيرى، لافتاً أن الأولى كانت فى دمنهور واحتفى به أهل بلده، موضحاً أنه كان يعبر عن معنى عميق وهو كل من نبت فى ريف مصر من الأصالة، كما أنه كتب الكثير عن بلده وعن أهلها، وأن المرة الثانية أنه ثائر عظيم وكان بروحه يملأ ميادين مصر كلها، بمعرفته العميقة الموسوعية، وعلى الرغم أن الكثير لم يقرأوا كتبه وموسوعاته ولكن فكره المعرفى عم الكثير.
وأكد العريان خلال الاحتفالية التى نظمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين لإحياء الذكرى الثالثة للدكتور عبد الوهاب المسيرى –مساء أمس- الاثنين، أن المسيرى حتى فى حديثة عن النكت والإيحاءات لدى المصريين، موضحاً أنه كان تلميذه بالمراسلة عن بعد، مؤكداً أنه من أعظم ما كتب حديثاً من مؤلفات عن اليهود هى سلسلة الـ8 مجلدات، وأنه يجب أن يسمى بالعارف بالله لأنه من العارفين بالمعنى الصوفى فى مدرسة التأمل والتفكير ولم يتوقف عن التفكير، حتى وهو نائم كانت تولد له أفكار، وهذه الشخصيات بطبيعتها قلقة ولكن قلق مثمر يهدى إلى اليقين، موضحاً أنه من خلال مجلداته عن اليهود يؤكد أن الربيع العربى سيستمر وسيعصف بالكيان الصهيونى.
وانتقد الدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، الحديث عن الدكتور عبد الوهاب المسيرى بلغة الماضى أو باستخدام "كان" مؤكدا أنه لا يصح ليس ذلك أننا لا نعترف بحقيقة الموت ولكن المسيرى واحد من هؤلاء من كان لديهم المقدرة على كسر الأقواس التى يكون بها الإنسان "مولدة وموته" لافتاً أن كل منا موضوع بين القوسين ولكن المسيرى محصن ضد الزمن وهو كالتميمة ضد تغير الزمن، كما أنه مثال للمفكر العظيم وهذه القيمة هى التطابق بين الأقوال والأفعال.
وأضاف قنديل أن المسيرى كان مفكرا عظيما لا يحتاج إلى إضاءة وصاحب أهم موسوعة من نوعهما من نوع العلمانية الجزئية والشاملة ولم يكن يلوم أحد، ولا أحد يستطيع أن يلومه بالجلوس بعيداً عن المخاطرة، كان بالفعل وجسده وروحه ومخاطرته ومغامرته فى ميدان التحرير وقبل أن نشهد الحصاد فى فبراير، وأنه سيعيش معنا طويلاً جداً بينا وبين أحفادنا لأنه قدم موسوعة معرفية وليست كمعلومة بل وقدمت النبوءات الدينية والتفاسير الخاصة بالآيات وقدم معنى نهاية إسرائيل، وأضاء معنى نهاية إسرائيل بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، كان يتمم نبوءة ضد الزمن ويؤمن بأن الشعب المصر سيقوم قيامته وهو الإيماء إلى خطوته الواسعة للتنوير، قدم مثالا رفيعا بينه وبين الأفكار الواسعة، من يقول بحث الفكر الذى قدمه ويحتاج إلى تأمل ودرس لأنه معنى الإنسان الذى يقود التاريخ.
وقال الدكتور مازن النجار الكاتب الفلسطينى والباحث فى شئون السياسة، إن الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيرى هو الحاضر الغائب للثورة المصرية وخلال الـ10 سنوات الأخيرة لم يقم أى مفكر آخر مثله بتقديم المخزون العلمى الذى قدمه مؤكداً أنه قدم الكثير والكثير للأدب العربى من مؤلفات ثرية وعلى الجانب الإسلامى أيضاً، وتضاعف عدد قراءه وتلاميذه ووجوه كثيرة منهم تحلل وتنظر بشكل يصل للرضا التام عن كل ما كتبه.
وأضاف النجار أنه بالنظر إلى الثورة بشكل موضوعى نرى أن دور المسيرى أنه ساهم فيها لأنه لم يكتف بالأفكار أو الإجابة بل كان يقاتل فى السنوات الأخيرة ضد المرض سواء كان السرطان أو القلب وكان يقاتل فى صفوف حركة كفاية وكان معه كل العذر أن يشارك ولم يكن محتما عليه ذلك لأنه كان مريضاً وأيضاً على الرغم من عظمة العصا الأمنية، موضحاً أنه مصرى وعربى وأفريقى ويقع فى قلب دوائر ومحدودبات متعددة من الزمان والمكان والمرحلة وخصوصاً أنه نشأ فى ظل الاستعمار وفى زمان كانت الأمية تزيد عن 80% كما أنه كان يفسر لماذا من الصعب قهر الشعوب العربية لأنها تتمسك بالتوحيد، كما أنه من أكثر الدارسات التى قام بها والى تضع ضمن كتب التاريخ وهى سلسلته عن "أسطورة الشعب اليهودى الواحد" وتفسيره لليهود وتوقعاته القضاء على الدولة اليهودية المزعومة.
وأضاف الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التيارات والقوى السياسية من اليسار إلى أقصى اليمين وكل ما يقع فى الوسط لأنه جامع لكل الأفكار ويمثل التيار الأساسى فى مصرنا الحبيبة موضحاً أن كل التنويعات والأطياف فى بيت المسيرى والكل كان يستحضر روح التحرير التى أتت من بعده والاتفاق والاختلاف والتعامل مع الأفكار أنها التى كانت جديدة وما يصلح للأمة وما يتعلق بمائدته الثقافية والمعرفية، بناء معمار الثورة.
وحضر الذكرى الثالثة للمسيرى محمد الأشقر المنسق الجديد لحركة كفاية، وزوجته الدكتورة هدى حسين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة